[ ص: 108 ] بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين . رب تمم بخير.
آ . (99) قوله تعالى : قربات : مفعول ثان ليتخذ كما مر في " مغرما " . ولم يختلف قراء السبعة في ضم الراء من " قربات " مع اختلافهم في راء " قربة " كما سيأتي ، فيحتمل أن تكون هذه جمعا لقربة بالضم كما هي قراءة عن ورش ، ويحتمل أن تكون جمعا للساكنها ، وإنما ضمت اتباعا لـ " غرفات " وقد تقدم التنبيه على هذه القاعدة وشروطها عند قوله تعالى نافع في ظلمات أول البقرة .
قوله : عند الله في هذا الظرف ثلاثة أوجه ، أظهرها : أنه متعلق بـ " يتخذ " . والثاني : أنه ظرف لـ " قربات " قاله ، وليس بذاك . الثالث : أنه متعلق بمحذوف لأنه صفة لـ " قربات " . أبو البقاء
قوله : وصلوات الرسول فيه وجهان أظهرهما : أنه نسق على " قربات " وهو ظاهر كلام الزمخشري فإنه قال : " والمعنى أن ما ينفقه سبب لحصول القربات عند الله " وصلوات الرسول " لأنه كان يدعو للمتصدقين بالخير كقوله : أبي أوفى " والثاني : - وجوزه " اللهم صل على آل [ ص: 109 ] ولم يذكر ابن عطية غيره - أنها منسوقة على أبو البقاء " ما ينفق " ، أي : ويتخذ بالأعمال الصالحة وصلوات الرسول قربة .
قوله : ألا إنها قربة الضمير في " إنها " قيل : عائد على " صلوات " وقيل : على النفقات أي المفهومة من " ينفقون " .
وقرأ " قربة " بضم الراء ، والباقون بسكونها فقيل : لغتان . وقيل : الأصل السكون والضمة إتباع ، وهذا قد تقدم لك فيه خلاف بين أهل التصريف : هل يجوز تثقيل فعل إلى فعل ؟ وأن بعضهم جعل عسرا يسرا بضم السين فرعين على سكونها . وقيل : الأصل قربة بالضم ، والسكون تخفيف ، وهذا أجرى على لغة ورش العرب إذ مبناها الهرب من الثقل إلى الخفة .
وفي استئناف هذه الجملة وتصدرها بحرفي التنبيه والتحقيق المؤذنين بثبات الأمر وتمكنه شهادة من الله بصحة ما اعتقده من إنفاقه ، قال معناه قال : " وكذلك سيدخلهم ، وما في السين من تحقيق الوعد " . الزمخشري