وقد اعتذر عن هذه القراءة : فإنها حملت " لن " على " لم " و " لا " النافيتين ، و " لم " و " لا " يجوز توكيد الفعل المنفي بعدهما . أما " لا " فقد تقدم تحقيق الكلام عليها في الأنفال ، وأما " لم " فقد سمع ذلك وأنشدوا :
2495 - يحسبه الجاهل ما لم يعلما شيخا على كرسيه معمما
أراد " يعلمن " فأبدل الخفيفة ألفا بعد فتحة كالتنوين .
[ ص: 64 ] وقرأ القاضي أيضا : " هل يصيبنا " بتشديد الياء . قال وطلحة : " ووجهه أن يكون يفيعل لا يفعل لأنه من بنات الواو لقولهم : الصواب ، وصاب يصوب ، ومصاوب في جمع مصيبة ، فحق يفعل منه يصوب . ألا ترى إلى قولهم : صوب رأيه ، إلا أن يكون من لغة من يقول : صاب السهم يصيب كقوله : الزمخشري
2496 - أسهمي الصائبات والصيب
يعني أنه أصله صويب فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحدهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغم فيها ، وهذا كما تقدم لك في تحيز أن أصله تحيوز . وأما إذا أخذناه من لغة من يقول : صاب السهم يصيب فهو من ذوات الياء فوزنه على هذه اللغة فعل .