ثم بين لباسهم بقوله: سرابيلهم أي قمصهم السابغة من قطران وهو ما يهنأ به الإبل، ومن شأنه أنه سرع فيه [ ص: 440 ] اشتعال النار، وهو أسود اللون منتن الريح.
ولما كان هذا اللباس مع نتنه وفظاعته شديد الانفعال بالنار، بين أنه يسلطها عليهم فقال: وتغشى ولما كان الوجه أشرف ما في الحيوان، فإهانته إهانة عظيمة لصاحبه، ذكره وقدمه تعجيلا لإفهام الإهانة فقال: وجوههم النار أي تعلوها باشتعالها، فعلم أنه يلزم من غشيانها لها اضطرامها فيما ضمخ بالقطران من باب الأولى;