nindex.php?page=treesubj&link=27521_30525_30532_30539_32509_842_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=59فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا nindex.php?page=treesubj&link=19705_29680_30364_30415_30495_30503_34134_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29680_30384_30386_33678_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا nindex.php?page=treesubj&link=30387_30395_30412_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا nindex.php?page=treesubj&link=19860_19863_29680_30495_30503_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=63تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا
(59) لما ذكر تعالى هؤلاء الأنبياء ..... المخلصون المتبعون لمراضي ربهم المنيبون إليه، ذكر من أتى بعدهم، وبدلوا ما أمروا به، وأنه خلف
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=59من بعدهم خلف رجعوا إلى الخلف والوراء، فـ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=59أضاعوا الصلاة التي أمروا بالمحافظة عليها وإقامتها، فتهاونوا بها وضيعوها، وإذا ضيعوا الصلاة - التي هي عماد الدين، وميزان الإيمان والإخلاص لرب العالمين، التي هي آكد الأعمال، وأفضل الخصال - كانوا لما سواها من دينهم أضيع، وله أرفض، والسبب الداعي لذلك أنهم اتبعوا شهوات أنفسهم وإراداتها، فصارت هممهم منصرفة إليها، مقدمة لها على حقوق الله، فنشأ من ذلك التضييع لحقوقه، والإقبال على شهوات أنفسهم، مهما لاحت لهم حصلوها، وعلى أي وجه اتفقت تناولوها.
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=59فسوف يلقون غيا ؛ أي: عذابا مضاعفا شديدا. (60) ثم استثنى تعالى فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60إلا من تاب عن الشرك والبدع والمعاصي،
[ ص: 1006 ] فأقلع عنها وندم عليها، وعزم عزما جازما أن لا يعاودها،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60وآمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60وعمل صالحا وهو العمل الذي شرعه الله على ألسنة رسله، إذا قصد به وجهه،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60فأولئك الذين جمعوا بين التوبة والإيمان والعمل الصالح،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60يدخلون الجنة : المشتملة على النعيم المقيم، والعيش السليم، وجوار الرب الكريم،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60ولا يظلمون شيئا من أعمالهم، بل يجدونها كاملة، موفرة أجورها، مضاعفا عددها.
(61) ثم ذكر أن الجنة التي وعدهم بدخولها ليست كسائر الجنات، وإنما هي
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61جنات عدن ؛ أي:
nindex.php?page=treesubj&link=30387جنات إقامة، لا ظعن فيها، ولا حول ولا زوال ، وذلك لسعتها، وكثرة ما فيها من الخيرات والسرور، والبهجة والحبور.
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61التي وعد الرحمن عباده بالغيب ؛ أي: التي وعدها الرحمن، أضافها إلى اسمه
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61الرحمن ؛ لأن فيها من الرحمة والإحسان ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وسماها تعالى رحمته، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=107وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون وأيضا ففي إضافتها إلى رحمته ما يدل على استمرار سرورها، وأنها باقية ببقاء رحمته، التي هي أثرها وموجبها. والعباد في هذه الآية المراد: عباد إلهيته، الذين عبدوه، والتزموا شرائعه، فصارت العبودية وصفا لهم كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وعباد الرحمن ونحوه، بخلاف عباده المماليك فقط، الذين لم يعبدوه، فهؤلاء وإن كانوا عبيدا لربوبيته - لأنه خلقهم ورزقهم ودبرهم - فليسوا داخلين في عبيد إلهيته، العبودية الاختيارية، التي يمدح صاحبها، وإنما عبوديتهم عبودية اضطرار، لا مدح لهم فيها.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61بالغيب يحتمل أن تكون متعلقة بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61وعد الرحمن فيكون المعنى على هذا: أن الله وعدهم إياها وعدا غائبا، لم يشاهدوه ولم يروه فآمنوا بها، وصدقوا غيبها، وسعوا لها سعيها، مع أنهم لم يروها، فكيف لو رأوها، لكانوا أشد لها طلبا، وأعظم فيها رغبة، وأكثر لها سعيا، ويكون في هذا مدح لهم بإيمانهم بالغيب، الذي هو الإيمان النافع. ويحتمل أن تكون متعلقة بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61عباده ؛ أي: الذين عبدوه في حال غيبهم وعدم رؤيتهم إياه، فهذه عبادتهم ولم يروه، فلو رأوه لكانوا أشد له عبادة، وأعظم إنابة، وأكثر حبا، وأجل شوقا. ويحتمل – أيضا - أن المعنى: هذه الجنات التي وعدها الرحمن عباده، من الأمور
[ ص: 1007 ] التي لا تدركها الأوصاف، ولا يعلمها أحد إلا الله، ففيه من التشويق لها والوصف المجمل ما يهيج النفوس، ويزعج الساكن إلى طلبها، فيكون هذا مثل قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=17فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون . والمعاني كلها صحيحة ثابتة، ولكن الاحتمال الأول أولى، بدليل قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61إنه كان وعده مأتيا لا بد من وقوعه، فإنه لا يخلف الميعاد، وهو أصدق القائلين.
(62)
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62لا يسمعون فيها لغوا ؛ أي: كلاما لاغيا لا فائدة فيه، ولا ما يؤثم، فلا يسمعون فيها شتما، ولا عيبا، ولا قولا فيه معصية لله، أو قولا مكدرا،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62إلا سلاما ؛ أي: إلا الأقوال السالمة من كل عيب، من ذكر لله، وتحية، وكلام سرور وبشارة، ومطارحة الأحاديث الحسنة بين الإخوان، وسماع خطاب الرحمن، والأصوات الشجية من الحور والملائكة والولدان، والنغمات المطربة، والألفاظ الرخيمة؛ لأن الدار دار السلام، فليس فيها إلا السلام التام في جميع الوجوه.
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ؛ أي: أرزاقهم - من المآكل والمشارب، وأنواع اللذات - مستمرة حيثما طلبوا، وفي أي وقت رغبوا، ومن تمامها ولذاتها وحسنها أن تكون في أوقات معلومة
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62بكرة وعشيا ؛ ليعظم وقعها ويتم نفعها. (63) فـ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=63تلك الجنة التي وصفناها بما ذكر
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=63التي نورث من عبادنا من كان تقيا ؛ أي: نورثها المتقين، ونجعلها منزلهم الدائم، الذي لا يظعنون عنه، ولا يبغون عنه حولا، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=133وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين .
nindex.php?page=treesubj&link=27521_30525_30532_30539_32509_842_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=59فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا nindex.php?page=treesubj&link=19705_29680_30364_30415_30495_30503_34134_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29680_30384_30386_33678_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا nindex.php?page=treesubj&link=30387_30395_30412_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلا سَلامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا nindex.php?page=treesubj&link=19860_19863_29680_30495_30503_28990nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=63تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا
(59) لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى هَؤُلَاءِ الْأَنْبِيَاءَ ..... الْمُخْلِصُونَ الْمُتَّبِعُونَ لِمَرَاضِي رَبِّهِمُ الْمُنِيبُونَ إِلَيْهِ، ذَكَرَ مَنْ أَتَى بَعْدَهُمْ، وَبَدَّلُوا مَا أُمِرُوا بِهِ، وَأَنَّهُ خَلَفَ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=59مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ رَجَعُوا إِلَى الْخَلْفِ وَالْوَرَاءِ، فَـ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=59أَضَاعُوا الصَّلاةَ الَّتِي أُمِرُوا بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا وَإِقَامَتِهَا، فَتَهَاوَنُوا بِهَا وَضَيَّعُوهَا، وَإِذَا ضَيَّعُوا الصَّلَاةَ - الَّتِي هِيَ عِمَادُ الدِّينِ، وَمِيزَانُ الْإِيمَانِ وَالْإِخْلَاصِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، الَّتِي هِيَ آكَدُ الْأَعْمَال، وَأَفْضَلُ الْخِصَالِ - كَانُوا لِمَا سِوَاهَا مِنْ دِينِهِمْ أَضْيَعَ، وَلَهُ أَرْفَضَ، وَالسَّبَبُ الدَّاعِي لِذَلِكَ أَنَّهُمُ اتَّبَعُوا شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ وَإِرَادَاتِهَا، فَصَارَتْ هِمَمُهُمْ مُنْصَرِفَةً إِلَيْهَا، مُقَدِّمَةً لَهَا عَلَى حُقُوقِ اللَّهِ، فَنَشَأَ مِنْ ذَلِكَ التَّضْيِيعُ لِحُقُوقِهِ، وَالْإِقْبَالُ عَلَى شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ، مَهْمَا لَاحَتْ لَهُمْ حَصَّلُوهَا، وَعَلَى أَيِّ وَجْهٍ اتَّفَقَتْ تَنَاوَلُوهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=59فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ؛ أَيْ: عَذَابًا مُضَاعَفًا شَدِيدًا. (60) ثُمَّ اسْتَثْنَى تَعَالَى فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60إِلا مَنْ تَابَ عَنِ الشَّرَكِ وَالْبِدَعِ وَالْمَعَاصِي،
[ ص: 1006 ] فَأَقْلَعَ عَنْهَا وَنَدِمَ عَلَيْهَا، وَعَزَمَ عَزْمًا جَازِمًا أَنْ لَا يُعَاوِدَهَا،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60وَآمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60وَعَمِلَ صَالِحًا وَهُوَ الْعَمَلُ الَّذِي شَرَعَهُ اللَّهُ عَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ، إِذَا قُصِدَ بِهِ وَجْهُهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60فَأُولَئِكَ الَّذِينَ جَمَعُوا بَيْنَ التَّوْبَةِ وَالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ : الْمُشْتَمِلَةَ عَلَى النَّعِيمِ الْمُقِيمِ، وَالْعَيْشِ السَّلِيمِ، وَجِوَارِ الرَّبِّ الْكَرِيمِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=60وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا مِنْ أَعْمَالِهِمْ، بَلْ يَجِدُونَهَا كَامِلَةً، مُوَفَّرَةً أُجُورُهَا، مُضَاعَفًا عَدَدُهَا.
(61) ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ الْجَنَّةَ الَّتِي وَعَدَهُمْ بِدُخُولِهَا لَيْسَتْ كَسَائِرِ الْجَنَّاتِ، وَإِنَّمَا هِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61جَنَّاتِ عَدْنٍ ؛ أَيْ:
nindex.php?page=treesubj&link=30387جَنَّاتُ إِقَامَةٍ، لَا ظَعْنَ فِيهَا، وَلَا حَوْلَ وَلَا زَوَالَ ، وَذَلِكَ لِسِعَتِهَا، وَكَثْرَةِ مَا فِيهَا مِنَ الْخَيْرَاتِ وَالسُّرُورِ، وَالْبَهْجَةِ وَالْحُبُورِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ؛ أَيِ: الَّتِي وَعَدَهَا الرَّحْمَنُ، أَضَافَهَا إِلَى اسْمِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61الرَّحْمَنُ ؛ لِأَنَّ فِيهَا مِنَ الرَّحْمَةِ وَالْإِحْسَانِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ. وَسَمَّاهَا تَعَالَى رَحْمَتَهُ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=107وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَأَيْضًا فَفِي إِضَافَتِهَا إِلَى رَحْمَتِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى اسْتِمْرَارِ سُرُورِهَا، وَأَنَّهَا بَاقِيَةٌ بِبَقَاءِ رَحْمَتِهِ، الَّتِي هِيَ أَثَرُهَا وَمُوجَبُهَا. وَالْعِبَادُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْمُرَادُ: عِبَادُ إِلَهِيَّتِهِ، الَّذِينَ عَبَدُوهُ، وَالْتَزَمُوا شَرَائِعَهُ، فَصَارَتِ الْعُبُودِيَّةُ وَصْفًا لَهُمْ كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ وَنَحْوِهِ، بِخِلَافِ عِبَادِهِ الْمَمَالِيكِ فَقَطْ، الَّذِينَ لَمْ يَعْبُدُوهُ، فَهَؤُلَاءِ وَإِنْ كَانُوا عَبِيدًا لِرُبُوبِيَّتِهِ - لِأَنَّهُ خَلَقَهُمْ وَرَزَقَهُمْ وَدَبَّرَهُمْ - فَلَيْسُوا دَاخِلِينَ فِي عَبِيدِ إِلَهِيَّتِهِ، الْعُبُودِيَّةَ الِاخْتِيَارِيَّةَ، الَّتِي يُمْدَحُ صَاحِبُهَا، وَإِنَّمَا عُبُودِيَّتُهُمْ عُبُودِيَّةُ اضْطِرَارٍ، لَا مَدْحَ لَهُمْ فِيهَا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61بِالْغَيْبِ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ مُتَعَلِّقَةً بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61وَعَدَ الرَّحْمَنُ فَيَكُونُ الْمَعْنَى عَلَى هَذَا: أَنَّ اللَّهَ وَعَدَهُمْ إِيَّاهَا وَعَدًا غَائِبًا، لَمْ يُشَاهِدُوهُ وَلَمْ يَرَوْهُ فَآمَنُوا بِهَا، وَصَدَّقُوا غَيْبَهَا، وَسَعَوْا لَهَا سَعْيَهَا، مَعَ أَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْهَا، فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا، لَكَانُوا أَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، وَأَكْثَرَ لَهَا سَعْيًا، وَيَكُونُ فِي هَذَا مَدْحٌ لَهُمْ بِإِيمَانِهِمْ بِالْغَيْبِ، الَّذِي هُوَ الْإِيمَانُ النَّافِعُ. وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ مُتَعَلِّقَةً بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61عِبَادَهُ ؛ أَيِ: الَّذِينَ عَبَدُوهُ فِي حَالِ غَيْبِهِمْ وَعَدَمِ رُؤْيَتِهِمْ إِيَّاهُ، فَهَذِهِ عِبَادَتُهُمْ وَلَمْ يَرَوْهُ، فَلَوْ رَأَوْهُ لَكَانُوا أَشَدَّ لَهُ عِبَادَةً، وَأَعْظَمَ إِنَابَةً، وَأَكْثَرَ حُبًّا، وَأَجَلَّ شَوْقًا. وَيُحْتَمَلُ – أَيْضًا - أَنَّ الْمَعْنَى: هَذِهِ الْجَنَّاتُ الَّتِي وَعَدَهَا الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ، مِنَ الْأُمُورِ
[ ص: 1007 ] الَّتِي لَا تُدْرِكُهَا الْأَوْصَافُ، وَلَا يَعْلَمُهَا أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ، فَفِيهِ مِنَ التَّشْوِيقِ لَهَا وَالْوَصْفِ الْمُجْمَلِ مَا يُهَيِّجُ النُّفُوسَ، وَيُزْعِجُ السَّاكِنَ إِلَى طَلَبِهَا، فَيَكُونُ هَذَا مَثَلَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=17فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . وَالْمَعَانِي كُلُّهَا صَحِيحَةٌ ثَابِتَةٌ، وَلَكِنَّ الِاحْتِمَالَ الْأَوَّلَ أَوْلَى، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=61إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا لَا بُدَّ مِنْ وُقُوعِهِ، فَإِنَّهُ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ، وَهُوَ أَصْدَقُ الْقَائِلِينَ.
(62)
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا ؛ أَيْ: كَلَامًا لَاغِيًا لَا فَائِدَةَ فِيهِ، وَلَا مَا يُؤْثِمُ، فَلَا يَسْمَعُونَ فِيهَا شَتْمًا، وَلَا عَيْبًا، وَلَا قَوْلًا فِيهِ مَعْصِيَةٌ لِلَّهِ، أَوْ قَوْلًا مُكَدِّرًا،
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62إِلا سَلامًا ؛ أَيْ: إِلَّا الْأَقْوَالَ السَّالِمَةَ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، مِنْ ذِكْرٍ لِلَّهِ، وَتَحِيَّةٍ، وَكَلَامِ سُرُورٍ وَبِشَارَةٍ، وَمُطَارَحَةِ الْأَحَادِيثِ الْحَسَنَةِ بَيْنَ الْإِخْوَانِ، وَسَمَاعِ خِطَابِ الرَّحْمَنِ، وَالْأَصْوَاتِ الشَّجِيَّةِ مِنَ الْحُورِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْوَلَدَانِ، وَالنَّغَمَاتِ الْمُطْرِبَةِ، وَالْأَلْفَاظِ الرَّخِيمَةِ؛ لِأَنَّ الدَّارَ دَارُ السَّلَامِ، فَلَيْسَ فِيهَا إِلَّا السَّلَامُ التَّامُّ فِي جَمِيعِ الْوُجُوهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ؛ أَيْ: أَرْزَاقُهُمْ - مِنَ الْمَآكِلِ وَالْمُشَارِبِ، وَأَنْوَاعِ اللَّذَّاتِ - مُسْتَمِرَّةٌ حَيْثُمَا طَلَبُوا، وَفِي أَيِّ وَقْتٍ رَغِبُوا، وَمِنْ تَمَامِهَا وَلَذَّاتِهَا وَحُسْنِهَا أَنْ تَكُونَ فِي أَوْقَاتٍ مَعْلُومَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=62بُكْرَةً وَعَشِيًّا ؛ لِيَعْظُمَ وَقْعُهَا وَيَتِمَّ نَفْعُهَا. (63) فَـ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=63تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي وَصَفْنَاهَا بِمَا ذُكِرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=63الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ؛ أَيْ: نُورِثُهَا الْمُتَّقِينَ، وَنَجْعَلُهَا مَنْزِلَهُمُ الدَّائِمَ، الَّذِي لَا يَظْعَنُونَ عَنْهُ، وَلَا يَبْغُونَ عَنْهُ حِوَلًا، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=133وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ .