nindex.php?page=treesubj&link=28650_29786_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون nindex.php?page=treesubj&link=29786_30549_30563_30569_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون nindex.php?page=treesubj&link=30549_30563_34308_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=126أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون
(124) يقول تعالى: مبينا حال المنافقين، وحال المؤمنين عند نزول القرآن، وتفاوت ما بين الفريقين، فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وإذا ما أنزلت سورة فيها الأمر، والنهي، والخبر
[ ص: 695 ] عن نفسه الكريمة، وعن الأمور الغائبة، والحث على الجهاد.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا أي: حصل الاستفهام، لمن حصل له الإيمان بها من الطائفتين.
قال تعالى -مبينا الحال الواقعة-:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا بالعلم بها، وفهمها، واعتقادها، والعمل بها، والرغبة في فعل الخير، والانكفاف عن فعل الشر.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وهم يستبشرون أي: يبشر بعضهم بعضا بما من الله عليهم من آياته، والتوفيق لفهمها والعمل بها. وهذا دال على انشراح صدورهم لآيات الله، وطمأنينة قلوبهم، وسرعة انقيادهم لما تحثهم عليه.
(125)
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125وأما الذين في قلوبهم مرض أي: شك ونفاق
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125فزادتهم رجسا إلى رجسهم أي: مرضا إلى مرضهم، وشكا إلى شكهم، من حيث إنهم كفروا بها، وعاندوها وأعرضوا عنها، فازداد لذلك مرضهم، وترامى بهم إلى الهلاك ( و ) الطبع على قلوبهم، حتى " ماتوا وهم كافرون " .
وهذا عقوبة لهم، لأنهم كفروا بآيات الله وعصوا رسوله، فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه.
(126) قال تعالى -موبخا لهم على إقامتهم على ما هم عليه من الكفر والنفاق-:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=126أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين بما يصيبهم من البلايا والأمراض، وبما يبتلون من الأوامر الإلهية التي يراد بها اختبارهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=126ثم لا يتوبون عما هم عليه من الشر
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=126ولا هم يذكرون ما ينفعهم، فيفعلونه، وما يضرهم، فيتركونه.
فالله تعالى يبتليهم -كما هي سنته في سائر الأمم- بالسراء والضراء وبالأوامر والنواهي ليرجعوا إليه، ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون.
وفي هذه الآيات دليل على أن الإيمان يزيد وينقص، وأنه ينبغي للمؤمن، أن يتفقد إيمانه ويتعاهده، فيجدده وينميه، ليكون دائما في صعود.
وقوله :
nindex.php?page=treesubj&link=28650_29786_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29786_30549_30563_30569_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=30549_30563_34308_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=126أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ
(124) يَقُولُ تَعَالَى: مُبَيِّنًا حَالَ الْمُنَافِقِينَ، وَحَالَ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ نُزُولِ الْقُرْآنِ، وَتَفَاوُتِ مَا بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ، فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فِيهَا الْأَمْرُ، وَالنَّهْيُ، وَالْخَبَرُ
[ ص: 695 ] عَنْ نَفْسِهِ الْكَرِيمَةِ، وَعَنِ الْأُمُورِ الْغَائِبَةِ، وَالْحَثُّ عَلَى الْجِهَادِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا أَيْ: حَصَلَ الِاسْتِفْهَامُ، لِمَنْ حَصَلَ لَهُ الْإِيمَانُ بِهَا مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ.
قَالَ تَعَالَى -مُبَيِّنًا الْحَالَ الْوَاقِعَةَ-:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا بِالْعِلْمِ بِهَا، وَفَهْمِهَا، وَاعْتِقَادِهَا، وَالْعَمَلِ بِهَا، وَالرَّغْبَةِ فِي فِعْلِ الْخَيْرِ، وَالِانْكِفَافِ عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=124وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ أَيْ: يُبَشِّرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِمَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ آيَاتِهِ، وَالتَّوْفِيقِ لِفَهْمِهَا وَالْعَمَلِ بِهَا. وَهَذَا دَالٌّ عَلَى انْشِرَاحِ صُدُورِهِمْ لِآيَاتِ اللَّهِ، وَطُمَأْنِينَةِ قُلُوبِهِمْ، وَسُرْعَةِ انْقِيَادِهِمْ لِمَا تَحُثُّهُمْ عَلَيْهِ.
(125)
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَيْ: شَكٌّ وَنِفَاقٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=125فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ أَيْ: مَرَضًا إِلَى مَرَضِهِمْ، وَشَكًّا إِلَى شَكِّهِمْ، مِنْ حَيْثُ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِهَا، وَعَانَدُوهَا وَأَعْرَضُوا عَنْهَا، فَازْدَادَ لِذَلِكَ مَرَضُهُمْ، وَتَرَامَى بِهِمْ إِلَى الْهَلَاكِ ( وَ ) الطَّبْعِ عَلَى قُلُوبِهِمْ، حَتَّى " مَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ " .
وَهَذَا عُقُوبَةٌ لَهُمْ، لِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَعَصَوْا رَسُولَهُ، فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ.
(126) قَالَ تَعَالَى -مُوَبِّخًا لَهُمْ عَلَى إِقَامَتِهِمْ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ-:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=126أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ بِمَا يُصِيبُهُمْ مِنَ الْبَلَايَا وَالْأَمْرَاضِ، وَبِمَا يُبْتَلَوْنَ مِنَ الْأَوَامِرِ الْإِلَهِيَّةِ الَّتِي يُرَادُ بِهَا اخْتِبَارُهُمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=126ثُمَّ لا يَتُوبُونَ عَمَّا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=126وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ مَا يَنْفَعُهُمْ، فَيَفْعَلُونَهُ، وَمَا يَضُرُّهُمْ، فَيَتْرُكُونَهُ.
فَاللَّهُ تَعَالَى يَبْتَلِيهِمْ -كَمَا هِيَ سُنَّتُهُ فِي سَائِرِ الْأُمَمِ- بِالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَبِالْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي لِيَرْجِعُوا إِلَيْهِ، ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ.
وَفِي هَذِهِ الْآيَاتِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ، أَنْ يَتَفَقَّدَ إِيمَانَهُ وَيَتَعَاهَدَهُ، فَيُجَدِّدَهُ وَيُنَمِّيَهُ، لِيَكُونَ دَائِمًا فِي صُعُودٍ.
وَقَوْلُهُ :