nindex.php?page=treesubj&link=19011_19055_19087_28723_29717_32527_34091_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=148لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما nindex.php?page=treesubj&link=20043_28723_30526_32528_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=149إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفو عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا
(148) يخبر تعالى أنه لا يحب الجهر بالسوء من القول، أي: يبغض ذلك ويمقته ويعاقب عليه، ويشمل ذلك جميع الأقوال السيئة التي تسوء وتحزن، كالشتم والقذف والسب ونحو ذلك فإن ذلك كله من المنهي عنه الذي يبغضه الله، ويدل
[ ص: 377 ] مفهومها أنه يحب الحسن من القول كالذكر والكلام الطيب اللين.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=148إلا من ظلم أي: فإنه يجوز
nindex.php?page=treesubj&link=25987_19755له أن يدعو على من ظلمه ويتشكى منه، ويجهر بالسوء لمن جهر له به، من غير أن يكذب عليه ولا يزيد على مظلمته، ولا يتعدى بشتمه غير ظالمه، ومع ذلك فعفوه وعدم مقابلته أولى، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40فمن عفا وأصلح فأجره على الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=148وكان الله سميعا عليما ولما كانت الآية قد اشتملت على الكلام السيئ والحسن والمباح، أخبر تعالى أنه سميع فيسمع أقوالكم، فاحذروا أن تتكلموا بما يغضب ربكم فيعاقبكم على ذلك. وفيه أيضا ترغيب على القول الحسن.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=149عليما بنياتكم ومصدر أقوالكم.
(149) ثم قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=149إن تبدوا خيرا أو تخفوه وهذا يشمل كل خير قولي وفعلي، ظاهر وباطن، من واجب ومستحب.
" أو تعفو عن سوء " أي: عمن ساءكم في أبدانكم وأموالكم وأعراضكم، فتسمحوا عنه، فإن الجزاء من جنس العمل. فمن عفا لله عفا الله عنه، ومن أحسن أحسن الله إليه، فلهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=149فإن الله كان عفوا قديرا أي: يعفو عن زلات عباده وذنوبهم العظيمة فيسدل عليهم ستره، ثم يعاملهم بعفوه التام الصادر عن قدرته.
وفي هذه الآية إرشاد إلى التفقه في معاني أسماء الله وصفاته، وأن الخلق والأمر صادر عنها، وهي مقتضية له، ولهذا يعلل الأحكام بالأسماء الحسنى، كما في هذه الآية.
لما ذكر عمل الخير والعفو عن المسيء رتب على ذلك، بأن أحالنا على معرفة أسمائه وأن ذلك يغنينا عن ذكر ثوابها الخاص.
nindex.php?page=treesubj&link=19011_19055_19087_28723_29717_32527_34091_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=148لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا nindex.php?page=treesubj&link=20043_28723_30526_32528_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=149إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُو عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا
(148) يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ لَا يُحِبُّ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ، أَيْ: يُبْغِضُ ذَلِكَ وَيَمْقُتُهُ وَيُعَاقِبُ عَلَيْهِ، وَيَشْمَلُ ذَلِكَ جَمِيعَ الْأَقْوَالِ السَّيِّئَةِ الَّتِي تَسُوءُ وَتُحْزِنُ، كَالشَّتْمِ وَالْقَذْفِ وَالسَّبِّ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنَ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ الَّذِي يَبْغَضُهُ اللَّهُ، وَيَدُلُّ
[ ص: 377 ] مَفْهُومُهَا أَنَّهُ يُحِبُّ الْحَسَنَ مِنَ الْقَوْلِ كَالذِّكْرِ وَالْكَلَامِ الطَّيِّبِ اللَّيِّنِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=148إِلا مَنْ ظُلِمَ أَيْ: فَإِنَّهُ يَجُوزُ
nindex.php?page=treesubj&link=25987_19755لَهُ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ وَيَتَشَكَّى مِنْهُ، وَيَجْهَرَ بِالسُّوءِ لِمَنْ جَهَرَ لَهُ بِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيْهِ وَلَا يَزِيدَ عَلَى مَظْلِمَتِهِ، وَلَا يَتَعَدَّى بِشَتْمِهِ غَيْرَ ظَالِمِهِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَعَفْوُهُ وَعَدَمُ مُقَابَلَتِهِ أَوْلَى، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=148وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا وَلَمَّا كَانَتِ الْآيَةُ قَدِ اشْتَمَلَتْ عَلَى الْكَلَامِ السَّيِّئِ وَالْحَسَنِ وَالْمُبَاحِ، أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ سَمِيعٌ فَيَسْمَعُ أَقْوَالَكُمْ، فَاحْذَرُوا أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِمَا يُغْضِبُ رَبَّكُمْ فَيُعَاقِبُكُمْ عَلَى ذَلِكَ. وَفِيهِ أَيْضًا تَرْغِيبٌ عَلَى الْقَوْلِ الْحَسَنِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=149عَلِيمًا بِنِيَّاتِكُمْ وَمَصْدَرِ أَقْوَالِكُمْ.
(149) ثُمَّ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=149إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ وَهَذَا يَشْمَلُ كُلَّ خَيْرٍ قَوْلِيٍّ وَفِعْلِيٍّ، ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ، مِنْ وَاجِبٍ وَمُسْتَحَبٍّ.
" أَوْ تَعْفُو عَنْ سُوءٍ " أَيْ: عَمَّنْ سَاءَكُمْ فِي أَبْدَانِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَأَعْرَاضِكُمْ، فَتَسْمَحُوا عَنْهُ، فَإِنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ. فَمَنْ عَفَا لِلَّهِ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَحْسَنَ أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْهِ، فَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=149فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا أَيْ: يَعْفُو عَنْ زَلَّاتِ عِبَادِهِ وَذُنُوبِهِمُ الْعَظِيمَةِ فَيُسْدِلُ عَلَيْهِمْ سِتْرَهُ، ثُمَّ يُعَامِلُهُمْ بِعَفْوِهِ التَّامِّ الصَّادِرِ عَنْ قُدْرَتِهِ.
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ إِرْشَادٌ إِلَى التَّفَقُّهِ فِي مَعَانِي أَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ، وَأَنَّ الْخَلْقَ وَالْأَمْرَ صَادِرٌ عَنْهَا، وَهِيَ مُقْتَضِيَةٌ لَهُ، وَلِهَذَا يُعَلِّلُ الْأَحْكَامَ بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى، كَمَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ.
لَمَّا ذَكَرَ عَمَلَ الْخَيْرِ وَالْعَفْوَ عَنِ الْمُسِيءِ رَتَّبَ عَلَى ذَلِكَ، بِأَنْ أَحَالَنَا عَلَى مَعْرِفَةِ أَسْمَائِهِ وَأَنَّ ذَلِكَ يُغْنِينَا عَنْ ذِكْرِ ثَوَابِهَا الْخَاصِّ.