nindex.php?page=treesubj&link=20043_30365_30531_32528_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين nindex.php?page=treesubj&link=19011_32527_34331_34455_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل nindex.php?page=treesubj&link=25987_9515_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=42إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم nindex.php?page=treesubj&link=19573_20043_34140_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور
ذكر الله في هذه الآية، مراتب العقوبات، وأنها على ثلاث مراتب: عدل وفضل وظلم.
nindex.php?page=treesubj&link=19514_19831فمرتبة العدل، جزاء السيئة بسيئة مثلها، لا زيادة ولا نقص، فالنفس بالنفس، وكل جارحة بالجارحة المماثلة لها، والمال يضمن بمثله. nindex.php?page=treesubj&link=20034ومرتبة الفضل: العفو والإصلاح عن المسيء، ولهذا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40فمن عفا وأصلح فأجره على الله يجزيه أجرا عظيما، وثوابا كثيرا، وشرط الله في العفو الإصلاح فيه، ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته، فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورا به.
وفي جعل أجر العافي على الله ما يهيج على العفو، وأن
nindex.php?page=treesubj&link=30531يعامل العبد الخلق بما يحب أن يعامله الله به، فكما يحب أن يعفو الله عنه، فليعف عنهم، وكما يحب أن يسامحه الله، فليسامحهم، فإن الجزاء من جنس العمل.
وأما مرتبة الظلم فقد ذكرها بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40إنه لا يحب الظالمين الذين يجنون على غيرهم ابتداء، أو يقابلون الجاني بأكثر من جنايته، فالزيادة ظلم.
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41ولمن انتصر بعد ظلمه أي: انتصر ممن ظلمه بعد وقوع الظلم عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41فأولئك ما عليهم من سبيل أي: لا حرج عليهم في ذلك.
ودل قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=39والذين إذا أصابهم البغي وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41ولمن انتصر بعد ظلمه أنه لا بد
[ ص: 1599 ] من إصابة البغي والظلم ووقوعه.
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=9519إرادة البغي على الغير، وإرادة ظلمه من غير أن يقع منه شيء، فهذا لا يجازى بمثله، وإنما يؤدب تأديبا يردعه عن قول أو فعل صدر منه.
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=42إنما السبيل أي: إنما تتوجه الحجة بالعقوبة الشرعية
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=42على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق وهذا شامل للظلم والبغي على الناس، في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=42أولئك لهم عذاب أليم أي: موجع للقلوب والأبدان، بحسب ظلمهم وبغيهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43ولمن صبر على ما يناله من أذى الخلق
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43وغفر لهم، بأن سمح لهم عما يصدر منهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43إن ذلك لمن عزم الأمور أي: لمن الأمور التي حث الله عليها وأكدها، وأخبر أنه لا يلقاها إلا أهل الصبر والحظوظ العظيمة، ومن
nindex.php?page=treesubj&link=28680_19572_29481الأمور التي لا يوفق لها إلا أولو العزائم والهمم، وذوو الألباب والبصائر .
فإن ترك الانتصار للنفس بالقول أو الفعل، من أشق شيء عليها، والصبر على الأذى، والصفح عنه، ومغفرته، ومقابلته بالإحسان، أشق وأشق، ولكنه يسير على من يسره الله عليه، وجاهد نفسه على الاتصاف به، واستعان الله على ذلك، ثم إذا ذاق العبد حلاوته، ووجد آثاره، تلقاه برحب الصدر، وسعة الخلق، والتلذذ فيه.
nindex.php?page=treesubj&link=20043_30365_30531_32528_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=19011_32527_34331_34455_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ nindex.php?page=treesubj&link=25987_9515_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=42إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=19573_20043_34140_29013nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ
ذَكَرَ اللَّهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، مَرَاتِبَ الْعُقُوبَاتِ، وَأَنَّهَا عَلَى ثَلَاثِ مَرَاتِبَ: عَدْلٍ وَفَضْلٍ وَظُلْمٍ.
nindex.php?page=treesubj&link=19514_19831فَمَرْتَبَةُ الْعَدْلِ، جَزَاءُ السَّيِّئَةِ بِسَيِّئَةٍ مِثْلِهَا، لَا زِيَادَةَ وَلَا نَقْصَ، فَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَكُلُّ جَارِحَةٍ بِالْجَارِحَةِ الْمُمَاثِلَةِ لَهَا، وَالْمَالُ يُضْمَنُ بِمِثْلِهِ. nindex.php?page=treesubj&link=20034وَمَرْتَبَةُ الْفَضْلِ: الْعَفْوُ وَالْإِصْلَاحُ عَنِ الْمُسِيءِ، وَلِهَذَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ يُجْزِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا، وَثَوَابًا كَثِيرًا، وَشَرَطَ اللَّهُ فِي الْعَفْوِ الْإِصْلَاحَ فِيهِ، لِيَدُلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ إِذَا كَانَ الْجَانِي لَا يَلِيقُ الْعَفْوُ عَنْهُ، وَكَانَتِ الْمَصْلَحَةُ الشَّرْعِيَّةُ تَقْتَضِي عُقُوبَتَهُ، فَإِنَّهُ فِي هَذِهِ الْحَالِ لَا يَكُونُ مَأْمُورًا بِهِ.
وَفِي جَعْلِ أَجْرِ الْعَافِي عَلَى اللَّهِ مَا يِهِيجُ عَلَى الْعَفْوِ، وَأَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30531يُعَامِلَ الْعَبْدُ الْخَلْقَ بِمَا يُحِبُّ أَنْ يُعَامِلَهُ اللَّهُ بِهِ، فَكَمَا يُحِبُّ أَنْ يَعْفُوَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلْيَعْفُ عَنْهُمْ، وَكَمَا يُحِبُّ أَنْ يُسَامِحَهُ اللَّهُ، فَلْيُسَامِحْهُمْ، فَإِنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ.
وَأَمَا مُرَتِّبَةُ الظُّلْمِ فَقَدْ ذَكَرَهَا بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يَجْنُونَ عَلَى غَيْرِهِمُ ابْتِدَاءً، أَوْ يُقَابِلُونَ الْجَانِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ جِنَايَتِهِ، فَالزِّيَادَةُ ظُلْمٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ أَيِ: انْتَصَرَ مِمَّنْ ظَلَمَهُ بَعْدَ وُقُوعِ الظُّلْمِ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ أَيْ: لَا حَرَجَ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ.
وَدَلَّ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=39وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=41وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ أَنَّهُ لَا بُدَّ
[ ص: 1599 ] مِنْ إِصَابَةِ الْبَغْيِ وَالظُّلْمِ وَوُقُوعِهِ.
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=9519إِرَادَةُ الْبَغْيِ عَلَى الْغَيْرِ، وَإِرَادَةُ ظُلْمِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقَعَ مِنْهُ شَيْءٌ، فَهَذَا لَا يُجَازَى بِمِثْلِهِ، وَإِنَّمَا يُؤَدَّبُ تَأْدِيبًا يَرْدَعُهُ عَنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ صَدَرَ مِنْهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=42إِنَّمَا السَّبِيلُ أَيْ: إِنَّمَا تَتَوَجَّهُ الْحُجَّةُ بِالْعُقُوبَةِ الشَّرْعِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=42عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَهَذَا شَامِلٌ لِلظُّلْمِ وَالْبَغْيِ عَلَى النَّاسِ، فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=42أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَيْ: مُوجِعٌ لِلْقُلُوبِ وَالْأَبْدَانِ، بِحَسَبِ ظُلْمِهِمْ وَبَغْيِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43وَلَمَنْ صَبَرَ عَلَى مَا يَنَالُهُ مِنْ أَذَى الْخَلْقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43وَغَفَرَ لَهُمْ، بِأَنْ سَمَحَ لَهُمْ عَمَّا يَصْدُرُ مِنْهُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=43إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ أَيْ: لَمِنَ الْأُمُورِ الَّتِي حَثَّ اللَّهُ عَلَيْهَا وَأَكَّدَهَا، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَا يَلْقَاهَا إِلَّا أَهْلُ الصَّبْرِ وَالْحُظُوظِ الْعَظِيمَةِ، وَمِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=28680_19572_29481الْأُمُورِ الَّتِي لَا يُوَفَّقُ لَهَا إِلَّا أُولُو الْعَزَائِمِ وَالْهِمَمِ، وَذَوُو الْأَلْبَابِ وَالْبَصَائِرِ .
فَإِنَّ تَرْكَ الِانْتِصَارِ لِلنَّفْسِ بِالْقَوْلِ أَوِ الْفِعْلِ، مِنْ أَشَقِّ شَيْءٍ عَلَيْهَا، وَالصَّبْرُ عَلَى الْأَذَى، وَالصَّفْحُ عَنْهُ، وَمَغْفِرَتُهُ، وَمُقَابَلَتُهُ بِالْإِحْسَانِ، أَشَقُّ وَأَشَقُّ، وَلَكِنَّهُ يَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَجَاهَدَ نَفْسَهُ عَلَى الِاتِّصَافِ بِهِ، وَاسْتَعَانَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ إِذَا ذَاقَ الْعَبْدُ حَلَاوَتَهُ، وَوَجَدَ آثَارَهُ، تَلَقَّاهُ بِرَحْبِ الصَّدْرِ، وَسِعَةِ الْخَلْقِ، وَالتَّلَذُّذِ فِيهِ.