قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين
قال استئناف كما سبق .
يا قوم ناداهم بإضافتهم إليه استمالة لقلوبهم نحو الحق .
ليس بي ضلالة ; أي : شيء ما من الضلال ، قصد عليه الصلاة والسلام تحقيق الحق في نفي الضلال عن نفسه ردا على الكفرة ، حيث بالغوا في إثباته له عليه الصلاة والسلام ، حيث جعلوه مستقرا في الضلال الواضح كونه ضلالا .
وقوله تعالى : ولكني رسول من رب العالمين استدراك مما قبله باعتبار ما يستلزمه من كونه في أقصى مراتب الهداية ، فإن رسالة رب العالمين مستلزمة [ ص: 236 ] له لا محالة ، كأنه قيل : ليس بي شيء من الضلال ، ولكني في الغاية القاصية من الهداية .
ومن لابتداء الغاية مجازا ، متعلقة بمحذوف هو صفة لرسول ، مؤكدة لما يفيده التنوين من الفخامة الذاتية بالفخامة الإضافية ; أي : رسول وأي رسول كائن من رب العالمين .