لنفتنهم فيه لنختبرهم فيه كيف يشكرون ما خولوا منه. ويجوز أن يكون معناه: وأن لو استقام الجن الذين استمعوا على طريقتهم التي كانوا عليها قبل الاستماع ولم ينتقلوا عنها إلى الإسلام لوسعنا عليهم الرزق مستدرجين لهم، لنفتنهم فيه: لتكون النعمة سببا في اتباعهم شهواتهم، ووقوعهم في الفتنة، وازديادهم إثما; أو لنعذبهم في كفران النعمة عن ذكر ربه عن عبادته أو عن موعظته أو عن وحيه يسلكه وقرئ بالنون مضمومة ومفتوحة، أي: ندخله عذابا والأصل: نسلكه في عذاب، كقوله: ما سلككم في سقر [المدثر: 42]. فعدي إلى مفعولين: إما بحذف الجار وإيصال الفعل، كقوله: واختار موسى قومه [الأعراف: 155]. وإما بتضمينه معنى "ندخله" يقال: سلكه وأسلكه قال: [من البسيط]:
حتى إذا أسلكوهم في قتائدة ........................
[ ص: 231 ] والصعد: مصدر صعد، يقال: صعد صعدا وصعودا، فوصف به العذاب، لأنه يتصعد المعذب؛ أي يعلوه ويغلبه فلا يطيقه. ومنه قول رضي الله عنه: ما تصعدني شيء ما تصعدتني خطبة النكاح، يريد: ما شق علي ولا غلبني. عمر