وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا
القاسطون الكافرون الجائرون عن طريق الحق. وعن رضي الله عنه: أن سعيد بن جبير قال له حين أراد قتله: ما تقول في؟ قال: قاسط عادل، فقال القوم: ما أحسن [ ص: 230 ] ما قال؛ حسبوا أنه يصفه بالقسط والعدل; فقال الحجاج : يا جهلة، إنه سماني ظالما مشركا، وتلا لهم قوله تعالى: الحجاج وأما القاسطون وقوله تعالى: ثم الذين كفروا بربهم يعدلون [الأنعام: 1]. وقد زعم من لا يرى للجن ثوابا أن الله تعالى أوعد قاسطيهم وما وعد مسلميهم; وكفى به وعدا أن قال: فأولئك تحروا رشدا فذكر سبب الثواب وموجبه، والله أعدل من أن يعاقب القاسط ولا يثيب الراشد.