إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار
في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد أي: في الدنيا والآخرة، يعني: أنه يغلبهم في الدارين جميعا بالحجة والظفر على مخالفيهم، وإن غلبوا في الدنيا في بعض الأحايين امتحانا من الله، فالعاقبة لهم، ويتيح الله من يقتص من أعدائهم ولو بعد حين. والأشهاد: جمع شاهد، كصاحب وأصحاب، يريد: الحفظة من الملائكة والأنبياء والمؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لتكونوا شهداء على الناس [البقرة: 143]. واليوم الثاني بدل من الأول، يحتمل أنهم يعتذرون بمعذرة ولكنها لا تنفع لأنها باطلة، وأنهم لو جاءوا بمعذرة لم تكن مقبولة لقوله تعالى: ولا يؤذن لهم فيعتذرون [المرسلات: 36]، [ ص: 354 ] ولهم اللعنة البعد من رحمة الله. ولهم سوء الدار أي: سوء دار الآخرة، وهو عذابها. وقرئ: (تقوم)، و(لا تنفع)، بالتاء والياء.