الجلباب : ثوب واسع أوسع من الخمار ودون الرداء تلويه المرأة على رأسها وتبقي منه ما ترسله على صدرها . وعن -رضي الله عنهما - : الرداء الذي يستر من فوق إلى أسفل . وقيل : الملحفة وكل ما يستتر به من كساء أو غيره . قال ابن عباس [من البسيط ] : أبو زيد
مجلبب من سواد الليل جلبابا
[ ص: 98 ] ومعنى يدنين عليهن من جلابيبهن يرخينها عليهن ، ويغطين بها وجوههن وأعطافهن . يقال : إذا زل الثوب عن وجه المرأة : أدن ثوبك على وجهك ، وذلك أن النساء كن في أول الإسلام على هجيراهن في الجاهلية متبذلات ، تبرز المرأة في درع وخمار فصل بين الحرة والأمة ، وكان الفتيان وأهل الشطارة يتعرضون إذا خرجن بالليل إلى مقاضي حوائجهن من النخيل والغيطان للإماء ، وربما تعرضوا للحرة بعلة الأمة ، يقولون : حسبناها أمة ، فأمرن أن يخالفن بزيهن عن زي الإماء الأردية والملاحف وستر الرءوس والوجوه ، ليحتشمن ويهين فلا يطمع فيهن طامع ، وذلك قوله : ذلك أدنى أن يعرفن أي أولى وأجدر بأن يعرفن فلا يتعرض لهن ولا يلقين ما يكرهن . فإن قلت : ما معنى "من " في من جلابيبهن ؟ قلت : هو للتبعيض . إلا أن يكون معنى التبعيض محتمل وجهين ، أحدهما : أن يتجلببن ببعض ما لهن من الجلاليب ، والمراد أن لا تكون الحرة متبذلة في درع وخمار ، كالأمة والماهنة ولها جلبابان فصاعدا في بيتها . والثاني : أن ترخي المرأة بعض جلبابها وفضله على وجهها تتقنع حتى تتميز من الأمة . وعن : سألت ابن سيرين عبيدة السلماني عن ذلك فقال : أن تضع رداءها فوق الحاجب ثم تديره حتى تضعه على أنفها . وعن : تغطي إحدى عينيها وجبهتها ، والشق الاخر إلا العين . وعن السدي : يتقنعن بملاحفهن منضمة عليهن ، أراد بالانضمام معنى الإدناء الكسائي وكان الله غفورا لما سلف منهن من التفريط مع التوبة ; لأن هذا مما يمكن معرفته بالعقل .