قوله تعالى : ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس .
أخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم في « الدلائل » وأبو نعيم في « سننه » عن والبيهقي قالت : كانت عائشة قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وكانت سائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه أن [ ص: 420 ] يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس .
وأخرج البخاري عن ومسلم عن أبيه قال : كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس والحمس هشام بن عروة قريش وما ولدت كانوا يطوفون عراة إلا أن تعطيهم الحمس ثيابا فيعطي الرجال الرجال والنساء النساء وكانت الحمس لا يخرجون من المزدلفة وكان الناس كلهم يبلغون عرفات قال هشام : فحدثني أبي عن قال : كانت الحمس هم الذين أنزل الله فيهم عائشة ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس قالت : كان الناس يفيضون من عرفات وكان الحمس يفيضون من المزدلفة يقولون : لا نفيض إلا من الحرم ، فلما نزلت أفيضوا من حيث أفاض الناس رجعوا إلى عرفات .
وأخرج ابن ماجه عن والبيهقي قالت : قالت عائشة قريش : نحن قواطن البيت لا نجاوز الحرم فقال الله ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس [ ص: 421 ] وأخرج البخاري ومسلم والنسائي عن والطبراني قال : جبير بن مطعم عرفة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا مع الناس بعرفة فقلت والله إن هذا لمن الحمس فما شأنه هاهنا وكانت قريش تعد من الحمس ، زاد وكان الشيطان قد استهواهم فقال لهم : إن عظمتم غير حرمكم استخف الناس حرمكم وكانوا لا يخرجون من الحرم . الطبراني أضللت بعيرا لي فذهبت أطلبه يوم
وأخرج الطبراني وصححه عن والحاكم قال : جبير بن مطعم قريش إنما تدفع من المزدلفة ويقولون : نحن الحمس فلا نخرج من الحرم وقد تركوا الموقف على عرفة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية يقف مع الناس بعرفة على جمل له ثم يصبح مع قومه بالمزدلفة فيقف معهم ثم يدفع إذا دفعوا . كانت
وأخرج الطبراني وصححه عن والحاكم قال : جبير بن مطعم لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل عليه وإنه لواقف على بعير له بعرفات مع الناس يدفع معهم منها وما ذاك إلا توفيق من الله .
وأخرج عن ابن جرير قال : كانت العرب تقف ابن عباس بعرفة وكانت قريش تقف دون ذلك بالمزدلفة فأنزل الله ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس [ ص: 422 ] وأخرج عن ابن المنذر قالت : كانت أسماء بنت أبي بكر قريش يقفون بالمزدلفة ويقف الناس بعرفة إلا شيبة بن ربيعة فأنزل الله ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس .
وأخرج عن عبد بن حميد قال : كانت قتادة قريش وكل ابن أخت لهم وحليف لا يفيضون مع الناس من عرفات إنما يفيضون من المغمس كانوا يقولون : إنما نحن أهل الله فلا نخرج من حرمه فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس وكانت سنة إبراهيم وإسماعيل الإفاضة من عرفات .
وأخرج عن ابن جرير في قوله ابن عباس من حيث أفاض الناس قال : إبراهيم .
وأخرج عن عبد بن حميد مجاهد ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس قال عرفة كانت قريش تقول : إنما نحن حمس أهل الحرم لا نخلف الحرم المزدلفة أمروا أن يبلغوا عرفة .
وأخرج ، عبد الرزاق عن وعبد بن حميد قال : كان الناس يقفون الزهري بعرفة إلا قريشا وأحلافها وهي الحمس فقال بعضهم لبعض : لا تعظموا إلا الحرم فإنكم إن عظمتم غير الحرم أوشك الناس أن يتهاونوا بحرمكم [ ص: 423 ] فقصروا عن مواقف الحق فوقفوا بجمع فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفات .