قوله تعالى : واستغفروا الله إن الله غفور رحيم .
أخرج عن ابن جرير قال : إذا كان يوم مجاهد عرفة هبط الله إلى السماء الدنيا في الملائكة فيقول لهم : عبادي آمنوا بوعدي وصدقوا رسلي ما جزاؤهم فيقال : أن تغفر لهم ، فذلك قوله ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم .
وأخرج مسلم ، والنسائي ، وابن ماجه في كتاب الأضاحي وابن أبي الدنيا عن والحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « عائشة ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء» .
وأخرج ، أحمد وابن حبان وصححه والحاكم في « الأسماء والصفات » عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « أبي هريرة عرفات أهل السماء فيقول لهم : انظروا عبادي جاءوني شعثا غبرا » [ ص: 424 ] وأخرج إن الله يباهي بأهل البزار ، وأبو يعلى ، وابن خزيمة وابن حبان ، عن والبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « جابر » - يعني عشر ذي الحجة - قيل : ولا مثلهن في سبيل الله قال : « ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول : انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا ضاحين جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ويستعيذون من عذابي ولم يروه فلم ير يوما أكثر عتيقا وعتيقة من النار منه» . أفضل أيام الدنيا أيام العشر
وأخرج أحمد عن والطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : « عبد الله بن عمرو بن العاص عرفة فيقول : انظروا عبادي أتوني شعثا غبرا » [ ص: 425 ] وأخرج إن الله يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عن ابن مردويه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أبي بن كعب عرفة ويقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا من كل فج عميق فلو كان عليك مثل رمل عالج ذنوبا غفرها الله لك » . إن الله يباهي بأهل
وأخرج في « شعب الإيمان » ، عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر « إذا كان يوم عرفة فإن الله تبارك وتعالى يباهي بهم الملائكة فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت لهم »، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فما من يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة» .
وأخرج مالك والبيهقي والأصبهاني في « الترغيب » عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « عرفة وما ذاك إلا مما يرى فيه من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى يوم بدر » قالوا : يا رسول الله وما الذي رأى يوم بدر قال : « رأى جبريل يزع [ ص: 426 ] الملائكة » . ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم
وأخرج عن البيهقي الفضيل بن عباس أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة وكان الفتى يلاحظ النساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ببصره هكذا وصرفه وقال : « يا ابن أخي : هذا يوم من ملك فيه بصره إلا من حق وسمعه إلا من حق ولسانه إلا من حق غفر له » .
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة عرفة وأفضل قولي وقول الأنبياء قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير أفضل الدعاء دعاء يوم » . «
وأخرج عن ابن أبي شيبة ابن أبي حسين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « » . [ ص: 427 ] وأخرج أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير في« الشعب » عن البيهقي عن أبيه عن جده قال عمرو بن شعيب
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة : « لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير » . كان أكثر دعاء
وأخرج ، وابن خزيمة الترمذي عن والبيهقي قال علي بن أبي طالب عرفة : « اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول : اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر اللهم إني أسألك من خير ما تجيء به الريح و أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح » . كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية
وأخرج في « الشعب »، عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « جابر بن عبد الله ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة بوجهه ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة ثم يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ثم يقول : اللهم [ ص: 428 ] صل على محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وعلينا معهم مائة مرة إلا قال الله تعالى : يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا سبحني وهللني وكبرني وعظمني وعرفني وأثنى علي وصلى على نبيي اشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت له وشفعته في نفسه ولو سألني عبدي هذا لشفعته في أهل الموقف كلهم » ، قال : هذا متن غريب وليس في إسناده من ينسب إلى الوضع . البيهقي
وأخرج في « الشعب » عن البيهقي بكير بن عتيق قال : حججت فتوسمت رجلا أقتدي به فإذا في الموقف يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله إلها واحدا ونحن له مسلمون لا إله إلا الله ولو كره المشركون لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين ، فلم يزل يقول هذا حتى غابت الشمس ثم نظر إلي وقال : حدثني أبي عن أبيه سالم بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عمر بن الخطاب « يقول الله تبارك وتعالى : من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين .
وأخرج ابن أبي شيبة والجندي في « فضائل مكة » عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « علي بن أبي طالب أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة لا إله إلا الله [ ص: 429 ] وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير اللهم اجعل في سمعي نورا وفي بصري نورا وفي قلبي نورا اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأعوذ بك من وسواس الصدر وتشتت الأمر وعذاب القبر اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل وشر ما يلج في النهار وشر ما تهب به الرياح وشر بوائق الدهر» .
وأخرج الجندي عن قال : بلغني أنه كان يؤمر أن يكون أكثر دعاء المسلم في الموقف : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . ابن جريج
وأخرج في كتاب « الأضاحي » ، ابن أبي الدنيا وابن أبي عاصم معا في « الدعاء » والطبراني في « الدعوات » عن والبيهقي قال : عبد الله بن مسعود « ما من عبد ولا أمة دعا الله ليلة عرفة بهذه الدعوات - وهي عشر كلمات - ألف مرة إلا لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه إلا قطيعة رحم أو مأثم ، سبحان الذي في السماء عرشه ، سبحان الذي في الأرض موطئه ، سبحان الذي في البحر سبيله سبحان الذي في النار سلطانه سبحان الذي في الجنة رحمته سبحان الذي في القبور قضاؤه سبحان الذي في الهواء روحه [ ص: 430 ] سبحان الذي رفع السماء سبحان الذي وضع الأرض سبحان الذي لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه ، قيل له : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم .
وأخرج عن ابن أبي شيبة صدقة بن يسار قال : سألت عن قراءة القرآن أفضل يوم عرفة أم الذكر قال : لا بل قراءة القرآن . مجاهدا
وأخرج في كتاب « الأضاحي » عن ابن أبي الدنيا أنه قال وهو علي بن أبي طالب بعرفات : لا أدع هذا الموقف ما وجدت إليه سبيلا لأنه ليس في الأرض يوم أكثر عتقا للرقاب فيه من يوم عرفة فأكثروا في ذلك اليوم من قول : اللهم أعتق رقبتي من النار وأوسع لي في الرزق الحلال واصرف عني فسقة الجن والإنس فإنه عامة ما أدعوك به .
وأخرج في « الدعاء » عن الطبراني قال : ابن عباس كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة : « اللهم إنك ترى مكاني وتسمع كلامي وتعلم سري وعلانيتي ولا يخفى عليك شيء من أمري أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المقر المعترف بذنبه أسألك مسألة المسكين وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل وأدعوك دعاء الخائف المضرور من خضعت لك رقبته وفاضت لك عيناه ونحل لك جسده ورغم أنفه اللهم لا [ ص: 431 ] تجعلني بدعائك شقيا وكن بي رءوفا رحيما يا خير المسؤولين ويا خير المعطين » .
وأخرج في « الدعاء » عن الطبراني ، أنه كان يرفع صوته عشية ابن عمر عرفة يقول : اللهم اهدنا بالهدى وزينا بالتقوى واغفر لنا في الآخرة والأولى ثم يخفض صوته يقول : اللهم إني أسألك من فضلك رزقا طيبا مباركا اللهم إنك أمرت بالدعاء وقضيت على نفسك بالإجابة وإنك لا تخلف وعدك ولا تنكث عهدك اللهم ما أحببت من خير فحببه إلينا ويسره لنا وما كرهت من شر فكرهه إلينا وجنبناه ولا تنزع منا الإسلام بعد إذ أعطيتناه .
وأخرج في « المصنف » عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة في « المناسك » عن وأبو ذر الهروي أبي مجلز قال : شهدت بالموقف ابن عمر بعرفات فسمعته يقول : الله أكبر ولله الحمد ثلاث مرات ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مرة واحدة ثم يقول : اللهم اهدني بالهدى واعصمني بالتقوى واغفر لي في الآخرة والأولى – ثلاث مرات- اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا [ ص: 432 ] ويسكت قدر ما يقرأ فاتحة الكتاب ثم يعود فيقول مثل ذلك حتى أفاض .
وأخرج في « الشعب » عن البيهقي أبي سليمان الداراني عبد الرحمن بن أحمد بن عطية قال : سئل عن الوقوف بالجبل ولم لم يكن في الحرم قال : لأن الكعبة بيت الله والحرم باب الله فلما قصدوه وافدين وقفهم بالباب يتضرعون ، قيل : يا أمير المؤمنين فالوقوف بالمشعر قال : لأنه لما أذن لهم بالدخول وقفهم بالحجاب الثاني وهو المزدلفة فلما أن طال تضرعهم أذن لهم بتقريب قربانهم بمنى فلما أن قضوا تفثهم وقربوا قربانهم فتطهروا بها من الذنوب التي كانت لهم أذن لهم بالوفادة إليه على الطهارة ، قيل : يا أمير المؤمنين فمن أين حرم صيام أيام التشريق قال : لأن القوم زوار الله وهم في ضيافته ولا يجوز للضيف أن يصوم دون إذن من أضافه ، قيل : يا أمير المؤمنين فتعلق الرجل بأستار علي بن أبي طالب الكعبة لأي معنى هو قال : مثل الرجل بينه وبين سيده جناية فتعلق بثوبه وتنصل إليه وتجدى له ليهب له جنايته .
وأخرج ابن زنجويه والأزرقي والجندي ومسدد في [ ص: 433 ] « مسنديهما » ، والبزار وابن مردويه والأصبهاني في « الترغيب » عن قال : أنس بن مالك مسجد الخيف فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما عليه ثم قالا : يا رسول الله جئنا نسألك ، قال : إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه وإن شئتما سألتماني ، قالا : أخبرنا يا رسول الله نزدد إيمانا ويقينا قال للأنصاري : « جئت تسأل عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه وعن طوافك وما لك فيه وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه وعن وقوفك بعرفة وما لك فيه وعن رميك الجمار وما لك فيه وعن طوافك بالبيت وما لك فيه » يعني الإفاضة ، قال : والذي بعثك بالحق ما جئت إلا لأسألك عن ذلك ، قال : « أما مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام فإن ناقتك لا ترفع خفا ولا تضعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحا به عنك خطيئة وأما طوافك بالبيت فإنك لا ترفع قدما ولا تضعها إلا كتب الله لك بها حسنة ومحا عنك بها خطيئة ورفع لك بها درجة وأما ركعتاك بعد الطواف فكعتق رقبة من بني إسماعيل وأما طوافك بين الصفا والمروة فكعتق سبعين رقبة وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله تعالى يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة ويقول : انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتي ومغفرتي فلو كانت [ ص: 434 ] ذنوبهم مثل الرمل وعدد القطر ومثل زبد البحر ومثل نجوم السماء لغفرتها لهم ويقول : أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها كبيرة من الكبائر الموبقات الموجبات وأما نحرك فمذخور لك عند ربك وأما حلقك رأسك فيكتب الله لك بكل شعرة حسنة ويمحو عنك بها خطيئة » قال يا رسول الله أرأيت إن كانت الذنوب أقل من ذلك ؟ قال : يدخر لك ذلك عند ربك وأما طوافك بالبيت - يعني الإفاضة - فإنك تطوف ولا ذنب عليك ويأتيك ملك فيضع يده بين كتفيك ويقول : اعمل لما بقي فقد كفيت ما مضى . كنت قاعدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
وأخرج البزار ، والطبراني عن وابن حبان قال ابن عمر الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا : يا رسول الله جئنا نسألك فقال : « إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت »، فقالا : أخبرنا يا رسول الله فقال الثقفي للأنصاري : سل ، فقال : أخبرني يا رسول الله ، فقال : « جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه وعن رميك الجمار وما لك فيه وعن نحرك [ ص: 435 ] وما لك فيه وعن حلقك رأسك وما لك فيه وعن طوافك بالبيت بعد ذلك وما لك فيه مع الإفاضة »، فقال : والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك ، قال : فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب لك به حسنة ومحي عنك خطيئة وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة فيقول : عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات وأما نحرك فمذخور لك عند ربك وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول : اعمل فيما يستقبل فقد غفر لك ما مضى . كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد منى فأتاه رجل من
وأخرج ابن جرير في « الحلية » عن وأبو نعيم قال : ابن عمر خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فقال : « أيها الناس إن الله تطول عليكم في مقامكم هذا فقبل من محسنكم وأعطى محسنكم ما سأل ووهب مسيئكم لمحسنكم إلا التبعات فيما بينكم أفيضوا على اسم الله »، فلما كان غداة جمع قال : « أيها [ ص: 436 ] الناس إن الله قد تطول عليكم في مقامكم هذا فقبل من محسنكم ووهب مسيئكم لمحسنكم والتبعات بينكم عوضها من عنده أفيضوا على اسم الله » فقال أصحابه : يا رسول الله أفضت بنا بالأمس كئيبا حزينا وأفضت بنا اليوم فرحا مسرورا فقال : إني سألت ربي بالأمس شيئا لم يجد لي به سألته التبعات فأبى علي فلما كان اليوم أتاني جبريل فقال : إن ربك يقرئك السلام ويقول ضمنت التبعات وعوضتها من عندي » .
وأخرج عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة « عبادة بن الصامت أيها الناس إن الله تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم إلا التبعات فيما بينكم ووهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى لمحسنكم ما سأل فادفعوا باسم الله » فلما كان بجمع قال : « إن الله قد غفر لصالحيكم وشفع صالحيكم في طالحيكم تنزل الرحمة فتعمهم ثم تفرق المغفرة في الأرض فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده وإبليس وجنوده على جبال عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم فإذا نزلت الرحمة دعا إبليس وجنوده بالويل والثبور » .
وأخرج ابن ماجه في « نوادر الأصول » والحكيم الترمذي في زوائد « المسند » ، وعبد الله بن [ ص: 437 ] أحمد وابن جرير والطبراني في « سننه » والبيهقي في « المختارة » عن والضياء المقدسي العباس بن مرداس السلمي عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة فأكثر الدعاء فأوحى الله إليه : إني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا وأما ذنوبهم فيما بيني وبينهم فقد غفرتها ، فقال : « يا رب إنك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيرا من مظلمته وتغفر لهذا الظالم »، فلم يجبه تلك العشية فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه الله إني قد غفرت لهم ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أصحابه قال : « تبسمت من عدو الله إبليس إنه لما علم أن الله قد استجاب لي في أمتي أهوى يدعو بالويل والثبور ويحثو التراب على رأسه » . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية
وأخرج في « الأضاحي » ابن أبي الدنيا عن وأبو يعلى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أنس عرفات يباهي بهم الملائكة فيقول : يا ملائكتي انظروا إلى عبادي شعثا غبرا أقبلوا يضربون إلي من كل فج عميق فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم وشفعت رغبتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت لمحسنهم جميع ما سألوني غير التبعات التي بينهم فإذا أفاض القوم إلى جمع ووقفوا وعادوا في الرغبة والطلب إلى الله فيقول : يا ملائكتي عبادي وقفوا فعادوا في الرغبة والطلب فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم وشفعت رغبتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت محسنهم [ ص: 438 ] جميع ما سألوني وكفلت عنهم التبعات التي بينهم » . « إن الله تطول على أهل
وأخرج عن ابن المبارك قال : أنس بن مالك وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات وقد كادت الشمس أن تؤوب فقال : « يا أنصت لي الناس »، فقام بلال فقال : أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنصت الناس فقال : « يا معاشر الناس أتاني بلال جبريل آنفا فأقرأني من ربي السلام وقال : إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات » ، فقام فقال : يا رسول الله هذا لنا خاصة قال : « هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة »، فقال عمر بن الخطاب : كثر خير الله وطاب . عمر بن الخطاب
وأخرج عن ابن ماجه بلال بن رباح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له غداة جمع : « أنصت الناس » ، ثم قال : « إن الله تطاول عليكم في جمعكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل ادفعوا باسم الله » .
وأخرج ، مالك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم ، والنسائي عن وابن ماجه محمد بن أبي بكر الثقفي أنه وهما غاديان من أنس بن مالك منى إلى عرفة كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : [ ص: 439 ] كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه . سأل
وأخرج البخاري ومسلم عن وأبو داود أم الفضل بنت الحارث عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم : هو صائم ، وقال بعضهم : ليس بصائم ، فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه . أن ناسا اختلفوا عندها يوم
وأخرج أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه في « الأضاحي » وابن أبي الدنيا وصححه عن والحاكم أبي هريرة صوم يوم عرفة بعرفة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
وأخرج وحسنه عن الترمذي أبي نجيح قال : عن صوم يوم ابن عمر عرفة فقال : حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصمه ومع فلم يصمه ومع عمر فلم يصمه وأنا لا أصومه ولا آمر به ولا أنهى عنه . عثمان سئل
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي ، والنسائي وابن ماجه عن أبي والبيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « قتادة إني [ ص: 440 ] أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده صيام يوم عرفة » .
وأخرج في « الموطأ » من طريق مالك القاسم بن محمد عن ، أنها كانت تصوم يوم عرفة قال عائشة القاسم : ولقد رأيتها عشية عرفة يدفع الإمام وتقف حتى يبيض ما بينها وبين الناس من الأرض ثم تدعو بالشراب فتفطر .
وأخرج ابن أبي شيبة في « الشعب » عن والبيهقي قالت : ما من يوم من السنة أصومه أحب إلي من يوم عائشة عرفة .
وأخرج عن البيهقي قالت : عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم » .
وأخرج عن البيهقي مسروق أنه دخل على يوم عائشة عرفة فقال : اسقوني . فقالت وما أنت يا عائشة بصائم ، فقال : لا إني أتخوف أن يكون يوم أضحى ، فقالت مسروق : ليس كذلك يوم عائشة عرفة يوم يعرف الإمام ويوم النحر يوم ينحر الإمام أوما سمعت يا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدله بصوم ألف يوم ؟ مسروق [ ص: 441 ] وأخرج في كتاب « الأضاحي » ابن أبي الدنيا عن والبيهقي قال : كان يقال في أيام العشر : بكل يوم ألف يوم ويوم أنس بن مالك عرفة عشرة آلاف يوم يعني في الفضل .
وأخرج عن البيهقي الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « من حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة » .
وأخرج عن ابن سعد قال ابن عباس الفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ابن أخي إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له » . كان
وأخرج المروزي في كتاب « العيدين » عن محمد بن عباد المخزومي قال : لا يستشهد مؤمن حتى يكتب اسمه عشية عرفة فيمن يستشهد
وأخرج عن ابن أبي الدنيا أبي عوانة قال : رأيت يوم الحسن البصري عرفة بعد العصر جلس فذكر الله ودعا واجتمع إليه الناس .
وأخرج ابن أبي شيبة عن والمروزي قال إن أحق ما لزمت الرجال البيوت يوم إبراهيم عرفة [ ص: 442 ] وأخرج ، ابن أبي شيبة في « الأضاحي » وابن أبي الدنيا عن والمروزي ، أنه سئل عن التعريف بالأمصار فقال : إنما التعريف بعرفات . ابراهيم
وأخرج المروزي عن مبارك قال : رأيت الحسن وبكر بن عبد الله وثابتا البناني ومحمد بن واسع يشهدون وغيلان بن جرير عرفة بالبصرة .
وأخرج ابن أبي شيبة عن والمروزي قال : رأيت موسى بن أبي عائشة في المسجد يوم عمرو بن حريث عرفة والناس مجتمعون إليه .
وأخرج ، ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن والمروزي قال : إن أول من عرف الحسن بالبصرة . ابن عباس
وأخرج المروزي عن الحكم قال : أول من فعل ذلك بالكوفة مصعب بن الزبير .
وأخرج وأبو داود ابن أبي شيبة وصححه والترمذي ، والنسائي في وابن أبي الدنيا
« الأضاحي » وصححه عن والحاكم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « عقبة بن عامر » . يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهن أيام أكل وشرب
وأخرج ، عن ابن أبي الدنيا قال جابر بن عبد الله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا [ ص: 443 ] صلى صلاة الغداة يوم عرفة وسلم جثا على ركبتيه فقال : « الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد » إلى آخر أيام التشريق يكبر في العصر .
وأخرج وصححه وضعفه الحاكم الذهبي من طريق عن أبي الطفيل علي وعمار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر في المكتوبات ببسم الله الرحمن الرحيم ويقنت في الفجر وكان يكبر من يوم عرفة صلاة الغداة ويقطعها صلاة العصر آخر أيام التشريق .
وأخرج ، ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في « العيدين » والمروزي عن والحاكم قال : كان عبيد بن عمير يكبر بعد صلاة الفجر من يوم عرفة إلى صلاة الظهر أو العصر من آخر أيام التشريق . عمر
وأخرج ابن أبي شيبة عن والحاكم شقيق قال : كان يكبر بعد الفجر غداة عرفة ثم لا يقطع حتى يصلي العصر من آخر أيام التشريق . علي
وأخرج ابن أبي شيبة والمروزي عن والحاكم : أنه كان يكبر من غداة عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق [ ص: 444 ] وأخرج ابن عباس ، ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن والحاكم عمير بن سعيد قال : قدم علينا فكان يكبر من صلاة الصبح يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق . ابن مسعود
وأخرج عن ابن أبي الدنيا أنه كان يقول : من كان يصحبني منكم من ذكر أو أنثى فلا يصومن يوم عرفة فإنه يوم أكل وشرب وتكبير . ابن عباس