[ ص: 573 ] سورة الروم
مكية
أخرج ، ابن الضريس ، والنحاس ، وابن مردويه في "الدلائل"، من طرق عن والبيهقي قال : نزلت ابن عباس سورة "الروم" بمكة .
وأخرج عن ابن مردويه ، مثله . ابن الزبير
وأخرج ، عبد الرزاق ، بسند حسن، عن رجل من الصحابة، وأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الصبح، فقرأ فيها سورة "الروم" .
وأخرج ، عن البزار الأغر المزني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة الصبح بسورة "الروم" .
وأخرج ، عن عبد الرزاق عن معمر، عبد الملك بن عمير، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الفجر يوم الجمعة بسورة "الروم" .
وأخرج في "المصنف"، ابن أبي شيبة ، وأحمد من طريق وابن قانع، عن عبد الملك بن عمير، أبي روح قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فقرأ بسورة [ ص: 574 ] "الروم"، فتردد فيها، فلما انصرف قال : «إنما يلبس علينا صلاتنا قوم يحضرون الصلاة بغير طهور، من شهد الصلاة فليحسن الطهور» .
قوله تعالى : الم غلبت الروم .
أخرج ، أحمد وحسنه، والترمذي ، والنسائي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في "الكبير"، والطبراني وصححه، والحاكم ، وابن مردويه في "الدلائل"، والبيهقي والضياء في قوله : ابن عباس الم غلبت الروم قال : غلبت وغلبت . قال : كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم؛ لأنهم أصحاب أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أصحاب كتاب، فذكروه فذكره لأبي بكر، لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أما إنهم سيغلبون» . فذكره أبو بكر لهم فقالوا : اجعل بيننا وبينك أجلا، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا . فجعل بينهم أجلا خمس سنين فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «ألا جعلته -أراه قال- دون العشر» . فظهرت الروم بعد ذلك، فذلك قوله : أبو بكر الم غلبت الروم فغلبت، ثم غلبت بعد، يقول الله : لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله قال سمعت أنهم قد ظهروا عليهم يوم سفيان : بدر . عن
[ ص: 575 ] وأخرج ، عن ابن جرير قال : ابن مسعود كان فارس ظاهرا على الروم، وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب، وهم أقرب إلى دينهم، فلما نزلت : الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين قالوا : يا إن صاحبك يقول : إن أبا بكر، الروم تظهر على فارس في بضع سنين! قال : صدق . قالوا : هل لك إلى أن نقامرك؟ فبايعوه على أربعة قلائص إلى سبع سنين، فمضى السبع سنين ولم يكن شيء، ففرح المشركون بذلك وشق على المسلمين، وذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : «ما بضع سنين عندكم؟» . قال : دون العشر . قال : «اذهب فزايدهم وازدد سنتين في الأجل» . قال : فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس، ففرح المؤمنون بذلك، وأنزل الله : الم غلبت الروم إلى قوله : وعد الله لا يخلف الله وعده .
وأخرج ، أبو يعلى ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن وابن عساكر قال : البراء بن [ ص: 576 ] عازب لما نزلت : الم غلبت الروم الآية . قال المشركون ألا ترى إلى ما يقول صاحبك، يزعم أن لأبي بكر : الروم تغلب فارس؟ قال : صدق صاحبي . قالوا : هل لك أن نخاطرك؟ فجعل بينه وبينهم أجلا . فحل الأجل قبل أن تغلب الروم فارس، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فساءه وكرهه، وقال «ما دعاك إلى هذا؟» . قال : تصديقا لله ورسوله . فقال : «تعرض لهم وأعظم الخطر، واجعله إلى بضع سنين» . فأتاهم لأبي بكر : فقال : هل لكم في العود، فإن العود أحمد؟ قالوا : نعم . فلم تمض تلك السنون حتى غلبت أبو بكر الروم فارس، وربطوا خيولهم بالمدائن، وبنوا الرومية، فقمر فجاء به أبو بكر، يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هذا السحت، تصدق به» . أبو بكر
وأخرج وصححه، الترمذي في "الأفراد"، والدارقطني ، والطبراني ، وابن مردويه في "الدلائل"، وأبو نعيم في "شعب الإيمان"، عن والبيهقي نيار بن مكرم الأسلمي قال : لما نزلت : الم غلبت الروم الآية . كانت [ ص: 577 ] فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين الروم، وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم؛ لأنهم وإياهم أهل كتاب، وفي ذلك يقول الله : ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وكانت قريش تحب ظهور فارس؛ لأنهم وإياهم ليسوا أهل كتاب، ولا إيمان ببعث، فلما أنزل الله هذه الآية خرج يصيح في نواحي أبو بكر مكة : الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين فقال ناس من قريش ذاك بيننا وبينكم، يزعم صاحبك أن لأبي بكر : الروم ستغلب فارس في بضع سنين، أفلا نراهنك على ذلك؟ قال : بلى . وذلك قبل تحريم الرهان، فارتهن والمشركون، وتواضعوا الرهان، وقالوا أبو بكر لم تجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين؟ فسم بيننا وبينك وسطا تنتهي إليه . قال : فسموا بينهم ست سنين، فمضت الست قبل أن يظهروا، فأخذ المشركون رهن لأبي بكر : فلما دخلت السنة السابعة ظهرت أبي بكر، الروم على فارس، فعاب المسلمون على تسميته ست سنين . قال : لأن الله قال : أبي بكر في بضع سنين فأسلم عند ذلك ناس كثير .
[ ص: 578 ] وأخرج وحسنه، الترمذي ، وابن جرير ، عن وابن مردويه ، ابن عباس الم غلبت الروم : «ألا احتطت يا فإن البضع ما بين ثلاث إلى تسع؟» . أبا بكر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر في مناحبة :
وأخرج في "تاريخه"، عن البخاري ، ابن عباس لما نزلت : لأبي بكر الم غلبت الروم «ألا تغلب؛ البضع دون العشر» . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
وأخرج ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"، ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه في "الدلائل"، والبيهقي ، عن وابن عساكر قال : بلغنا ابن شهاب بمكة ، يقولون : الروم أهل كتاب وقد غلبتهم الفرس، وأنتم تزعمون أنكم ستغلبونا بالكتاب الذي أنزل على نبيكم، فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم . فأنزل الله : الم غلبت الروم قال فأخبرني ابن شهاب : عبيد الله بن عبد الله بن [ ص: 579 ] عتبة بن مسعود أنه لما نزلت هاتان الآيتان ناحب بعض المشركين قبل أن يحرم القمار على شيء إن لم تغلب أبو بكر الروم فارس في سبع سنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لم فعلت؟ فكل ما دون العشر بضع» . فكان ظهور فارس على الروم في سبع سنين، ثم أظهر الله الروم على فارس زمن الحديبية، ففرح المسلمون بظهور أهل الكتاب . أن المشركين كانوا يجادلون المسلمين وهم
وأخرج وحسنه، الترمذي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن وابن مردويه قال : لما كان يوم أبي سعيد بدر ظهرت الروم على فارس، فأعجب ذلك المؤمنين، فنزلت : (الم غلبت الروم) . إلى قوله : يفرح المؤمنون بنصر الله . قال : ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس . قال هكذا قرأ : (غلبت) . الترمذي،
وأخرج ، ابن جرير ، وابن مردويه في "الدلائل"، والبيهقي ، [ ص: 580 ] من طريق وابن عساكر عطية العوفي، عن في قوله : ابن عباس الم غلبت الروم قال : قد مضى، كان ذلك في أهل فارس والروم، وكانت فارس قد غلبتهم، ثم غلبت الروم بعد ذلك، ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم مشركي العرب، والتقى الروم وفارس، فنصر الله النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين على مشركي العرب، ونصر الله أهل الكتاب على مشركي العجم . ففرح المؤمنون بنصر الله إياهم، ونصر أهل الكتاب على مشركي العجم . قال عطية : وسألت عن ذلك عن ذلك فقال : أبا سعيد الخدري التقينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشركو العرب، والتقت الروم وفارس، فنصرنا على مشركي العرب، ونصر أهل الكتاب على المجوس، ففرحنا بنصر الله إيانا على المشركين، وفرحنا بنصر الله أهل الكتاب على المجوس، فذلك قوله : ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن والبيهقي : قتادة الم غلبت الروم في أدنى الأرض قال : غلبهم أهل فارس على أدنى أرض الشام، وهم من بعد غلبهم سيغلبون قال : لما أنزل الله هؤلاء الآيات صدق [ ص: 581 ] المسلمون ربهم، وعرفوا أن الروم ستظهر على أهل فارس، فاقتمروا هم والمشركون خمس قلائص، وأجلوا بينهم خمس سنين، فولي قمار المسلمين وولي قمار المشركين أبو بكر، أبي بن خلف، وذلك قبل أن ينهى عن القمار، فجاء الأجل ولم تظهر الروم على فارس، فسأل المشركون قمارهم، فذكر ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال : «ألم تكونوا أحقاء أن تؤجلوا أجلا دون عشر؟ فإن البضع ما بين الثلاث إلى العشر، فزايدوهم ومادوهم في الأجل» . ففعلوا، فأظهر الله الروم على فارس عند رأس السبع من قمارهم الأول، فكان ذلك مرجعهم من الحديبية، وكان مما شد الله به الإسلام، فهو قوله : ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن والبيهقي الزبير الكلابي قال : رأيت غلبة فارس الروم، ثم رأيت غلبة الروم فارس، ثم رأيت غلبة المسلمين فارس والروم، وظهورهم على الشام والعراق، كل ذلك في خمس عشرة سنة .
وأخرج وصححه، عن الحاكم قال : سيجيء أقوام يقرءون : [ ص: 582 ] ( الم غلبت الروم) . وإنما هي : أبي الدرداء غلبت .
وأخرج ، ابن مردويه عن قال : سألت عبد الرحمن بن غنم عن قول الله : معاذ بن جبل الم غلبت الروم أو : (غلبت) . فقال : أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الم غلبت الروم » .
وأخرج ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"، ، وابن جرير ، عن وابن المنذر في قوله : ابن عباس الم غلبت الروم قال : غلبتهم فارس، ثم غلبت الروم فارس . وفي قوله : في أدنى الأرض قال : في طرف الأرض؛ الشام .
وأخرج في "الأوسط"، عن الطبراني ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس «البضع ما بين السبع إلى العشرة» .
وأخرج في "الأوسط"، الطبراني ، عن وابن مردويه نيار بن مكرم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «البضع ما بين الثلاث إلى التسع» .
وأخرج ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"، من طريق [ ص: 583 ] عن إبراهيم بن سعد، أبي الحويرث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «البضع سنين ما بين خمس إلى سبع» .
وأخرج ابن عبد الحكم ، من طريق ، عن الكلبي ، عن أبي صالح قال : البضع سبع سنين . ابن عباس
وأخرج عن ابن جرير : مجاهد الم غلبت الروم إلى قوله : أكثر الناس لا يعلمون قال : ذكر غلبة فارس إياهم، وإدالة الروم على فارس، وفرح المؤمنون بنصر الروم أهل الكتاب على فارس من أهل الأوثان .
وأخرج ، عن ابن جرير ، عكرمة أن الروم وفارس اقتتلوا في أدنى الأرض . قال : وأدنى الأرض يومئذ أذرعات، بها التقوا فهزمت الروم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم بمكة ، فشق ذلك عليهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يظهر الأميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم، وفرح الكفار بمكة وشمتوا، فلقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : إنكم أهل كتاب، والنصارى أهل كتاب، ونحن أميون، وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من أهل الكتاب، وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم . فأنزل الله : الم غلبت الروم الآيات .
[ ص: 584 ] فخرج إلى الكفار فقال : أفرحتم بظهور إخوانكم على إخواننا؟ فلا تفرحوا، ولا يقرن الله أعينكم، فوالله لتظهرن أبو بكر الصديق الروم على فارس، أخبرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، فقام إليه أبي بن خلف فقال : كذبت . فقال له أنت أكذب يا عدو الله . قال : أناحبك؛ عشر قلائص مني وعشر فلائص منك، فإن ظهرت أبو بكر : الروم على فارس غرمت، وإن ظهرت فارس غرمت إلى ثلاث سنين . ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال : «ما هكذا ذكرت، إنما البضع من الثلاث إلى التسع، فزايده في الخطر، وماده في الأجل» . فخرج أبو بكر فلقي أبو بكر فقال : لعلك ندمت . قال : لا، قال : تعال أزايدك في الخطر، وأمادك في الأجل، فاجعلها مائة قلوص لمائة قلوص إلى تسع سنين . قال : قد فعلت . أبيا
وأخرج عن ابن جرير سليط قال : سمعت يقرأ : (الم غلبت الروم) قيل له : يا أبا عبد الرحمن، على أي شيء غلبوا؟ قال : على ابن عمر ريف الشام .
وأخرج عن ابن جرير : ابن جريج لله الأمر من قبل دولة فارس [ ص: 585 ] على الروم، ومن بعد دولة الروم على فارس .