والكلام في قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30549_32409_32413_29038nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك أي الله عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21رزقه بإمساك المطر وسائر مبادئه كالذي مر وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21بل لجوا إلخ منبئ عن مقدر يستدعيه المقام كأنه قيل أثر التبكيت والتعجيز لم يتأثروا بذلك ولم يذعنوا للحق بل لجوا وتمادوا
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21في عتو في عناد واستكبار وطغيان
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21ونفور شراد عن الحق لثقله عليهم وجعل ناصر الدين أم من هذا الذين هو إلخ عديلا لقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=19أولم يروا على معنى ألم ينظروا في أمثال هذه الصنائع من القبض والبسط والإمساك وما شاكل ذلك مما يدل على كمال القدرة فلم يعلموا قدرتنا على تعذيبهم بنحو خسف وإرسال حاصب أم لكم جند ينصركم من دون الله إن أرسل عليكم عذابه .
وقال إنه كقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=43أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا إلا أنه أخرج مخرج الاستفهام عن تعيين من ينصرهم إشعارا بأنهم اعتقدوا هذا القسم وجعل قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21أمن هذا الذي يرزقكم إلخ على معنى أم من يشار إليه ويقال هذا الذي يرزقكم فقيل إنه عليه الرحمة جعل في الأولى (أم متصلة و (من استفهامية وجعل في الثانية (أم منقطعة و (من موصولة ( وهذا الذي ) مبتدأ وخبر واقع صلة على تقدير القول وقدر لاستهجان أن يقال الذي هذا الذي يرزقكم ويجعل هذا قائما مقام الضمير الراجع إلى الموصول الأول ومن قيل مبتدأ خبره محذوف أي رازق لكم، وكأنه أشار بذلك إلى صحة كل من الأمرين في الموضعين .
وحديث لزوم اجتماع الاستفهامين في بعض الصور ودخول الاستفهام على الاستفهام قيل عليه إنه ليس بضائر إذ لا مانع من اجتماع الاستفهامين إذا قصد التأكيد وقد نقل
ابن الشجري عن جميع البصريين أن أم المنقطعة أبدا بمعنى بل والهمزة أي ولو دخلت على استفهام نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16أم هل تستوي الظلمات [الرعد: 16] و
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84أماذا كنتم تعملون [النمل: 84] .
[ ص: 19 ] ومذهب غيرهم أنها قد تأتي بمعنى الاستفهام المجرد وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة وأنها قد تأتي للإضراب المجرد وقد تتضمنه والاستفهام الإنكاري أو الطلبي .
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري قال في الموضعين: أم من يشار إليه ويقال هذا الذي وجوز في هذا أن يكون إشارة إلى مفروض وأن يكون إشارة إلى جميع الأوثان لاعتقادهم أنهم يحفظون من النوائب ويرزقون ببركة آلهتهم، فكأنهم الجند والناصر والرازق والآية على هذا ليست متعلقة بقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=19أولم يروا على ما حققه صاحب الكشف قال بعد أن أوضح كلامه: إذا تقرر ذلك فاعلم أن الذي يقتضيه النظم على هذا التفسير أن يكون قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=20أمن هذا الذي هو جند متعلقا بحديث الخسف وقوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21أمن هذا الذي يرزقكم بحديث إرسال الحاصب على سبيل النشر كأنه لما قيل
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فتضطرب نافرة بعد ما كانت في غاية الذلة عقب بقول أم آمنكم الفوج الذي هو في زعمكم هو جند لكم يمنعكم من عذاب الله تعالى وبأسه على أن (أم منقطعة والاستفهام تهكم، وكذلك لما قيل
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=17أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا بدل ما يرسل عليكم رحمته ذنب بقول أم آمنكم الذي تتوهمون أنه يرزقكم .
وأما قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=18ولقد كذب الذين من قبلهم فاعتراض يشد من عضد التحذير وأن في الأمم الماضين المخسوف بهم والمرسل عليهم الحواصب إلى غير ذلك من أنواع عذابه عز وجل ما يسلبهم الطمأنينة والوقار لو اعتبروا، وكذلك قوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=19أولم يروا تصوير لقدرته تعالى الباهرة وإن من قدر على ذلك كان الخسف وإرسال الحاصب عليه أهون شيء، وفيه كما أنه بعظيم قدرته وشمول رحمته أمسك الطير كذلك إمساكه العذاب وإلا فهؤلاء يستحقون كل نكال، وفي الإتيان بهذا من التحقير الدال على تسفيه رأيهم وتقدير القول الدال على الزعم والتأكيد بالموصولين الدال على تأكد اعتقادهم في ذلك الباطل إن كان إشارة إلى الأصنام أو كمال التهكم بهم كأنهم محققون معلومون إن كان إشارة إلى فوج مفروض لأن حالهم في الأمن يقتضي ذلك وهذا أبلغ ولذا قدمه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ما يقضي منه العجب ويلوح الإعجاز التنزيلي كأنه رأي العين ثم قال: فهذا ما هديت إليه مع الاعتراف بأن الاعتراف من تيار كلام الله تعالى له رجال ما أبعد مثلي عنهم ولكن أتسلى بقول إمامنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي :
أحب الصالحين ولست منهم
انتهى ولعمري قد أبدع وتبوأ ما قاله من القبول عند ذوي العقول المحل الأرفع ويعجبني طرف تدر دموعه .
على فضله العالي فلله دره . وظاهره أن من في الموضعين فاعل لفعل محذوف دل عليه السياق أعني أمنكم لا مبتدأ خبره محذوف كما قيل فيما سبق وقد جوز في الآية غير ما تقدم من أوجه الإعراب وهو أن يكون من خبرا مقدما وهذا مبتدأ ورجح على ما مر من عكسه بأنه سالم عما فيه من الإخبار بالمعرفة عن النكرة فإنه غير جائز عند الجمهور وجوازه مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه إذا كان المبتدأ اسم استفهام أو أفعل تفضيل . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة في الأولى «أمن» بتخفيف الميم وشدد في الثانية كالجماعة .
وَالْكَلَامُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30549_32409_32413_29038nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ أَيِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21رِزْقَهُ بِإِمْسَاكِ الْمَطَرِ وَسَائِرُ مَبَادِئِهِ كَالَّذِي مَرَّ وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21بَلْ لَجُّوا إِلَخِ مُنْبِئٌ عَنْ مُقَدَّرٍ يَسْتَدْعِيهِ الْمَقَامُ كَأَنَّهُ قِيلَ أَثَرُ التَّبْكِيتِ وَالتَّعْجِيزِ لَمْ يَتَأَثَّرُوا بِذَلِكَ وَلَمْ يُذْعِنُوا لِلْحَقِّ بَلْ لَجُّوا وَتَمَادَوْا
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21فِي عُتُوٍّ فِي عِنَادٍ وَاسْتِكْبَارٍ وَطُغْيَانٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21وَنُفُورٍ شِرَادٍ عَنِ الْحَقِّ لِثِقَلِهِ عَلَيْهِمْ وَجَعَلَ نَاصِرَ الدِّينِ أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِينَ هُوَ إِلَخِ عَدِيلًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=19أَوَلَمْ يَرَوْا عَلَى مَعْنَى أَلَمْ يَنْظُرُوا فِي أَمْثَالِ هَذِهِ الصَّنَائِعِ مِنَ الْقَبْضِ وَالْبَسْطِ وَالْإِمْسَاكِ وَمَا شَاكَلَ ذَلِكَ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى كَمَالِ الْقُدْرَةِ فَلَمْ يَعْلُمُوا قُدْرَتَنَا عَلَى تَعْذِيبِهِمْ بِنَحْوِ خَسْفٍ وَإِرْسَالِ حَاصِبٍ أَمْ لَكُمْ جُنْدٌ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرْسَلَ عَلَيْكُمْ عَذَابَهُ .
وَقَالَ إِنَّهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=43أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا إِلَّا أَنَّهُ أُخْرِجَ مُخْرِجَ الِاسْتِفْهَامِ عَنْ تَعْيِينِ مَنْ يَنْصُرُهُمْ إِشْعَارًا بِأَنَّهُمُ اعْتَقَدُوا هَذَا الْقِسْمَ وَجَعَلَ قَوْلَهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِلَخِ عَلَى مَعْنَى أَمْ مَنْ يُشَارُ إِلَيْهِ وَيُقَالُ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ فَقِيلَ إِنَّهُ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ جَعَلَ فِي الْأُولَى (أَمْ مُتَّصِلَةً وَ (مَنِ اسْتِفْهَامِيَّةٌ وَجَعَلَ فِي الثَّانِيَةِ (أَمْ مُنْقَطِعَةً وَ (مَنْ مَوْصُولَةٌ ( وَهَذَا الَّذِي ) مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ وَاقِعٌ صِلَةً عَلَى تَقْدِيرِ الْقَوْلِ وَقَدَّرَ لِاسْتِهْجَانِ أَنْ يُقَالَ الَّذِي هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ وَيَجْعَلُ هَذَا قَائِمًا مَقَامَ الضَّمِيرِ الرَّاجِعِ إِلَى الْمَوْصُولِ الْأَوَّلِ وَمَنْ قِيلَ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ أَيْ رَازِقٍ لَكُمْ، وَكَأَنَّهُ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى صِحَّةِ كُلٍّ مِنَ الْأَمْرَيْنِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ .
وَحَدِيثُ لُزُومِ اجْتِمَاعِ الْاسْتِفْهَامَيْنِ فِي بَعْضِ الصُّوَرِ وَدُخُولِ الِاسْتِفْهَامِ عَلَى الِاسْتِفْهَامِ قِيلَ عَلَيْهِ إِنَّهُ لَيْسَ بِضَائِرٍ إِذْ لَا مَانِعَ مِنَ اجْتِمَاعِ الِاسْتِفْهَامَيْنِ إِذَا قُصِدَ التَّأْكِيدُ وَقَدْ نَقَلَ
ابْنُ الشَّجَرِيِّ عَنْ جَمِيعِ الْبَصْرِيِّينَ أَنَّ أَمَ الْمُنْقَطِعَةَ أَبَدًا بِمَعْنَى بَلْ وَالْهَمْزَةِ أَيْ وَلَوْ دَخَلَتْ عَلَى اسْتِفْهَامٍ نَحْوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=16أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ [الرَّعْدِ: 16] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النَّمْلِ: 84] .
[ ص: 19 ] وَمَذْهَبُ غَيْرِهِمْ أَنَّهَا قَدْ تَأْتِي بِمَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ الْمُجَرَّدِ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبِي عُبَيْدَةَ وَأَنَّهَا قَدْ تَأْتِي لِلْإِضْرَابِ الْمُجَرَّدِ وَقَدْ تَتَضَمَّنُهُ وَالِاسْتِفْهَامِ الْإِنْكَارِيِّ أَوِ الطَّلَبِيِّ .
nindex.php?page=showalam&ids=14423وَالزَّمَخْشَرِيُّ قَالَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ: أَمْ مَنْ يُشَارُ إِلَيْهِ وَيُقَالُ هَذَا الَّذِي وَجَوَّزَ فِي هَذَا أَنْ يَكُونَ إِشَارَةً إِلَى مَفْرُوضٍ وَأَنْ يَكُونَ إِشَارَةً إِلَى جَمِيعِ الْأَوْثَانِ لِاعْتِقَادِهِمْ أَنَّهُمْ يُحْفَظُونَ مِنَ النَّوَائِبِ وَيُرْزَقُونَ بِبَرَكَةِ آلِهَتِهِمْ، فَكَأَنَّهُمُ الْجُنْدُ وَالنَّاصِرُ وَالرَّازِقُ وَالْآيَةُ عَلَى هَذَا لَيْسَتْ مُتَعَلِّقَةً بِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=19أَوَلَمْ يَرَوْا عَلَى مَا حَقَّقَهُ صَاحِبُ الْكَشْفِ قَالَ بَعْدَ أَنْ أَوْضَحَ كَلَامَهُ: إِذَا تَقَرَّرَ ذَلِكَ فَاعْلَمْ أَنَّ الَّذِي يَقْتَضِيهِ النَّظْمُ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=20أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ مُتَعَلِّقًا بِحَدِيثِ الْخَسْفِ وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=21أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ بِحَدِيثِ إِرْسَالِ الْحَاصِبِ عَلَى سَبِيلِ النَّشْرِ كَأَنَّهُ لَمَّا قِيلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=16أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَتَضْطَرِبُ نَافِرَةً بَعْدَ مَا كَانَتْ فِي غَايَةِ الذِّلَّةِ عَقَّبَ بِقَوْلِ أَمْ آمَنَكُمُ الْفَوْجُ الَّذِي هُوَ فِي زَعْمِكُمْ هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَمْنَعُكُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَبَأْسِهِ عَلَى أَنَّ (أَمْ مُنْقَطِعَةٌ وَالِاسْتِفْهَامُ تَهَكُّمٌ، وَكَذَلِكَ لَمَّا قِيلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=17أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا بَدَلَ مَا يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ رَحْمَتَهُ ذَنَبَ بِقَوْلِ أَمْ آمَنَكُمُ الَّذِي تَتَوَهَّمُونَ أَنَّهُ يَرْزُقُكُمْ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=18وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَاعْتِرَاضٌ يَشُدُّ مِنْ عَضُدِ التَّحْذِيرِ وَأَنَّ فِي الْأُمَمِ الْمَاضِينَ الْمَخْسُوفِ بِهِمْ وَالْمُرْسَلِ عَلَيْهِمُ الْحَوَاصِبُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ عَذَابِهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَسْلُبُهُمُ الطُّمَأْنِينَةَ وَالْوَقَارَ لَوِ اعْتَبَرُوا، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=19أَوَلَمْ يَرَوْا تَصْوِيرٌ لِقُدْرَتِهِ تَعَالَى الْبَاهِرَةِ وَإِنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ كَانَ الْخَسْفُ وَإِرْسَالُ الْحَاصِبِ عَلَيْهِ أَهْوَنَ شَيْءٍ، وَفِيهِ كَمَا أَنَّهُ بِعَظِيمِ قُدْرَتِهِ وَشُمُولِ رَحْمَتِهِ أَمْسَكَ الطَّيْرَ كَذَلِكَ إِمْسَاكُهُ الْعَذَابَ وَإِلَّا فَهَؤُلَاءِ يَسْتَحِقُّونَ كُلَّ نَكَالٍ، وَفِي الْإِتْيَانِ بِهَذَا مِنَ التَّحْقِيرِ الدَّالِّ عَلَى تَسْفِيهِ رَأْيِهِمْ وَتَقْدِيرِ الْقَوْلِ الدَّالِّ عَلَى الزَّعْمِ وَالتَّأْكِيدِ بِالْمَوْصُولَيْنِ الدَّالِّ عَلَى تَأَكُّدِ اعْتِقَادِهِمْ فِي ذَلِكَ الْبَاطِلِ إِنْ كَانَ إِشَارَةً إِلَى الْأَصْنَامِ أَوْ كَمَالِ التَّهَكُّمِ بِهِمْ كَأَنَّهُمْ مُحَقَّقُونَ مَعْلُومُونَ إِنْ كَانَ إِشَارَةً إِلَى فَوْجٍ مَفْرُوضٍ لِأَنَّ حَالَهُمْ فِي الْأَمْنِ يَقْتَضِي ذَلِكَ وَهَذَا أَبْلَغُ وَلِذَا قَدَّمَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ مَا يَقْضِي مِنْهُ الْعَجَبَ وَيَلُوحُ الْإِعْجَازُ التَّنْزِيلِيُّ كَأَنَّهُ رَأْيُ الْعَيْنِ ثُمَّ قَالَ: فَهَذَا مَا هُدِيتُ إِلَيْهِ مَعَ الِاعْتِرَافِ بِأَنَّ الِاعْتِرَافَ مِنْ تَيَّارِ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُ رِجَالٌ مَا أَبْعَدَ مِثْلِي عَنْهُمْ وَلَكِنْ أَتَسَلَّى بِقَوْلِ إِمَامِنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ :
أُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَلَسْتُ مِنْهُمْ
انْتَهَى وَلَعَمْرِي قَدْ أَبْدَعَ وَتَبَوَّأَ مَا قَالَهُ مِنَ الْقَبُولِ عِنْدَ ذَوِي الْعُقُولِ الْمَحَلَّ الْأَرْفَعَ وَيُعْجِبُنِي طَرْفٌ تَدِرُّ دُمُوعُهُ .
عَلَى فَضْلِهِ الْعَالِي فَلِلَّهِ دَرُّهُ . وَظَاهِرُهُ أَنَّ مَنْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَاعِلٌ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ أَعْنِي أَمَّنَكُمْ لَا مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ كَمَا قِيلَ فِيمَا سَبَقَ وَقَدْ جَوَّزَ فِي الْآيَةِ غَيْرَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ أَوْجُهِ الْإِعْرَابِ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ مَنْ خَبَرًا مُقَدَّمًا وَهَذَا مُبْتَدَأٌ وَرَجَّحَ عَلَى مَا مَرَّ مَنْ عَكَسَهُ بِأَنَّهُ سَالِمٌ عَمَّا فِيهِ مِنَ الْإِخْبَارِ بِالْمَعْرِفَةِ عَنِ النَّكِرَةِ فَإِنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ عِنْدَ الْجُمْهُورِ وَجَوَازُهُ مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ إِذَا كَانَ الْمُبْتَدَأُ اسْمَ اسْتِفْهَامٍ أَوْ أَفْعَلَ تَفْضِيلٍ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طَلْحَةُ فِي الْأُولَى «أَمَنْ» بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ وَشَدَّدَ فِي الثَّانِيَةِ كَالْجَمَاعَةِ .