[ ص: 73 ] فاسجدوا لله واعبدوا الفاء لترتيب الأمر أو موجبه على ما تقرر من بطلان مقابلة القرآن بالتعجب والضحك وحقية مقابلته بما يليق به ، ويدل على عظم شأنه أي وإذا كان الأمر كذلك فاسجدوا لله تعالى الذي أنزله واعبدوه جل جلاله ، وهذه آية سجدة عند أكثر أهل العلم ، وقد سجد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عندها .
أخرج الشيخان وأبو داود والنسائي عن وابن مردويه قال : ابن مسعود والنجم فسجد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وسجد الناس كلهم إلا رجلا » الحديث . «أول سورة أنزلت فيها سجدة
وأخرج ابن مردويه في السنن عن والبيهقي رضي الله تعالى عنهما ابن عمر وكذا «قال : صلى بنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقرأ النجم فسجد بنا فأطال السجود » رضي الله تعالى عنه ، أخرج عمر عن سعيد بن منصور سبرة قال : صلى بنا الفجر فقرأ في الركعة الأولى سورة يوسف ، ثم قرأ في الثانية سورة النجم فسجد ، ثم قام فقرأ إذا زلزلت ثم ركع ، ولا يرى عمر بن الخطاب السجود هنا ، واستدل له بما أخرجه مالك والشيخان أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم عن والطبراني قال : زيد بن ثابت ، وأجيب بأن الترك إنما ينافي وجوب السجود وليس بمجمع عليه وهو عند القائل به على التراخي في مثل ذلك على المختار وليس في الحديث ما يدل على نفيه بالكلية فيحتمل أنه عليه الصلاة والسلام سجد بعد ، وكذا قرأت النجم عند النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فلم يسجد فيها زيد رضي الله تعالى عنه ، نعم التأخير مكروه تنزيها ولعله فعل لبيان الجواز ، أو لعذر لم نطلع عليه ، وما أخرجه عن ابن مردويه من قوله : ابن عباس ناف وضعيف ، وكذا قوله فيما رواه أيضا عنه «إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة » «كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يسجد في النجم بمكة فلما هاجر إلى المدينة تركها » على أن الترك إنما ينافي - كما سمعت - الوجوب ، والله تعالى أعلم .