ليت عادا قبلوا الحق ولم يبدوا جحودا قيل قم فانظر إليهم
ثم دع عنك السمودا
وفي رواية أنه رضي الله تعالى عنه سئل عن السمود ، فقال : البرطمة وهي رفع الرأس تكبرا أي وأنتم رافعون رؤوسكم تكبرا ، وروي تفسيره بالبرطمة عن أيضا ، وقال مجاهد : السامد اللاهي الرافع رأسه - من سمد البعير في سيره - إذا رفع رأسه ، وقال الراغب : السمود الغناء بلغة حمير يقولون : يا جارية اسمدي لنا أي غني لنا ، وروي نحوه عن أبو عبيدة ، وأخرج عكرمة عبد الرازق . والبزار وابن جرير في سننه . وجماعة عن والبيهقي أنه قال : هو الغناء باليمانية وكانوا إذا سمعوا القرآن غنوا تشاغلا عنه ، وقيل : يفعلون ذلك ليشغلوا الناس عن استماعه ، والجملة الاسمية على جميع ذلك حال من فاعل - لا تبكون - ومضمونها قيد للنفي والإنكار متوجه إلى نفي البكاء ووجود السمود ، وقال ابن عباس : السمود الجمود والخشوع كما في قوله : المبرد
رمى الحدثان نسوة آل سعد بمقدار سمدن له سمودا
فرد شعورهن السود بيضا ورد وجوههن البيض سودا
والجملة عليه حال من فاعل - تبكون - أيضا إلا أن مضمونها قيد للمنفي ، والإنكار وارد على نفي البكاء والسمود معا فلا تغفل ، وفي حرف أبي وعبد الله - تضحكون - بغير واو ، وقرأ - تعجبون تضحكون - بغير واو وضم التاءين وكسر الجيم والحاء ، واستدل بالآية كما في أحكام القرآن على الحسن ، أخرج استحباب البكاء عند سماع القرآن وقراءته في شعب الإيمان عن البيهقي قال : لما نزلت أبي هريرة أفمن هذا الحديث الآية بكى أصحاب الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال عليه الصلاة والسلام : لا يلج النار من بكى من خشية الله تعالى ولا يدخل الجنة مصر على معصيته ولو لم تذنبوا لجاء الله تعالى بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم » وأخرج في الزهد أحمد وابن أبي شيبة وهناد وغيرهم عن صالح أبي الخليل قال : أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون ما ضحك النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا أن يتبسم » ولفظ «لما نزلت هذه الآية عبد بن حميد «فما رئي النبي عليه الصلاة والسلام ضاحكا ولا مبتسما حتى ذهب من الدنيا » وفيه سد باب الضحك عند قراء القرآن ولو لم يكن استهزاء والعياذ بالله عز وجل .