سورة القصص
مكية كلها على ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل: فيها من المدني قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=52الذين آتيناهم الكتاب من قبله إلى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55لا نبتغي الجاهلين فقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنها نزلت هي وآخر الحديد في أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي الذين قدموا وشهدوا واقعة
أحد.
وفي رواية عنه رضي الله تعالى عنه أن الآية المذكورة نزلت
بالجحفة في خروجه عليه الصلاة والسلام للهجرة، وقيل: نزلت بين
مكة والجحفة، وقال
المدائني في كتاب (العدد): حدثني
محمد ثنا
عبد الله قال: حدثني أبي قال:
حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16600علي بن الحسين عن
أحمد بن موسى عن
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام قال: بلغني
أن النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر نزل عليه جبريل عليه الصلاة والسلام بالجحفة وهو متوجه من مكة إلى المدينة فقال: أتشتاق يا محمد إلى بلدك التي ولدت فيها؟ قال: نعم قال: إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد الآية. وهي ثمان وثمانون آية بالاتفاق، ووجه مناسبتها لما قبلها اشتمالها على شرح بعض ما أجمل فيه من أمر
موسى عليه السلام.
قال
الجلال السيوطي: إنه سبحانه لما حكى في الشعراء قول
فرعون لموسى عليه السلام:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وفعلت فعلتك التي فعلت إلى قول
موسى عليه السلام:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين . ثم حكى سبحانه في طس قول
موسى عليه السلام لأهله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=29إني آنست نارا إلى آخره الذي هو في الوقوع بعد الفرار وكان الأمران على سبيل الإشارة والإجمال فبسط جل وعلا في هذه السورة ما أوجزه سبحانه في السورتين وفصل تعالى شأنه ما أجمله فيهما على حسب ترتيبهما فبدأ عز وجل بشرح تربية
فرعون له مصدرا بسبب ذلك من علو
فرعون وذبح أبناء بني إسرائيل الموجب لإلقاء
موسى عليه السلام عند ولادته في اليم خوفا عليه من الذبح وبسط القصة في تربيته وما وقع فيها إلى كبره إلى السبب الذي من أجله قتل القبطي إلى قتل القبطي وهي الفعلة التي فعل إلى النم عليه بذلك الموجب لفراره إلى
مدين إلى ما وقع له مع
شعيب عليه السلام وتزوجه بابنته إلى أن سار بأهله وآنس من جانب الطور نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا إلى ما وقع له فيها من المناجات لربه جل جلاله وبعثه تعالى إياه رسولا وما استتبع
[ ص: 42 ] ذلك إلى آخر القصة فكانت هذه السورة شارحة لما أجمل في السورتين معا على الترتيب، وبذلك عرف وجه الحكمة من تقديم طس على هذه وتأخيرها عن الشعراء في الذكر في المصحف وكذا في النزول فقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وجابر بن زيد أن الشعراء نزلت، ثم طس، ثم القصص، وأيضا قد ذكر سبحانه في السورة السابقة من توبيخ الكفرة بالسؤال يوم القيامة ما ذكر، وذكر جل شأنه في هذه من ذلك ما هو أبسط وأكثر مما تقدم، وأيضا ذكر عز وجل من أمر الليل والنهار هنا فوق ما ذكره سبحانه منه هناك، وقد يقال في وجه المناسبة أيضا: إنه تعالى فصل في تلك السورة أحوال بعض المهلكين من قوم
صالح وقوم
لوط وأجمل هنا في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=58وكم أهلكنا من قرية الآيات، وأيضا بسط في الجملة هناك حال من جاء بالحسنة وحال من جاء بالسيئة وأوجز سبحانه هنا حيث قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=84من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون فلم يذكر عز وجل من حال الأولين أمنهم من الفزع ومن حال الآخرين كب وجوههم في النار إلى غير ذلك مما يظهر للمتأمل.
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=32450_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=1طسم nindex.php?page=treesubj&link=29785_34224_34225_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=2تلك آيات الكتاب المبين قد مر ما يتعلق به من الكلام في أشباهه
nindex.php?page=treesubj&link=31907_32016_32238_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3نتلو عليك أي نقرأ بواسطة
جبرائيل عليه السلام فالإسناد مجازي كما في بنى الأمير المدينة والتلاوة في كلامهم على ما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب تختص باتباع كتب الله تعالى المنزلة تارة بالقراءة وتارة بالارتسام لما فيه من أمر ونهي وترغيب وترهيب أو ما يتوهم فيه ذلك وهو أخص من القراءة، ويجوز أن تكون التلاوة هنا مجازا مرسلا عن التنزيل بعلاقة أن التنزيل لازم لها أو سببها في الجملة وأن تكون استعارة له لما بينهما من المشابهة فإن كلا منهما طريق للتبليغ فالمعنى ننزل عليك
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3من نبإ موسى وفرعون أي من خبرهما العجيب الشأن، والجار والمجرور متعلق بمحذوف وقع صفة لمفعول نتلو المحذوف أي نتلو شيئا كائنا من نبئهما.
والظاهر أن (من) تبعيضية، وجوز بعضهم كونها بيانية وكونها صلة على رأي
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش فنبأ مجرور، لفظا مرفوع محلا مفعول نتلو ويوهم كلام بعضهم أن (من) هو المفعول كأنه قيل: "نتلو بعض نبأ" وفيه بحث، وأيا ما كان فلا تجوز في كون النبأ متلوا لما أنه نوع من اللفظ، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3بالحق متعلق بمحذوف وقع حالا من فاعل نتلو أي نتلو ملتبسين (بالحق) أو مفعوله أي نتلو شيئا من نبئهما ملتبسا بالحق أو وقع صفة لمصدر نتلو أي نتلو تلاوة ملتبسة بالحق وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3لقوم يؤمنون متعلق بنتلو واللام للتعليل وتخصيص المؤمنين بالذكر مع عموم الدعوة والبيان لأنهم المنتفعون به، وقد تقدم الكلام في شمول (يؤمنون) للمؤمنين حالا واستقبالا في السورة السابقة،
سُورَةُ الْقَصَصِ
مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا عَلَى مَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ nindex.php?page=showalam&ids=16248وَطَاوُسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةَ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ: فِيهَا مِنَ الْمَدَنِيِّ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=52الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=55لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ فَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهَا نَزَلَتْ هِيَ وَآخِرُ الْحَدِيدِ فِي أَصْحَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيِّ الَّذِينَ قَدِمُوا وَشَهِدُوا وَاقِعَةَ
أُحُدٍ.
وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ الْآيَةَ الْمَذْكُورَةَ نَزَلَتْ
بِالْجُحْفَةِ فِي خُرُوجِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِلْهِجْرَةِ، وَقِيلَ: نَزَلَتْ بَيْنَ
مَكَّةَ وَالْجُحْفَةِ، وَقَالَ
الْمَدَائِنِيُّ فِي كِتَابِ (الْعَدَدُ): حَدَّثَنِي
مُحَمَّدٌ ثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ:
حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16600عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ
أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنِ سَلَّامٍ قَالَ: بَلَغَنِي
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ هَاجَرَ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالْجُحْفَةِ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ: أَتَشْتَاقُ يَا مُحَمَّدُ إِلَى بَلَدِكَ الَّتِي وُلِدْتَ فِيهَا؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ الْآيَةَ. وَهِيَ ثَمَانٍ وَثَمَانُونَ آيَةً بِالِاتِّفَاقِ، وَوَجْهُ مُنَاسَبَتِهَا لِمَا قَبْلَهَا اشْتِمَالُهَا عَلَى شَرْحِ بَعْضِ مَا أَجْمَلَ فِيهِ مِنْ أَمْرِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ.
قَالَ
الْجَلَالَ السُّيُوطِيُّ: إِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمَا حَكَى فِي الشُّعَرَاءِ قَوْلَ
فِرْعَوْنَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ إِلَى قَوْلِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ . ثُمَّ حَكَى سُبْحَانَهُ فِي طس قَوْلَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَهْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=29إِنِّي آنَسْتُ نَارًا إِلَى آخِرِهِ الَّذِي هُوَ فِي الْوُقُوعِ بَعْدَ الْفِرَارِ وَكَانَ الْأَمْرَانِ عَلَى سَبِيلِ الْإِشَارَةِ وَالْإِجْمَالِ فَبَسَطَ جَلَّ وَعَلَا فِي هَذِهِ السُّورَةِ مَا أَوْجَزَهُ سُبْحَانَهُ فِي السُّورَتَيْنِ وَفَصَّلَ تَعَالَى شَأْنُهُ مَا أَجْمَلَهُ فِيهِمَا عَلَى حَسَبِ تَرْتِيبِهِمَا فَبَدَأَ عَزَّ وَجَلَّ بِشَرْحِ تَرْبِيَةِ
فِرْعَوْنَ لَهُ مُصَدِّرًا بِسَبَبِ ذَلِكَ مِنْ عُلُوِّ
فِرْعَوْنَ وَذَبْحِ أَبْنَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الْمُوجِبِ لِإِلْقَاءِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ وِلَادَتِهِ فِي الْيَمِّ خَوْفًا عَلَيْهِ مِنَ الذَّبْحِ وَبَسَطَ الْقِصَّةَ فِي تَرْبِيَتِهِ وَمَا وَقَعَ فِيهَا إِلَى كِبَرِهِ إِلَى السَّبَبِ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَتَلَ الْقِبْطِيَّ إِلَى قَتْلِ الْقِبْطِيِّ وَهِيَ الْفِعْلَةُ الَّتِي فَعَلَ إِلَى النَّمِّ عَلَيْهِ بِذَلِكَ الْمُوجِبِ لِفِرَارِهِ إِلَى
مَدْيَنَ إِلَى مَا وَقَعَ لَهُ مَعَ
شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَتَزَوُّجِهِ بِابْنَتِهِ إِلَى أَنْ سَارَ بِأَهْلِهِ وَآنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسَتْ نَارًا إِلَى مَا وَقَعَ لَهُ فِيهَا مِنَ الْمُنَاجَاتِ لِرَبِّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَبَعْثِهِ تَعَالَى إِيَّاهُ رَسُولًا وَمَا اسْتَتْبَعَ
[ ص: 42 ] ذَلِكَ إِلَى آخِرِ الْقِصَّةِ فَكَانَتْ هَذِهِ السُّورَةُ شَارِحَةً لِمَا أُجْمِلَ فِي السُّورَتَيْنِ مَعًا عَلَى التَّرْتِيبِ، وَبِذَلِكَ عُرِفُ وَجْهُ الْحِكْمَةِ مِنْ تَقْدِيمِ طس عَلَى هَذِهِ وَتَأْخِيرِهَا عَنِ الشُّعَرَاءِ فِي الذِّكْرِ فِي الْمُصْحَفِ وَكَذَا فِي النُّزُولِ فَقَدْ رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ الشُّعَرَاءَ نَزَلَتْ، ثُمَّ طَسَّ، ثُمَّ الْقَصَصَ، وَأَيْضًا قَدْ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ فِي السُّورَةِ السَّابِقَةِ مِنْ تَوْبِيخِ الْكَفَرَةِ بِالسُّؤَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا ذُكِرَ، وَذَكَرَ جَلَّ شَأْنُهُ فِي هَذِهِ مِنْ ذَلِكَ مَا هُوَ أَبْسَطُ وَأَكْثَرُ مِمَّا تَقَدَّمَ، وَأَيْضًا ذَكَرَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَمْرِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ هُنَا فَوْقَ مَا ذَكَرَهُ سُبْحَانَهُ مِنْهُ هُنَاكَ، وَقَدْ يُقَالُ فِي وَجْهِ الْمُنَاسِبَةِ أَيْضًا: إِنَّهُ تَعَالَى فَصَّلَ فِي تِلْكَ السُّورَةِ أَحْوَالَ بَعْضِ الْمُهْلَكِينَ مِنْ قَوْمِ
صَالِحٍ وَقَوْمِ
لُوطٍ وَأَجْمَلَ هُنَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=58وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ الْآيَاتِ، وَأَيْضًا بَسَطَ فِي الْجُمْلَةِ هُنَاكَ حَالَ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ وَحَالَ مَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ وَأَوْجَزَ سُبْحَانَهُ هُنَا حَيْثُ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=84مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَلَمْ يَذْكُرْ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حَالِ الْأَوَّلِينَ أَمْنَهُمْ مِنَ الْفَزَعِ وَمِنْ حَالِ الْآخَرِينَ كَبَّ وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَظْهَرُ لِلْمُتَأَمِّلِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=32450_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=1طسم nindex.php?page=treesubj&link=29785_34224_34225_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=2تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ قَدْ مَرَّ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنَ الْكَلَامِ فِي أَشْبَاهِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=31907_32016_32238_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3نَتْلُو عَلَيْكَ أَيْ نَقْرَأُ بِوَاسِطَةِ
جِبْرَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَالْإِسْنَادُ مَجَازِيٌّ كَمَا فِي بَنَى الْأَمِيرُ الْمَدِينَةَ وَالتِّلَاوَةُ فِي كَلَامِهِمْ عَلَى مَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14343الرَّاغِبُ تَخْتَصُّ بِاتِّبَاعِ كُتُبِ اللَّهِ تَعَالَى الْمُنَزَّلَةِ تَارَةً بِالْقِرَاءَةِ وَتَارَةً بِالِارْتِسَامِ لِمَا فِيهِ مِنْ أَمْرٍ وَنَهْيٍ وَتَرْغِيبٍ وَتَرْهِيبٍ أَوْ مَا يُتَوَهَّمُ فِيهِ ذَلِكَ وَهُوَ أَخَصُّ مِنَ الْقِرَاءَةِ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ التِّلَاوَةُ هُنَا مَجَازًا مُرْسَلًا عَنِ التَّنْزِيلِ بِعَلَاقَةِ أَنَّ التَّنْزِيلَ لَازِمٌ لَهَا أَوْ سَبَبُهَا فِي الْجُمْلَةِ وَأَنْ تَكُونَ اسْتِعَارَةً لَهُ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمُشَابَهَةِ فَإِنَّ كُلًّا مِنْهُمَا طَرِيقٌ لِلتَّبْلِيغِ فَالْمَعْنَى نُنَزِّلُ عَلَيْكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ أَيْ مِنْ خَبَرِهِمَا الْعَجِيبِ الشَّأْنِ، وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ صِفَةً لِمَفْعُولِ نَتْلُو الْمَحْذُوفِ أَيْ نَتْلُو شَيْئًا كَائِنًا مِنْ نَبَئِهِمَا.
وَالظَّاهِرُ أَنَّ (مِنْ) تَبْعِيضِيَّةٌ، وَجَوَّزَ بَعْضُهُمْ كَوْنَهَا بَيَانِيَّةً وَكَوْنَهَا صِلَةً عَلَى رَأْيِ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشِ فَنَبَأٌ مَجْرُورٌ، لَفْظًا مَرْفُوعٌ مَحَلًّا مَفْعُولُ نَتْلُو وَيُوهِمُ كَلَامُ بَعْضِهِمْ أَنَّ (مِنْ) هُوَ الْمَفْعُولُ كَأَنَّهُ قِيلَ: "نَتْلُو بَعْضَ نَبَأِ" وَفِيهِ بَحْثٌ، وَأَيًّا مَا كَانَ فَلَا تَجُوزُ فِي كَوْنِ النَّبَأِ مَتْلُوًّا لِمَا أَنَّهُ نَوْعٌ مِنَ اللَّفْظِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3بِالْحَقِّ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ حَالًا مِنْ فَاعِلِ نَتْلُو أَيْ نَتْلُو مُلْتَبِسِينَ (بِالْحَقِّ) أَوْ مَفْعُولَهُ أَيْ نَتْلُو شَيْئًا مِنْ نَبَئِهِمَا مُلْتَبِسًا بِالْحَقِّ أَوْ وَقَعَ صِفَةً لِمَصْدَرِ نَتْلُو أَيْ نَتْلُو تِلَاوَةً مُلْتَبِسَةً بِالْحَقِّ وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ مُتَعَلِّقٌ بِنَتْلُو وَاللَّامُ لِلتَّعْلِيلِ وَتَخْصِيصُ الْمُؤْمِنِينَ بِالذِّكْرِ مَعَ عُمُومِ الدَّعْوَةِ وَالْبَيَانِ لِأَنَّهُمُ الْمُنْتَفِعُونَ بِهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي شُمُولِ (يُؤْمِنُونَ) لِلْمُؤْمِنِينَ حَالًا وَاسْتِقْبَالًا فِي السُّورَةِ السَّابِقَةِ،