nindex.php?page=treesubj&link=19647_28657_28662_28723_29705_30549_32016_32026_32498_34274_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30كذلك أي مثل ذلك الإرسال العظيم الشأن المصحوب بالمعجزة الباهرة ويجوز أن يراد مثل إرسال الرسل قبلك
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30أرسلناك في أمة فيكون قد شبه إرساله صلى الله عليه وسلم بإرسال من قبله وإن لم يجر لهم ذكر لدلالة قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30قد خلت أي مضت
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30من قبلها أمم كثيرة قد أرسل إليهم رسل عليهم وروي هذا عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وقيل : الكاف متعلقة بالمعنى الذي في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27قل إن الله يضل من يشاء .. إلخ أي كما أنفذنا ذلك أرسلناك
[ ص: 152 ] ونقل نحوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية : الذي يظهر أن المعنى كما أجرينا العادة في الأمم السابقة بأن نضل ونهدي بوحي لا بالآيات المقترحة كذلك أيضا فعلنا في هذه الأمة وأرسلناك إليهم بوحي لا بالآيات المقترحة فنضل من نشاء ونهدي من أناب وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء : التقدير الأمر كذلك
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ما قدمناه وما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
و ( في ) بمعنى إلى كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9فردوا أيديهم في أفواههم وقيل : هي على ظاهرها وفيها إشارة إلى أنه من جملتهم وناشئ بينهم ولا تكون بمعنى إلى إذ لا حاجة لبيان من أرسل إليهم وفيه نظر ظاهر وهي متعلقة بالفعل المذكور وقول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : في تفسير الآية يعني أرسلنا إرسالا له شأن وفضل على الإرسالات ثم فسر كيف أرسله بقوله : إلى أمة قد خلت من قبلها أمم أي أرسلناك في أمة قد تقدمها أمم كثيرة فهي آخر الأمم وأنت خاتم الأنبياء لم يرد به أنها لا تتعلق بالمذكور بل أراد أن المشار إليه المبهم لما كان ما بعده تفخيما كان بيانه بصلة ذلك الفعل حتى يزول الإبهام ويجوز أن يريد ذلك فيقدر أرسلناك ثانيا ويكون قوله : أي أرسلناك في أمة إظهارا للمحذوف أيضا لا بيانا لحاصل الآية وهو الذي آثره العلامة
الطيبي والتعلق بالمذكور هو الظاهر وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30قد خلت .. إلخ في موضع الصفة لأمة وفائدة الوصف بذلك قيل : ما أشار إليه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري .
واعترض بأنه لا يلزم من تقدم أمم كثيرة قبل أن لا يكون أمة يرسل إليها بعد حتى يلزم أن يكون صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء عليهم السلام وبحث فيه
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشهاب بأن المراد بكون إرساله عليه الصلاة والسلام عجيبا أن رسالته أعظم من كل رسالة فهي جامعة لكل ما يحتاج إليه فيلزم أن لا نسخ إذ النسخ إنما يكون للتكميل والكامل أتم كمال غير محتاج لتكميل كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3اليوم أكملت لكم دينكم . اهـ . ولعمري أن الاعتراض قوي والبحث في غاية الضعف إذ لا يلزم من كون إرساله صلى الله عليه وسلم عجيبا ما ادعاه ولو سلمنا ذلك لا يلزم منه أيضا كونه عليه الصلاة والسلام خاتما إذ بعثه مقرر دينه الكامل كما بعث كثير من أنبياء بني إسرائيل لتقرير دين
موسى عليه السلام لا يأبى ما ذكر من جامعية رسالته عليه الصلاة والسلام ولزوم عدم النسخ لذلك كما لا يخفى ولعله لهذا اختار بعضهم ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وقال : منبها على فائدة الوصف يعني مثل إرسال الرسل قبلك أرسلناك إلى أمم تقدمتها أمم أرسلوا إليهم فليس ببدع إرسالك إليها
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30لتتلو لتقرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30عليهم الذي أوحينا إليك أي الكتاب العظيم الشأن : ويشعر بهذا الوصف ذكر الموصوف غير جار على موصوف وإسناد الفعل في صلته إلى ضمير العظمة وكذا الإيصال إلى المخاطب المعظم بدليل سابقه على ما سمعت أولا وتقديم المجرور على المنصوب من قبيل الإبهام ثم البيان كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=2ووضعنا عنك وزرك وفيه ما لا يخفى من ترقب النفس إلى ما سيرد وحسن قبولها له عند وروده عليها وضمير الجمع للأمة باعتبار معناها كما روعي في ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30خلت لفظها .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30وهم يكفرون بالرحمن أي بالبليغ الرحمة الذي أحاطت بهم نعمته ووسعت كل شيء رحمته فلم يشكروا نعمه سبحانه لا سيما ما أنعم به عليهم بإرسالك إليهم وإنزال القرآن الذي هو مدار المنافع الدينية والدنيوية عليهم بل قابلوا رحمته ونعمه بالكفر ومقتضى العقل عكس ذلك وكان الظاهر بنا إلا أنه التفت إلى الظاهر وأوثر هذا الاسم الدال على المبالغة في الرحمة للإشارة إلى أن الإرسال ناشئ منها كما قال سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=107وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وضمير الجمع للأمة أيضا والجملة في موضع الحال من فاعل ( أرسلنا ) لا من ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30عليهم إذ الإرسال ليس للتلاوة عليهم حال كفرهم ومنهم من جوز ذلك والتلاوة عليهم حال الكفر ليقفوا على
[ ص: 153 ] إعجازه فيصدقوا به لعلمهم بأفانين البلاغة ولا ينافي تلاوته عليهم بعد إسلامهم وجوز في الجملة أن تكون مستأنفة والضمير حسبما علمت وقيل : إنه يعود على الذين قالوا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27لولا أنزل عليه آية من ربه وقيل : يعود على
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30أمة وعلى ( أمم ) ويكون في الآية تسلية له صلى الله عليه وسلم وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج nindex.php?page=showalam&ids=17131ومقاتل أن الآية نزلت في مشركي مكة لما رأوا كتاب الصلح يوم الحديبية وقد كتب فيه nindex.php?page=showalam&ids=8علي كرم الله تعالى وجهه ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فقال : سهيل بن عمرو : ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة وقيل : سمع أبو جهل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا الله يا رحمن فقال إن محمدا ينهانا عن عبادة الآلهة وهو يدعو إلهين فنزلت وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه لما قيل لكفار
قريش :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=60اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن فنزلت وضعف كل ذلك بأنه غير مناسب لأنه يقتضي أنهم يكفرون بهذا الاسم وإطلاقه عليه سبحانه وتعالى والظاهر أن كفرهم بمسماه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30قل حين كفروا به سبحانه ولم يوحدوه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30هو أي الرحمن الذي كفرتم به
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30ربي خالقي ومتولي أمري ومبلغي إلى مراتب الكمال وإيراد هذا قبل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30لا إله إلا هو أي لا مستحق للعبادة سواه تنبيه على أن استحقاق العبادة منوط بالربوبية والجملة داخلة في حيز القول وهي خبر بعد خبر عند بعض وقال بعض آخر : إنه تعالى بعد أن نعى على الكفرة حالهم وعكسهم مقتضى العقل أمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن ينبههم على خاصة نفسه ووظيفته من الشكر ومآل أمره تأنيبا لهم فقال : قل هو ربي الذي أرسلني إليكم وأيدني بما أيدني ولا رب لي سواه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30عليه لا على أحد سواه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30توكلت في جميع أموري لا سيما في النصرة عليكم
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30وإليه خاصة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30متاب . (30) . أي مرجعي فيثيبني على مصابرتكم ومجاهدتكم وقوله سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30لا إله إلا هو اعتراض أكد به اختصاص التوكل عليه سبحانه وتفويض الأمور عاجلا وآجلا إليه ومثله قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=106اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين . اهـ . وإلى القول بالاعتراض ذهب صاحب الكشف وحمل على ذلك كلام الكشاف حيث ذكر بعد
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30هو ربي الواحد المتعالي عن الشركاء فقال : جعله فائدة الاعتراض بلا إله إلا هو أي هذا البليغ الرحمة ولا إله إلا هو فهو بليغ الانتقام كما هو بليغ الرحمة يرحمني وينتقم لي منكم وهو تمهيد أيضا لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30عليه توكلت ولم يجعل خبرا بعد خبر إذ ليس المقصود الإخبار بأنه تعالى متوحد بالإلهية بل المقصود أن المتوحد بها ربي وذلك يفيده الاعتراض وأما أن المفهوم من كلامه أنه حال ولذلك أجري مجرى الوصف فكلا إلا أن يجعل حالا مؤكدة ولا يغاير الاعتراض إذا كثير مغايرة لكن الأول أملأ بالفائدة . اهـ . ولا يخفى ما في توجيه كلام الكشاف بذلك من الخفاء وفي كون المقصود أن المتوحد بالإلهية ربي دون الإخبار بأنه تعالى متوحد بها على ما قيل تأمل ولعل مبناه أن ما أثبته أوفق بالغرض الذي يشير كلامه إلى اعتباره مساقا للآية وفيه من المبالغة في وصفه تعالى بالتوحد ما لا يخفى .
نعم قيل للقول بالاعتراض وجه وأنه حينئذ لا يبعد أن يقال : إنه تعالى بعد أن ذكر إرساله صلى الله عليه وسلم إليهم وأن حالهم أنهم يكفرون بالبليغ الرحمة ولا يقابلون رحمته بالشكر فيؤمنوا به ويوحدوه أمره بالإخبار بتخصيص توكله واعتماده على ذلك البليغ الرحمة ورجوعه في سائر أموره إليه إيماء إلى أن إصرارهم على الكفر لا يضره
[ ص: 154 ] شيئا وأن له عليه الصلاة والسلام عاقبة محمودة وأنه سبحانه سينصره عليهم وفي ذلك من تسفيه رأيهم في الإصرار على الكفر واستنهاضهم إلى اتباعه ما فيه إلا أنه عز شأنه أمره أولا أن يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30هو ربي توطئة لذلك وجيء بلا إله إلا هو اعتراضا للتأكيد والذي يميل إليه الطبع بعد التأمل وملاحظة الأسلوب القول بالاعتراض ثم لا يخفى أن جمل
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30وإليه متاب على إليه رجوعي في سائر أموري خلاف الظاهر وأنه على ذلك يكون كالتأكيد لما قبله وقال
شيخ الإسلام في تفسيره : أي إليه توبتي كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=19واستغفر لذنبك أمر عليه الصلاة والسلام بذلك إبانة لفضل التوبة ومقدارها عند الله تعالى وأنها صفة الأنبياء وبعثا للكفرة على الرجوع عما هم عليه بأبلغ وجه وألطفه فإنه عليه الصلاة والسلام حيث أمر بها وهو منزه عن شائبة اقتراف ما يوجبها من الذنب وإن قل فتوبتهم وهم عاكفون على أنواع الكفر والمعاصي مما لا بد منه أصلا . اهـ . وفيه أن هذا إنما يصلح باعثا للإقلاع عن الذنب على أبلغ وجه وألطفه لو كان الكلام مع غير الكفرة الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا ولعل ذلك ظاهر عند المنصف وقال العلامة
nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي في ذلك : أي إليه مرجعي ومرجعكم وكأنه أراد أيضا فيرحمني وينتقم منكم والانتقام من الرحمن أشد كما قيل : أعوذ بالله تعالى من غضب الحليم .
وتعقب بأنه إنما يتم ولو كان المضاف إليه المحذوف ضمير المتكلم ومعه غيره أي متابنا إذ يكون حينئذ مرجعي ومرجعكم تفصيلا لذلك ولا يكاد يقول به أحد مع قوله بكسر الباء فإنه يقتضي أن يكون المحذوف الياء على أن ذلك الضمير لا يناسب ما قبله ولعل العلامة اعتبر أن في الآية اكتفاء على ما قيل : أي متابي ومتابكم أو أن الكلام دال عليه التزاما وهذا أولى على ما قيل فتأمل
nindex.php?page=treesubj&link=19647_28657_28662_28723_29705_30549_32016_32026_32498_34274_34513_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30كَذَلِكَ أَيْ مِثْلُ ذَلِكَ الْإِرْسَالِ الْعَظِيمِ الشَّأْنِ الْمَصْحُوبِ بِالْمُعْجِزَةِ الْبَاهِرَةِ وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ مِثْلُ إِرْسَالِ الرُّسُلِ قَبْلَكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ فَيَكُونُ قَدْ شُبِّهَ إِرْسَالُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِرْسَال مَنْ قَبْلَهُ وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَهُمْ ذِكْرٌ لِدَلَالَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30قَدْ خَلَتْ أَيْ مَضَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ كَثِيرَةٌ قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ رُسُلٌ عَلَيْهِمْ وَرُوِيَ هَذَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ وَقِيلَ : الْكَافُ مُتَعَلِّقَةٌ بِالْمَعْنَى الَّذِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ .. إِلَخْ أَيْ كَمَا أَنْفَذْنَا ذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ
[ ص: 152 ] وَنُقِلَ نَحْوُهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14183الْحَوْفِيِّ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ : الَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الْمَعْنَى كَمَا أَجْرَيْنَا الْعَادَةَ فِي الْأُمَمِ السَّابِقَةِ بِأَنْ نُضِلَّ وَنَهْدِيَ بِوَحْيٍ لَا بِالْآيَاتِ الْمُقْتَرَحَةِ كَذَلِكَ أَيْضًا فَعَلْنَا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَرْسَلْنَاكَ إِلَيْهِمْ بِوَحْيٍ لَا بِالْآيَاتِ الْمُقْتَرَحَةِ فَنُضِلُّ مَنْ نَشَاءُ وَنَهْدِي مَنْ أَنَابَ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ : التَّقْدِيرُ الْأَمْرُ كَذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ مَا قَدَّمْنَاهُ وَمَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ .
وَ ( فِي ) بِمَعْنَى إِلَى كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=9فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقِيلَ : هِيَ عَلَى ظَاهِرِهَا وَفِيهَا إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ مِنْ جُمْلَتِهِمْ وَنَاشِئٌ بَيْنَهُمْ وَلَا تَكُونُ بِمَعْنَى إِلَى إِذْ لَا حَاجَةَ لِبَيَانِ مَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَفِيهِ نَظَرٌ ظَاهِرٌ وَهِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِالْفِعْلِ الْمَذْكُورِ وَقَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ : فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ يَعْنِي أَرْسَلْنَا إِرْسَالًا لَهُ شَأْنٌ وَفَضْلٌ عَلَى الْإِرْسَالاتِ ثُمَّ فَسَّرَ كَيْفَ أَرْسَلَهُ بِقَوْلِهِ : إِلَى أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ أَيِ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ تَقَدَّمَهَا أُمَمٌ كَثِيرَةٌ فَهِيَ آخِرُ الْأُمَمِ وَأَنْتَ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ لَمْ يَرِدْ بِهِ أَنَّهَا لَا تَتَعَلَّقُ بِالْمَذْكُورِ بَلْ أَرَادَ أَنَّ الْمُشَارَ إِلَيْهِ الْمُبْهَمَ لَمَّا كَانَ مَا بَعْدَهُ تَفْخِيمًا كَانَ بَيَانُهُ بِصِلَةِ ذَلِكَ الْفِعْلِ حَتَّى يَزُولَ الْإِبْهَامُ وَيَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ ذَلِكَ فَيُقَدَّرُ أَرْسَلْنَاكَ ثَانِيًا وَيَكُونُ قَوْلُهُ : أَيْ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ إِظْهَارًا لِلْمَحْذُوفِ أَيْضًا لَا بَيَانًا لِحَاصِلِ الْآيَةِ وَهُوَ الَّذِي آثَرَهُ الْعَلَّامَةُ
الطَّيِّبِيُّ وَالتَّعَلُّقُ بِالْمَذْكُورِ هُوَ الظَّاهِرُ وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30قَدْ خَلَتْ .. إِلَخْ فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ لِأُمَّةٍ وَفَائِدَةُ الْوَصْفِ بِذَلِكَ قِيلَ : مَا أَشَارَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ .
وَاعْتُرِضَ بِأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ تَقَدُّمِ أُمَمٍ كَثِيرَةٍ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ أُمَّةٌ يُرْسَلُ إِلَيْهَا بَعْدُ حَتَّى يَلْزَمَ أَنْ يَكُونَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَبَحَثَ فِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشِّهَابُ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِكَوْنِ إِرْسَالِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَجِيبًا أَنَّ رِسَالَتَهُ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ رِسَالَةٍ فَهِيَ جَامِعَةٌ لِكُلِّ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فَيَلْزَمُ أَنْ لَا نَسْخَ إِذِ النَّسْخُ إِنَّمَا يَكُونُ لِلتَّكْمِيلِ وَالْكَامِلُ أَتَمَّ كَمَالٍ غَيْرُ مُحْتَاجٍ لِتَكْمِيلٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ . اهَـ . وَلَعَمْرِي أَنَّ الِاعْتِرَاضَ قَوِيٌّ وَالْبَحْثَ فِي غَايَةِ الضَّعْفِ إِذْ لَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِ إِرْسَالِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجِيبًا مَا ادَّعَاهُ وَلَوْ سَلَّمْنَا ذَلِكَ لَا يَلْزَمُ مِنْهُ أَيْضًا كَوْنُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ خَاتَمًا إِذْ بَعْثُهُ مُقَرِّرٌ دِينَهُ الْكَامِلَ كَمَا بُعِثَ كَثِيرٌ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِتَقْرِيرِ دِينِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَا يَأْبَى مَا ذُكِرَ مِنْ جَامِعِيَّةِ رِسَالَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَلُزُومِ عَدَمِ النَّسْخِ لِذَلِكَ كَمَا لَا يَخْفَى وَلَعَلَّهُ لِهَذَا اخْتَارَ بَعْضُهُمْ مَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ وَقَالَ : مُنَبِّهًا عَلَى فَائِدَةِ الْوَصْفِ يَعْنِي مِثْلَ إِرْسَالِ الرُّسُلِ قَبْلَكَ أَرْسَلْنَاكَ إِلَى أُمَمٍ تَقَدَّمَتْهَا أُمَمٌ أُرْسِلُوا إِلَيْهِمْ فَلَيْسَ بِبِدْعٍ إِرْسَالُكَ إِلَيْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30لِتَتْلُوَ لِتَقْرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَيِ الْكِتَابَ الْعَظِيمَ الشَّأْنِ : وَيُشْعِرُ بِهَذَا الْوَصْفِ ذِكْرُ الْمَوْصُوفِ غَيْرَ جَارٍ عَلَى مَوْصُوفٍ وَإِسْنَادُ الْفِعْلِ فِي صِلَتِهِ إِلَى ضَمِيرِ الْعَظَمَةِ وَكَذَا الْإِيصَالُ إِلَى الْمُخَاطَبِ الْمُعَظَّمِ بِدَلِيلِ سَابِقِهِ عَلَى مَا سَمِعْتَ أَوَّلًا وَتَقْدِيمُ الْمَجْرُورِ عَلَى الْمَنْصُوبِ مِنْ قَبِيلِ الْإِبْهَامِ ثُمَّ الْبَيَانِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=94&ayano=2وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ وَفِيهِ مَا لَا يَخْفَى مِنْ تَرْقُّبِ النَّفْسِ إِلَى مَا سَيَرِدُ وَحُسْنِ قَبُولِهَا لَهُ عِنْدَ وُرُودِهِ عَلَيْهَا وَضَمِيرُ الْجَمْعِ لِلْأُمَّةِ بِاعْتِبَارِ مَعْنَاهَا كَمَا رُوعِيَ فِي ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30خَلَتْ لَفْظُهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ أَيْ بِالْبَلِيغِ الرَّحْمَةِ الَّذِي أَحَاطَتْ بِهِمْ نِعْمَتُهُ وَوَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَتُهُ فَلَمْ يَشْكُرُوا نِعَمَهُ سُبْحَانَهُ لَا سِيَّمَا مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ بِإِرْسَالِكَ إِلَيْهِمْ وَإِنْزَالِ الْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ مَدَارُ الْمَنَافِعِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ عَلَيْهِمْ بَلْ قَابَلُوا رَحْمَتَهُ وَنِعَمَهُ بِالْكُفْرِ وَمُقْتَضَى الْعَقْلِ عَكْسُ ذَلِكَ وَكَانَ الظَّاهِرَ بِنَا إِلَّا أَنَّهُ الْتَفَتَ إِلَى الظَّاهِرِ وَأُوثِرَ هَذَا الِاسْمُ الدَّالُّ عَلَى الْمُبَالَغَةِ فِي الرَّحْمَةِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ الْإِرْسَالَ نَاشِئٌ مِنْهَا كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=107وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَضَمِيرُ الْجَمْعِ لِلْأُمَّةِ أَيْضًا وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ ( أَرْسَلْنَا ) لَا مِنْ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30عَلَيْهِمُ إِذِ الْإِرْسَالُ لَيْسَ لِلتِّلَاوَةِ عَلَيْهِمْ حَالَ كُفْرِهِمْ وَمِنْهُمْ مَنْ جَوَّزَ ذَلِكَ وَالتِّلَاوَةُ عَلَيْهِمْ حَالَ الْكُفْرِ لِيَقِفُوا عَلَى
[ ص: 153 ] إِعْجَازِهِ فَيُصَدِّقُوا بِهِ لِعِلْمِهِمْ بِأَفَانِينِ الْبَلَاغَةِ وَلَا يُنَافِي تِلَاوَتَهُ عَلَيْهِمْ بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَجُوِّزَ فِي الْجُمْلَةِ أَنْ تَكُونَ مُسْتَأْنَفَةً وَالضَّمِيرُ حَسْبَمَا عَلِمْتَ وَقِيلَ : إِنَّهُ يَعُودُ عَلَى الَّذِينَ قَالُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=27لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ وَقِيلَ : يَعُودُ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30أُمَّةٍ وَعَلَى ( أُمَمٍ ) وَيَكُونُ فِي الْآيَةِ تَسْلِيَةٌ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنِ جُرَيْجٍ nindex.php?page=showalam&ids=17131وَمُقَاتِلٍ أَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي مُشْرِكِي مَكَّةَ لَمَّا رَأَوْا كِتَابَ الصُّلْحِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَقَدْ كَتَبَ فِيهِ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) فَقَالَ : سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو : مَا نَعْرِفُ الرَّحْمَنَ إِلَّا مُسَيْلَمَةَ وَقِيلَ : سَمِعَ أَبُو جَهْلٍ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا اللَّهُ يَا رَحْمَنُ فَقَالَ إِنَّ مُحَمَّدًا يَنْهَانَا عَنْ عِبَادَةِ الْآلِهَةِ وَهُوَ يَدْعُو إِلَهَيْنِ فَنَزَلَتْ وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهُ لَمَّا قِيلَ لِكُفَّارِ
قُرَيْشٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=60اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ فَنَزَلَتْ وَضُعِّفَ كُلُّ ذَلِكَ بِأَنَّهُ غَيْرُ مُنَاسِبٍ لِأَنَّهُ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ يَكْفُرُونَ بِهَذَا الِاسْمِ وَإِطْلَاقِهِ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَالظَّاهِرُ أَنَّ كُفْرَهُمْ بِمُسَمَّاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30قُلْ حِينَ كَفَرُوا بِهِ سُبْحَانَهُ وَلَمْ يُوَحِّدُوهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30هُوَ أَيِ الرَّحْمَنُ الَّذِي كَفَرْتُمْ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30رَبِّي خَالِقِي وَمُتَوَلِّي أَمْرِي وَمُبَلِّغِي إِلَى مَرَاتِبِ الْكَمَالِ وَإِيرَادُ هَذَا قَبْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30لا إِلَهَ إِلا هُوَ أَيْ لَا مُسْتَحِقَّ لِلْعِبَادَةِ سِوَاهُ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ اسْتِحْقَاقَ الْعِبَادَةِ مَنُوطٌ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَالْجُمْلَةُ دَاخِلَةٌ فِي حَيِّزِ الْقَوْلِ وَهِيَ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ عِنْدَ بَعْضٍ وَقَالَ بَعْضُ آخَرُ : إِنَّهُ تَعَالَى بَعْدَ أَنْ نَعَى عَلَى الْكَفَرَةِ حَالَهُمْ وَعَكْسَهُمْ مُقْتَضَى الْعَقْلِ أَمَرَ نَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنْ يُنَبِّهَهُمْ عَلَى خَاصَّةِ نَفْسِهِ وَوَظِيفَتِهِ مِنَ الشُّكْرِ وَمَآلِ أَمْرِهِ تَأْنِيبًا لَهُمْ فَقَالَ : قُلْ هُوَ رَبِّي الَّذِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ وَأَيَّدَنِي بِمَا أَيَّدَنِي وَلَا رَبَّ لِي سِوَاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30عَلَيْهِ لَا عَلَى أَحَدٍ سِوَاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30تَوَكَّلْتُ فِي جَمِيعِ أُمُورِي لَا سِيَّمَا فِي النُّصْرَةِ عَلَيْكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30وَإِلَيْهِ خَاصَّةً
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30مَتَابِ . (30) . أَيْ مَرْجِعِي فَيُثِيبُنِي عَلَى مُصَابِرَتِكُمْ وَمُجَاهَدَتِكُمْ وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30لا إِلَهَ إِلا هُوَ اعْتِرَاضٌ أُكِّدَ بِهِ اخْتِصَاصُ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَفْوِيضُ الْأُمُورِ عَاجِلًا وَآجِلًا إِلَيْهِ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=106اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ . اهَـ . وَإِلَى الْقَوْلِ بِالِاعْتِرَاضِ ذَهَبَ صَاحِبُ الْكَشْفِ وَحَمَلَ عَلَى ذَلِكَ كَلَامَ الْكَشَّافِ حَيْثُ ذَكَرَ بَعْدَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30هُوَ رَبِّي الْوَاحِدُ الْمُتَعَالِي عَنِ الشُّرَكَاءِ فَقَالَ : جَعَلَهُ فَائِدَةَ الِاعْتِرَاضِ بِلَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَيْ هَذَا الْبَلِيغُ الرَّحْمَةِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهُوَ بَلِيغُ الِانْتِقَامِ كَمَا هُوَ بَلِيغُ الرَّحْمَةِ يَرْحَمُنِي وَيَنْتَقِمُ لِي مِنْكُمْ وَهُوَ تَمْهِيدٌ أَيْضًا لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَلَمْ يُجْعَلْ خَبَرًا بَعْدَ خَبَرٍ إِذْ لَيْسَ الْمَقْصُودُ الْإِخْبَارَ بِأَنَّهُ تَعَالَى مُتَوَحِّدٌ بِالْإِلَهِيَّةِ بَلِ الْمَقْصُودُ أَنَّ الْمُتَوَحِّدَ بِهَا رَبِّي وَذَلِكَ يُفِيدُهُ الِاعْتِرَاضُ وَأَمَّا أَنَّ الْمَفْهُومَ مِنْ كَلَامِهِ أَنَّهُ حَالٌ وَلِذَلِكَ أُجْرِيَ مَجْرَى الْوَصْفِ فَكَلَّا إِلَّا أَنْ يُجْعَلَ حَالًا مُؤَكِّدَةً وَلَا يُغَايِرُ الِاعْتِرَاضُ إِذًا كَثِيرَ مُغَايِرَةٍ لَكِنَّ الْأَوَّلَ أَمْلَأُ بِالْفَائِدَةِ . اهَـ . وَلَا يَخْفَى مَا فِي تَوْجِيهِ كَلَامِ الْكَشَّافِ بِذَلِكَ مِنَ الْخَفَاءِ وَفِي كَوْنِ الْمَقْصُودِ أَنَّ الْمُتَوَحِّدَ بِالْإِلَهِيَّةِ رَبِّي دُونَ الْإِخْبَارِ بِأَنَّهُ تَعَالَى مُتَوَحِّدٌ بِهَا عَلَى مَا قِيلَ تَأَمَّلْ وَلَعَلَّ مَبْنَاهُ أَنَّ مَا أَثْبَتَهُ أَوْفَقُ بِالْغَرَضِ الَّذِي يُشِيرُ كَلَامُهُ إِلَى اعْتِبَارِهِ مَسَاقًا لِلْآيَةِ وَفِيهِ مِنَ الْمُبَالَغَةِ فِي وَصْفِهِ تَعَالَى بِالتَّوَحُّدِ مَا لَا يَخْفَى .
نَعَمْ قِيلَ لِلْقَوْلِ بِالِاعْتِرَاضِ وَجْهٌ وَأَنَّهُ حِينَئِذٍ لَا يَبْعُدُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّهُ تَعَالَى بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ إِرْسَالَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ وَأَنَّ حَالَهُمْ أَنَّهُمْ يَكْفُرُونَ بِالْبَلِيغِ الرَّحْمَةِ وَلَا يُقَابِلُونَ رَحْمَتَهُ بِالشُّكْرِ فَيُؤْمِنُوا بِهِ وَيُوَحِّدُوهُ أَمَرَهُ بِالْإِخْبَارِ بِتَخْصِيصِ تَوَكُّلِهِ وَاعْتِمَادِهِ عَلَى ذَلِكَ الْبَلِيغِ الرَّحْمَةِ وَرُجُوعِهِ فِي سَائِرِ أُمُورِهِ إِلَيْهِ إِيمَاءً إِلَى أَنَّ إِصْرَارَهُمْ عَلَى الْكُفْرِ لَا يَضُرُّهُ
[ ص: 154 ] شَيْئًا وَأَنَّ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَاقِبَةً مَحْمُودَةً وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ سَيَنْصُرُهُ عَلَيْهِمْ وَفِي ذَلِكَ مِنْ تَسْفِيهِ رَأْيِهِمْ فِي الْإِصْرَارِ عَلَى الْكُفْرِ وَاسْتِنْهَاضِهِمْ إِلَى اتِّبَاعِهِ مَا فِيهِ إِلَّا أَنَّهُ عَزَّ شَأْنُهُ أَمَرَهُ أَوَّلًا أَنْ يَقُولَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30هُوَ رَبِّي تَوْطِئَةً لِذَلِكَ وَجِيءَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ اعْتِرَاضًا لِلتَّأْكِيدِ وَالَّذِي يَمِيلُ إِلَيْهِ الطَّبْعُ بَعْدَ التَّأَمُّلِ وَمُلَاحَظَةِ الْأُسْلُوبِ الْقَوْلُ بِالِاعْتِرَاضِ ثُمَّ لَا يَخْفَى أَنَّ جُمَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=30وَإِلَيْهِ مَتَابِ عَلَى إِلَيْهِ رُجُوعِي فِي سَائِرِ أُمُورِي خِلَافُ الظَّاهِرِ وَأَنَّهُ عَلَى ذَلِكَ يَكُونُ كَالتَّأْكِيدِ لِمَا قَبْلَهُ وَقَالَ
شَيْخُ الْإِسْلَامِ فِي تَفْسِيرِهِ : أَيْ إِلَيْهِ تَوْبَتِي كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=19وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ أُمِرَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِذَلِكَ إِبَانَةً لِفَضْلِ التَّوْبَةِ وَمِقْدَارِهَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَأَنَّهَا صِفَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَبَعْثًا لِلْكَفَرَةِ عَلَى الرُّجُوعِ عَمَّا هُمْ عَلَيْهِ بِأَبْلَغِ وَجْهٍ وَأَلْطَفِهِ فَإِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حَيْثُ أُمِرَ بِهَا وَهُوَ مُنَزَّهٌ عَنْ شَائِبَةِ اقْتِرَافِ مَا يُوجِبُهَا مِنَ الذَّنْبِ وَإِنْ قَلَّ فَتَوْبَتُهُمْ وَهُمْ عَاكِفُونَ عَلَى أَنْوَاعِ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي مِمَّا لَا بُدَّ مِنْهُ أَصْلًا . اهَـ . وَفِيهِ أَنَّ هَذَا إِنَّمَا يَصْلُحُ بَاعِثًا لِلْإِقْلَاعِ عَنِ الذَّنْبِ عَلَى أَبْلَغِ وَجْهٍ وَأَلْطَفِهِ لَوْ كَانَ الْكَلَامُ مَعَ غَيْرِ الْكَفَرَةِ الَّذِينَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا وَلَعَلَّ ذَلِكَ ظَاهِرٌ عِنْدَ الْمُنْصِفِ وَقَالَ الْعَلَّامَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=13926الْبَيْضَاوِيُّ فِي ذَلِكَ : أَيْ إِلَيْهِ مَرْجِعِي وَمَرْجِعُكُمْ وَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَيْضًا فَيَرْحَمُنِي وَيَنْتَقِمُ مِنْكُمْ وَالِانْتِقَامُ مِنَ الرَّحْمَنِ أَشَدُّ كَمَا قِيلَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ تَعَالَى مِنْ غَضَبِ الْحَلِيمِ .
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ إِنَّمَا يَتِمُّ وَلَوْ كَانَ الْمُضَافُ إِلَيْهِ الْمَحْذُوفُ ضَمِيرَ الْمُتَكَلِّمِ وَمَعَهُ غَيْرُهُ أَيْ مَتَابُنَا إِذْ يَكُونُ حِينَئِذٍ مَرْجِعِي وَمَرْجِعُكُمْ تَفْصِيلًا لِذَلِكَ وَلَا يَكَادُ يَقُولُ بِهِ أَحَدٌ مَعَ قَوْلِهِ بِكَسْرِ الْبَاءِ فَإِنَّهُ يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ الْمَحْذُوفُ الْيَاءَ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ الضَّمِيرَ لَا يُنَاسِبُ مَا قَبْلَهُ وَلَعَلَّ الْعَلَّامَةَ اعْتَبَرَ أَنَّ فِي الْآيَةِ اكْتِفَاءً عَلَى مَا قِيلَ : أَيْ مَتَابِي وَمَتَابُكُمْ أَوْ أَنَّ الْكَلَامَ دَالٌّ عَلَيْهِ الْتِزَامًا وَهَذَا أَوْلَى عَلَى مَا قِيلَ فَتَأَمَّلْ