[ ص: 9 ] ثم غلب على البالغ في الرحمة والإنعام بحيث لم يسم به غيره تعالى وغلبة علميته المقتضية لإعرابه بدلا هنا لا تمنع اعتبار وصفيته فيجوز كونه نعتا باعتبارها لوقوعه صفة ولكونه بإزاء المعنى ومجيئه غير تابع للعلم بحذف موصوفه ، ويجوز صرفه وعدمه لتعارض سببيهما ( الرحيم ) أي ذي الرحمة الكثيرة [ ص: 10 ] فالرحمن أبلغ منه بشهادة الاستعمال ولا يعارضه الحديث الصحيح { ( الرحمن ) هو صفة في الأصل بمعنى كثير الرحمة جدا } والقياس لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى غالبا وجعل كالتتمة لما دل على جلائل الرحمة الذي هو المقصود الأعظم لئلا يغفل عما دل عليه من دقائقها فلا يسأل ولا يعطي ومن حيز التدلي لأن الأول صار كالعلم كما تقرر وكلاهما صفة مشبهة من رحم بكسر عينه بعد نقله إلى رحم بضمها [ ص: 11 ] أو تنزيله منزلته والرحمة ميل نفساني أريد بها لاستحالتها في حقه تعالى غايتها من الإنعام أو إرادته وكذا كل صفة استحال معناها في حقه تعالى يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما