ص ( وإن نقد فتردد )
ش : أجمل - رحمه الله في ذكر هذا التردد ، ولم يبين ذلك شراحه ، وإنما يتبين ذلك بذكر كلام المدونة وشراحها قال فيها في كراء الدور بعد أن ذكر الأوجه الأربعة المتقدمة ، وهذا إذا لم ينقد قال أبو الحسن : مفهومه لو نقد لكان القول قول ربها ، ولا يفسخ بقية الخمس سنين ، فيكون كقول الغير ومخالفا لقوله : ويفسخ باقي المدة على كل حال فقيل معنى قوله : وهذا إذا لم ينقد أي هذا الذي سمعت من ، ولم أسمع منه إذا انتقد ، والحكم عنده سواء فيهما لكن يعترض هذا بقوله : ومن قول مالك : إن مالك إذ هذا الكلام يظهر منه أنه مصدق إذا انتقد إذ هو من باب أولى ، وهذا يعطي سماعه للوجهين ، وقيل : إنه يعود على أول المسألة ، وهذا إذا زرع سنة ، أو سنتين إلا أن فيه تكرارا انتهى . رب الأرض والدابة والدار مصدق في الغاية فيما يشبه ، وإن لم ينتقد
ونص قول الغير فيها قال غيره : إذا انتقد فالقول قول ربها مع يمينه فيما يشبه من المدة ، فإن لم يأت بما يشبه وأتى المكتري بما يشبه صدق فيما سكن على ما أقر به ، ويرجع ببقية المال على ربها بعد يمينه على ما ادعى عليه ويمين المكري فيما ادعى عليه [ ص: 452 ] من طول المدة ، وإن لم يشبه واحد منهما تحالفا ، وفسخ الكراء ، وعلى المكتري قيمة كراء ما سكن ، وإن أتيا بما يشبه صدق رب الأرض ; لأنه انتقد مع يمينه انتهى .
فجعله إذا أتى رب الأرض بما يشبه لا ينفسخ ، وكذا إذا أتيا معا بما يشبه ، فيكون في هذين الوجهين مخالفا لما تقدم فيما إذا لم ينتقد فمن الشيوخ من حمل قول ابن القاسم ، وهذا إذا لم ينتقد على معنى أنه إن انتقد فلا يفسخ يريد في هذين الوجهين ، ويكون قول ابن القاسم موافقا لقول الغير ، ومنهم من يرى أن مذهب ابن القاسم أنه يفسخ مطلقا ، ويكون قول الغير خلافا ، وهو تأويل ابن يونس فإنه قال هذا الذي ذكر الغير غير موافق لقول ابن القاسم إلا قوله : إذا أشبه قول ربها ، أو أشبه ما قالا أن المكتري يلزمه أن يسكن على ما أقر به المكتري فهذا يخالف فيه ابن القاسم ويرى أنهما يتحالفان ويتفاسخان في بقية المدة ; لأنها كسلعة قائمة لم تقبض ، والله أعلم .