الحمـد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي الأمين، نبيـنـا محمـد، وعـلـى آله وصـحـبه ومـن سار على نـهجـه واتبع سنته إلى يوم الدين.
وبعد:
فهذا "كتاب الأمة" الثاني والسبـعـون بعـد المائة: " علاقة المغاربة بفلسطين .. الرحلة والوقف"، للدكتور حسن يشو، في سلسلة "كتاب الأمة"، الذي يصدر عن إدارة البحوث والدراسات الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسـلامية بدولة قطر، في سعيـهـا الـدؤوب لإعـادة صياغة الشخصية المسلمة في ضوء هدايات الـوحي، ووفـق قيـمه المـعـصومة، واسـتـهـداء بسـلـوك الرسـول القدوة صلى الله عليه وسلم ، واقتفاء بحياة الأصحاب في القرون المشهود لها بالخيرية والعدالة، ومواجهة صور الغلو في الدين، والانحراف بقيمه، والاعوجاج بفهمه، والتشويه المتعمد وغير المتعمد لتنزيله على الواقع بفقه قليل وعقل عليل.
هذا وإن فلسطين هي أرض إسلامية وقفية إلى يوم القيامة، لا يجوز التنازل عنها بأي حال من الأحوال، بل إن الدفاع عنها واجب شرعي على [ ص: 5 ] كل مسلم ومسلمة، وهي أرض عربية الأصول من غير مين، إسلامية الجذور بلا نزاع منذ آلاف السنين. وعليه؛ فالواجب على جميع أبناء الأمتين العربية والإسلامية أن يعكفوا على دراسة تاريخ فلسطين، وأن يتحروا الدقة والموضوعية فيها؛ حتى يتعرفوا على حقوقهم ابتداء، ويردوا كيد الحاقدين، ويدحضوا شبهاتهم ويفندوا أوهامهم وأغلوطاتهم.
ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال:
مثل القوم نسوا تاريخـهم كلقيط عـي فـي الحي انتسابا أو كمـغلوب على ذاكـرة
يشتكي من صلة الماضي انقضابا
وتأتي هذه الدراسة لتبرز جانبا من جوانب تراث المسلمين وأوقافهم في الأرض المقدسة وبخاصة ما يتعلق منها بأوقاف المغاربة، مما يدل على أن العلاقة بفلسطين وحبها والتعلق بها كان قاسما مشتركا بين جميع المسلمين، مشارقة ومغاربة، الشيء الذي يؤكد اليوم ضرورة الدعوة لكل غيور على تاريخه من أبناء هذه الأمة إلى القيام بواجبه تجاه فلسطين وأهلها وأوقافها الإسلامية بلا استثناء، وأوقاف المغاربة ليست عن ذلك ببعيدة، من أجل حمايتها والدفاع عنها والتنبيه على مواطن الخطر، الذي يهددها كل حين.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. [ ص: 6 ]
إدارة البحوث والدراسات الإسلامية