الفصل الأول
مكونات الخطاب الدعوي الجماهيري
الخطاب الدعوي الذي يوجهه الدعاة للمدعوين ليس هو سواء للأفراد وللجماهير، وإنما يختلف الخطاب الجماهيري عن خطاب الدعاة للأفراد. فالخطاب الموجه للأفراد يتسم بالتفصيلية دون العمومية، ويمتاز بالخصوصية دون التعميمية، وبالجزئية عن الكلية، وبغير ذلك من المواصفات التي تحقق مراد الداعي للفرد المعين الذي يوجه إليه الخطاب الدعوي.
أما الخطاب الدعوي للجماهير فمواصفاته مغايرة في كثير من الجوانب للخطاب الدعوي للأفراد، إذ يختص بمكونات معينة تخرجه من الفردية إلى الجماهيرية، ليكون الإناء الناضح بالحكمة والموعظة الحسنة لجماهير الأمة، يلفت أنظارهم، ويقدح أذهانهم، ويطرق آذانهم، ويحيي قلوبهم، ويزيح عن الأعين غشاوات الأبصار، ليروا الحق المبين أبلج أفلق كالصبح إذا أسفر.
ولقد رأيت -مما فتح الله تعالى ورزق وعلم- أن أهم مكونات الخطاب الدعوي الجماهيري القادر على استقطاب الجماهير وتربيتهم على التزام تعاليم الإسلام والانطلاق مع دعاتها [ ص: 49 ] مجاهدة للنفس والشيطان والأعداء، ومطالبة بتحكيم الكتاب المنزل والاحتكام إلى الشرع المحكم، أهم هذه المكونات سبعة أمور تمثل مواصفات هذا الخطاب، لو يسعى الدعاة إلى استيعاب خطابهم لجميعها أو لجلها فيعطي المطلوب بإذن الله.
هذه المكونات للخطاب الجماهيري هي: قرآنية الخطاب، عموميته، ومعروفيته، ومقصديته، والإعلاميـة، والكليـة، والزمانية والمكانية.
وفيما يلي نرجو أن نوضح المراد بكـل واحـد منـها بتوفيـق الله عز وجل .