المسألة الثانية : أن الملك يدعو إلى نزول الأمصار لأمرين:
أحدهما: ما ينزع إليه بعد استقرار حصوله من الدعة والراحة، واستكمال ما كان ناقصا في البدو، من أحوال العمران.
الثاني: دفع ما يتوقع عليه من مطالبات المنازعين، لا سيما حيث يكون المصر ملجأ لمن يروم بنزاعه سلب ما حصل منه، فيضطر صاحبه إلى الجد في الاستيلاء على ذلك المصر، ليأمن المحذور بسببه، قال ابن خلدون : ولو لم يكن هـناك مصر استحدثوه ضرورة لتكميل عمرانهم أولا، وليكون شجا في حلق من يروم الامتناع فيه من الخروج ثانيا.