الخلاصـة
والخلاصة هـي: أننا ـ بإذن الله ـ واجدون ـ بكل تأكيد الشروط الضرورية، والأصول الأولى الكفيلة بالبعث الحضاري المرتقب، والاستراتيجية الحضارية المناسبة، لتنقذنا مما تعانيه مجتمعاتنا وديارنا، من الحرمان والتخلف، وذلكم من خلال:
1- " فعالياتنا الروحية " ، ومعطياتنا القيمية، وعقيدتنا الموحية، وخطوطنا التربوية المأمولة في البيت، والمدرسة، والمناخ العام، والقدوة الصالحة.
2- " استيعابنا لحضارة العصر " على أسس علمية وتعليمية متطورة، وتزاوج بين العلم والحرفة، يمكننا بها وبالجهد والمجاهدة من " استنبات التقنية " في بلداننا. [ ص: 123 ]
3- " تبني الأساليب الحضارية " الإيجابية، التي تناسبنا في الحضارة المعاصرة، دون أن نصاب بسلبياتها الفكرية والاجتماعية، مع الجد والاجتهاد في " إبداع البدائل " للنظم الحضارية الحاكمة، على أيدي المتخصصين في دراسات النظم، التي تحكم مؤسسات شبيهة بمؤسساتنا المرجوة، سيما وأن ديننا بسعته يشتمل على الأصول العامة، والقواعد الكلية: والثوابت اللازمة كافة لانبثاق أرقى النظم الحضارية.
4- " ضرورة التفاعل المطلوب بين ديناميكية كل من: الأفكار، والنظم، والزمن " من حيث إن النظم والأفكار، قديمها وحديثها، أمرا ينقصه الكمال، وليس فيها جميعا شيء مقدس، ولكأن الزمن نهر جار يخط طريقه في حياة البشر، فتتحرك الأفكار والنظم والزمن، كل خلف الآخر، في دورة ديناميكية، تستهدف دائما ـ في مجال التطور ـ الوصل إلى الكمال.
5- " تصحيح النظرة إلى الحضارة المعاصرة " بعد فحصها وفرزها، من خلال التعامل معها، والبحث في دروبها، والفقه العميق لعملية " توارث " الحضارات " حلولها " ، و " احلالها " ونشأة أطوارها، ودوراتها، كل في ظلال الآخر، وحضانته، ومناخه، وضرورة الإفادة من نقد العلماء، والمصلحين للحضارة الغربية، والتركيز على " الكيف " و " الجوهر " والإيجابيات في عوالم النظم، والفكر، والمنهجية، كل بما يناسب بيئتنا، وبنيتنا، وتركيبنا.
6- " ثم حماية منجزاتها الحضارية المأمولة " بديمومة التطور والتقدم، والحركة، وحماية الأمة من أمراض الحضارة، من خلال العناية بسماتنا الذاتية، والاهتمام بسياجاتنا الواقية لقيمنا ومبادئنا من جراثيم الحضارة، والحرص على بناء أجهزتنا الدفاعية الحامية لثغورنا وأنظمتنا في كل مجال وأفق. [ ص: 124 ]