(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=48وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=49لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ [ ص: 117 ] nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=51وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=52قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=53سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=48وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=49لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=51وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=52قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=53سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط )
واعلم أنه تعالى لما هدد الكفار في هذه الآية المتقدمة بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=46من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ) ومعناه أن
nindex.php?page=treesubj&link=29468_30364جزاء كل أحد يصل إليه في يوم القيامة ، وكأن سائلا قال : ومتى يكون ذلك اليوم ؟ فقال تعالى إنه لا سبيل للخلق إلى معرفة ذلك اليوم ولا يعلمه إلا الله ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47إليه يرد علم الساعة ) وهذه الكلمة تفيد الحصر أي :
nindex.php?page=treesubj&link=30292_30250_29692لا يعلم وقت الساعة بعينه إلا الله ، وكما أن هذا العلم ليس إلا عند الله فكذلك العلم بحدوث الحوادث المستقبلة في أوقاتها المعينة ليس إلا عند الله سبحانه وتعالى ، ثم ذكر من أمثلة هذا الباب مثالين : أحدهما : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47وما تخرج من ثمرات من أكمامها ) والثاني : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ) قال
أبو عبيدة : أكمامه أوعيتها وهي ما كانت فيه الثمرة ، واحدها كم وكمة ، قرأ
نافع ،
وابن عامر وحفص عن
عاصم : من ثمرات بالألف على الجمع والباقون : من ثمرة بغير ألف على الواحد .
واعلم أن نظير هذه الآية قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ) إلى آخر الآية ، فإن قيل : أليس أن المنجمين قد يتعرفون من طالع سنة العالم أحوالا كثيرة من أحوال العالم ، وكذلك قد يتعرفون من طوالع الناس أشياء من أحوالهم ، وههنا شيء آخر يسمى علم الرمل ، وهو كثير الإصابة .
وأيضا علم التعبير بالاتفاق قد يدل على أحوال المغيبات ، فكيف الجمع بين هذه العلوم المشاهدة وبين هذه الآية ؟ قلنا : إن أصحاب هذه العلوم لا يمكنهم القطع والجزم في شيء من المطالب البتة ، وإنما الغاية القصوى ادعاء ظن ضعيف ، والمذكور في هذه الآية أن علمها ليس إلا عند الله والعلم هو الجزم واليقين ، وبهذا الطريق زالت المنافاة ، والله أعلم ، ثم إنه تعالى لما ذكر القيامة أردفه بشيء من أحوال يوم القيامة ، وهذا الذي ذكره ههنا شديد التعلق أيضا
[ ص: 118 ] بما وقع الابتداء به في أول السورة ، وذلك لأن أول السورة يدل على أن شدة
nindex.php?page=treesubj&link=30542نفورهم عن استماع القرآن إنما حصلت من أجل أن
محمدا صلى الله عليه وسلم كان يدعوهم إلى التوحيد وإلى البراءة عن الأصنام والأوثان بدليل أنه قال في أول السورة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ) [ فصلت : 6 ] فذكر في خاتمة السورة وعيد القائلين بالشركاء والأنداد فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47ويوم يناديهم أين شركائي ) أي بحسب زعمكم واعتقادكم قالوا " آذناك " قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أسمعناك كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=2وأذنت لربها وحقت ) [ الانشقاق : 2 ] بمعنى سمعت ، وقال
الكلبي : أعلمناك وهذا بعيد ؛ لأن أهل القيامة يعلمون الله ويعلمون أنه يعلم الأشياء علما واجبا ، فالإعلام في حقه محال .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47ما منا من شهيد ) وفيه وجوه :
الأول : ليس أحد منا يشهد بأن لك شريكا ، فالمقصود أنهم في ذلك اليوم يتبرءون من إثبات الشريك لله تعالى .
الثاني : ما منا من أحد يشاهدهم ؛ لأنهم ضلوا عنهم وضلت عنهم آلهتهم لا يبصرونها في ساعة التوبيخ .
الثالث : أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47ما منا من شهيد ) كلام الأصنام فإن الله يحييها ، ثم إنها تقول ما منا من أحد يشهد بصحة ما أضافوا إلينا من الشركة ، وعلى هذا التقدير فمعنى أنها لا تنفعهم فكأنهم ضلوا عنهم .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=48وظنوا ما لهم من محيص ) وهذا ابتداء كلام من الله تعالى يقول : إن الكفار ظنوا أولا ثم أيقنوا أنه لا محيص لهم عن النار والعذاب ، ومنهم من قال : إنهم ظنوا أولا أنه لا محيص لهم عن النار ، ثم أيقنوا ذلك بعده ، وهذا بعيد ؛ لأن أهل النار يعلمون أن عقابهم دائم ، ولما بين الله تعالى من حال هؤلاء الكفار أنهم بعد أن كانوا مصرين على القول بإثبات الشركاء والأضداد لله في الدنيا تبرءوا عن تلك الشركاء في الآخرة بين أن
nindex.php?page=treesubj&link=31825_32406الإنسان في جميع الأوقات متبدل الأحوال متغير المنهج ، فإن أحس بخير وقدرة انتفخ وتعظم وإن أحس ببلاء ومحنة ذبل .
كما قيل في المثل : إن هذا كالقرلى ، إن رأى خيرا تدلى ، وإن رأى شرا تولى ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=49لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط ) مبالغة من وجهين :
أحدهما : من طريق بناء فعول . والثاني : من طريق التكرير واليأس من صفة القلب ، والقنوط أن يظهر آثار ليأس في الوجه والأحوال الظاهرة .
ثم بين تعالى أن هذا الذي صار آيسا قانطا لو عاودته النعمة والدولة ، وهو المراد من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ) فإن هذا الرجل يأتي بثلاثة أنواع من الأقاويل الفاسدة والمذاهب الباطلة الموجبة للكفر والبعد عن الله تعالى :
فأولها أنه لا بد وأن يقول : هذا لي ، وفيه وجهان : الأول : معناه أن هذا حقي وصل إلي ، لأني استوجبته بما حصل عندي من أنواع الفضائل وأعمال البر والقربة من الله ولا يعلم المسكين أن أحدا لا يستحق على الله شيئا ، وذلك لأنه إن كان ذلك الشخص عاريا عن الفضائل ، فهذا الكلام ظاهر الفساد وإن كان موصوفا بشيء من الفضائل والصفات الحميدة ، فهي بأسرها إنما حصلت له بفضل الله وإحسانه ، وإذ تفضل الله بشيء على بعض عبيده ، امتنع أن يصير تفضله عليه بتلك العطية سببا لأن يستحق على الله شيئا آخر ، فثبت بهذا فساد قوله ، إنما حصلت هذه الخيرات بسبب استحقاقي ، والوجه
[ ص: 119 ] الثاني : أن هذا لي أي لا يزول عني ويبقى علي وعلى أولادي وذريتي .
والنوع الثاني من كلماتهم الفاسدة : أن يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50وما أظن الساعة قائمة ) يعني أنه يكون شديد الرغبة في الدنيا عظيم النفرة عن الآخرة ، فإذا آل الأمر إلى أحوال الدنيا يقول : إنها لي وإذا آل الأمر إلى الآخرة يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50وما أظن الساعة قائمة ) .
والنوع الثالث من كلماتهم الفاسدة : أن يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى ) يعني أن الغالب على الظن أن
nindex.php?page=treesubj&link=30336_30347_30337القول بالبعث والقيامة باطل ، وبتقدير أن يكون حقا ، فإن لي عنده للحسنى ، وهذه الكلمة تدل على جزمهم بوصولهم إلى الثواب من وجوه :
الأول : أن كلمة " إن " تفيد التأكيد .
الثاني : أن تقديم كلمة " لي " تدل على هذا التأكيد .
الثالث : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50عنده ) يدل على أن تلك الخيرات حاضرة مهيئة عنده كما تقول : لي عند فلان كذا من الدنانير ، فإن هذا يفيد كونها حاضرة عنده ، فلو قلت : إن لي عند فلان كذا من الدنانير لا يفيد ذلك .
والرابع : اللام في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50للحسنى ) تفيد التأكيد .
الخامس : " للحسنى " يفيد الكمال في الحسنى .
ولما حكى الله تعالى عنهم هذه الأقوال الثلاثة الفاسدة قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ) أي نظهر لهم أن الأمر على ضد ما اعتقدوه وعلى عكس ما تصوروه كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) [ الفرقان : 23 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50ولنذيقنهم من عذاب غليظ ) في مقابلة قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50إن لي عنده للحسنى ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=48وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=49لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ [ ص: 117 ] nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=51وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=52قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=53سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=48وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=49لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=51وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=52قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=53سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ )
وَاعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا هَدَّدَ الْكُفَّارَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=46مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ) وَمَعْنَاهُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29468_30364جَزَاءَ كُلِّ أَحَدٍ يَصِلُ إِلَيْهِ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَكَأَنَّ سَائِلًا قَالَ : وَمَتَى يَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ ؟ فَقَالَ تَعَالَى إِنَّهُ لَا سَبِيلَ لِلْخَلْقِ إِلَى مَعْرِفَةِ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ ) وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ تُفِيدُ الْحَصْرَ أَيْ :
nindex.php?page=treesubj&link=30292_30250_29692لَا يَعْلَمُ وَقْتَ السَّاعَةِ بِعَيْنِهِ إِلَّا اللَّهُ ، وَكَمَا أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ لَيْسَ إِلَّا عِنْدَ اللَّهِ فَكَذَلِكَ الْعِلْمُ بِحُدُوثِ الْحَوَادِثِ الْمُسْتَقْبَلَةِ فِي أَوْقَاتِهَا الْمُعَيَّنَةِ لَيْسَ إِلَّا عِنْدَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ أَمْثِلَةِ هَذَا الْبَابِ مِثَالَيْنِ : أَحَدُهُمَا : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا ) وَالثَّانِي : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ) قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : أَكْمَامُهُ أَوْعِيَتُهَا وَهِيَ مَا كَانَتْ فِيهِ الثَّمَرَةُ ، وَاحِدُهَا كُمٌّ وَكُمَّةٌ ، قَرَأَ
نَافِعٌ ،
وَابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ عَنْ
عَاصِمٍ : مِنْ ثَمَرَاتٍ بِالْأَلِفِ عَلَى الْجَمْعِ وَالْبَاقُونَ : مِنْ ثَمَرَةٍ بِغَيْرِ أَلِفٍ عَلَى الْوَاحِدِ .
وَاعْلَمْ أَنَّ نَظِيرَ هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، فَإِنْ قِيلَ : أَلَيْسَ أَنَّ الْمُنَجِّمِينَ قَدْ يَتَعَرَّفُونَ مِنْ طَالِعِ سَنَةِ الْعَالَمِ أَحْوَالًا كَثِيرَةً مِنْ أَحْوَالِ الْعَالَمِ ، وَكَذَلِكَ قَدْ يَتَعَرَّفُونَ مِنْ طَوَالِعِ النَّاسِ أَشْيَاءَ مِنْ أَحْوَالِهِمْ ، وَهَهُنَا شَيْءٌ آخَرُ يُسَمَّى عِلْمَ الرَّمْلِ ، وَهُوَ كَثِيرُ الْإِصَابَةِ .
وَأَيْضًا عِلْمُ التَّعْبِيرِ بِالِاتِّفَاقِ قَدْ يَدُلُّ عَلَى أَحْوَالِ الْمُغَيَّبَاتِ ، فَكَيْفَ الْجَمْعُ بَيْنَ هَذِهِ الْعُلُومِ الْمُشَاهَدَةِ وَبَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ ؟ قُلْنَا : إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الْعُلُومِ لَا يُمْكِنُهُمُ الْقَطْعُ وَالْجَزْمُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَطَالِبِ الْبَتَّةَ ، وَإِنَّمَا الْغَايَةُ الْقُصْوَى ادِّعَاءُ ظَنٍّ ضَعِيفٍ ، وَالْمَذْكُورُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ عِلْمَهَا لَيْسَ إِلَّا عِنْدَ اللَّهِ وَالْعِلْمُ هُوَ الْجَزْمُ وَالْيَقِينُ ، وَبِهَذَا الطَّرِيقِ زَالَتِ الْمُنَافَاةُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ الْقِيَامَةَ أَرْدَفَهُ بِشَيْءٍ مِنْ أَحْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ هَهُنَا شَدِيدُ التَّعَلُّقِ أَيْضًا
[ ص: 118 ] بِمَا وَقَعَ الِابْتِدَاءُ بِهِ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ أَوَّلَ السُّورَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ شِدَّةَ
nindex.php?page=treesubj&link=30542نُفُورِهِمْ عَنِ اسْتِمَاعِ الْقُرْآنِ إِنَّمَا حَصَلَتْ مِنْ أَجْلِ أَنَّ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُوهُمْ إِلَى التَّوْحِيدِ وَإِلَى الْبَرَاءَةِ عَنِ الْأَصْنَامِ وَالْأَوْثَانِ بِدَلِيلِ أَنَّهُ قَالَ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) [ فُصِّلَتْ : 6 ] فَذَكَرَ فِي خَاتِمَةِ السُّورَةِ وَعِيدَ الْقَائِلِينَ بِالشُّرَكَاءِ وَالْأَنْدَادِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي ) أَيْ بِحَسَبِ زَعْمِكُمْ وَاعْتِقَادِكُمْ قَالُوا " آذَنَّاكَ " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : أَسْمَعْنَاكَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=2وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ) [ الِانْشِقَاقِ : 2 ] بِمَعْنَى سَمِعَتْ ، وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : أَعْلَمْنَاكَ وَهَذَا بِعِيدٌ ؛ لِأَنَّ أَهْلَ الْقِيَامَةِ يَعْلَمُونَ اللَّهَ وَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَعْلَمُ الْأَشْيَاءَ عِلْمًا وَاجِبًا ، فَالْإِعْلَامُ فِي حَقِّهِ مُحَالٌ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ ) وَفِيهِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يَشْهَدُ بِأَنَّ لَكَ شَرِيكًا ، فَالْمَقْصُودُ أَنَّهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَتَبَرَّءُونَ مِنْ إِثْبَاتِ الشَّرِيكِ لِلَّهِ تَعَالَى .
الثَّانِي : مَا مَنَّا مِنْ أَحَدٍ يُشَاهِدُهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَضَلَّتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ لَا يُبْصِرُونَهَا فِي سَاعَةِ التَّوْبِيخِ .
الثَّالِثُ : أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=47مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ ) كَلَامُ الْأَصْنَامِ فَإِنَّ اللَّهَ يُحْيِيهَا ، ثُمَّ إِنَّهَا تَقُولُ مَا مَنَّا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ بِصِحَّةِ مَا أَضَافُوا إِلَيْنَا مِنَ الشَّرِكَةِ ، وَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ فَمَعْنَى أَنَّهَا لَا تَنْفَعُهُمْ فَكَأَنَّهُمْ ضَلُّوا عَنْهُمْ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=48وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ) وَهَذَا ابْتِدَاءُ كَلَامٍ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى يَقُولُ : إِنَّ الْكُفَّارَ ظَنُّوا أَوَّلًا ثُمَّ أَيْقَنُوا أَنَّهُ لَا مَحِيصَ لَهُمْ عَنِ النَّارِ وَالْعَذَابِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : إِنَّهُمْ ظَنُّوا أَوَّلًا أَنَّهُ لَا مَحِيصَ لَهُمْ عَنِ النَّارِ ، ثُمَّ أَيْقَنُوا ذَلِكَ بَعْدَهُ ، وَهَذَا بَعِيدٌ ؛ لِأَنَّ أَهْلَ النَّارِ يَعْلَمُونَ أَنَّ عِقَابَهُمْ دَائِمٌ ، وَلَمَّا بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ حَالِ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ أَنَّهُمْ بَعْدَ أَنْ كَانُوا مُصِرِّينَ عَلَى الْقَوْلِ بِإِثْبَاتِ الشُّرَكَاءِ وَالْأَضْدَادِ لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا تَبَرَّءُوا عَنْ تِلْكَ الشُّرَكَاءِ فِي الْآخِرَةِ بَيَّنَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31825_32406الْإِنْسَانَ فِي جَمِيعِ الْأَوْقَاتِ مُتَبَدِّلُ الْأَحْوَالِ مُتَغَيِّرُ الْمَنْهَجِ ، فَإِنْ أَحَسَّ بِخَيْرٍ وَقُدْرَةٍ انْتَفَخَ وَتَعَظَّمَ وَإِنْ أَحَسَّ بِبَلَاءٍ وَمِحْنَةٍ ذَبُلَ .
كَمَا قِيلَ فِي الْمَثَلِ : إِنَّ هَذَا كَالْقِرِلَّى ، إِنْ رَأَى خَيْرًا تَدَلَّى ، وَإِنْ رَأَى شَرًّا تَوَلَّى ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=49لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ) مُبَالَغَةٌ مِنْ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : مِنْ طَرِيقِ بِنَاءِ فَعُولٍ . وَالثَّانِي : مِنْ طَرِيقِ التَّكْرِيرِ وَالْيَأْسِ مِنْ صِفَةِ الْقَلْبِ ، وَالْقُنُوطُ أَنْ يَظْهَرَ آثَارٌ لِيَأْسٍ فِي الْوَجْهِ وَالْأَحْوَالِ الظَّاهِرَةِ .
ثُمَّ بَيَّنَ تَعَالَى أَنَّ هَذَا الَّذِي صَارَ آيِسًا قَانِطًا لَوْ عَاوَدَتْهُ النِّعْمَةُ وَالدَّوْلَةُ ، وَهُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ ) فَإِنَّ هَذَا الرَّجُلَ يَأْتِي بِثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ مِنَ الْأَقَاوِيلِ الْفَاسِدَةِ وَالْمَذَاهِبِ الْبَاطِلَةِ الْمُوجِبَةِ لِلْكُفْرِ وَالْبُعْدِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى :
فَأَوَّلَهَا أَنَّهُ لَا بُدَّ وَأَنْ يَقُولَ : هَذَا لِي ، وَفِيهِ وَجْهَانِ : الْأَوَّلُ : مَعْنَاهُ أَنَّ هَذَا حَقِّي وَصَلَ إِلَيَّ ، لِأَنِّي اسْتَوْجَبْتُهُ بِمَا حَصَلَ عِنْدِي مِنْ أَنْوَاعِ الْفَضَائِلِ وَأَعْمَالِ الْبِرِّ وَالْقُرْبَةِ مِنَ اللَّهِ وَلَا يَعْلَمُ الْمِسْكِينُ أَنَّ أَحَدًا لَا يَسْتَحِقُّ عَلَى اللَّهِ شَيْئًا ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ ذَلِكَ الشَّخْصُ عَارِيًا عَنِ الْفَضَائِلِ ، فَهَذَا الْكَلَامُ ظَاهِرُ الْفَسَادِ وَإِنْ كَانَ مَوْصُوفًا بِشَيْءٍ مِنَ الْفَضَائِلِ وَالصِّفَاتِ الْحَمِيدَةِ ، فَهِيَ بِأَسْرِهَا إِنَّمَا حَصَلَتْ لَهُ بِفَضْلِ اللَّهِ وَإِحْسَانِهِ ، وَإِذْ تَفَضَّلَ اللَّهُ بِشَيْءٍ عَلَى بَعْضِ عَبِيدِهِ ، امْتَنَعَ أَنْ يَصِيرَ تَفَضُّلُهُ عَلَيْهِ بِتِلْكَ الْعَطِيَّةِ سَبَبًا لِأَنْ يَسْتَحِقَّ عَلَى اللَّهِ شَيْئًا آخَرَ ، فَثَبَتَ بِهَذَا فَسَادُ قَوْلِهِ ، إِنَّمَا حَصَلَتْ هَذِهِ الْخَيْرَاتُ بِسَبَبِ اسْتِحْقَاقِي ، وَالْوَجْهُ
[ ص: 119 ] الثَّانِي : أَنَّ هَذَا لِي أَيْ لَا يَزُولُ عَنِّي وَيَبْقَى عَلَيَّ وَعَلَى أَوْلَادِي وَذُرِّيَّتِي .
وَالنَّوْعُ الثَّانِي مِنْ كَلِمَاتِهِمُ الْفَاسِدَةِ : أَنْ يَقُولَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً ) يَعْنِي أَنَّهُ يَكُونُ شَدِيدَ الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا عَظِيمَ النُّفْرَةِ عَنِ الْآخِرَةِ ، فَإِذَا آلَ الْأَمْرُ إِلَى أَحْوَالِ الدُّنْيَا يَقُولُ : إِنَّهَا لِي وَإِذَا آلَ الْأَمْرُ إِلَى الْآخِرَةِ يَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً ) .
وَالنَّوْعُ الثَّالِثُ مِنْ كَلِمَاتِهِمُ الْفَاسِدَةِ : أَنْ يَقُولَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى ) يَعْنِي أَنَّ الْغَالِبَ عَلَى الظَّنِّ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30336_30347_30337الْقَوْلَ بِالْبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ بَاطِلٌ ، وَبِتَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ حَقًّا ، فَإِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى ، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ تَدُلُّ عَلَى جَزْمِهِمْ بِوُصُولِهِمْ إِلَى الثَّوَابِ مِنْ وُجُوهٍ :
الْأَوَّلُ : أَنَّ كَلِمَةَ " إِنَّ " تُفِيدُ التَّأْكِيدَ .
الثَّانِي : أَنَّ تَقْدِيمَ كَلِمَةِ " لِي " تَدُلُّ عَلَى هَذَا التَّأْكِيدِ .
الثَّالِثُ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50عِنْدَهُ ) يَدُلُّ عَلَى أَنَّ تِلْكَ الْخَيْرَاتِ حَاضِرَةٌ مُهَيَّئَةٌ عِنْدَهُ كَمَا تَقُولُ : لِي عِنْدَ فُلَانٍ كَذَا مِنَ الدَّنَانِيرِ ، فَإِنَّ هَذَا يُفِيدُ كَوْنَهَا حَاضِرَةً عِنْدَهُ ، فَلَوْ قُلْتَ : إِنَّ لِي عِنْدَ فُلَانٍ كَذَا مِنَ الدَّنَانِيرِ لَا يُفِيدُ ذَلِكَ .
وَالرَّابِعُ : اللَّامُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50لَلْحُسْنَى ) تُفِيدُ التَّأْكِيدَ .
الْخَامِسُ : " لَلْحُسْنَى " يُفِيدُ الْكَمَالَ فِي الْحُسْنَى .
وَلَمَّا حَكَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ هَذِهِ الْأَقْوَالَ الثَّلَاثَةَ الْفَاسِدَةَ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا ) أَيْ نُظْهِرُ لَهُمْ أَنَّ الْأَمْرَ عَلَى ضِدِّ مَا اعْتَقَدُوهُ وَعَلَى عَكْسِ مَا تَصَوَّرُوهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=23وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ) [ الْفُرْقَانِ : 23 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ) فِي مُقَابَلَةِ قَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=50إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى ) .