(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=45ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=46من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=45ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=46من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد )
واعلم أنه تعالى لما هدد الملحدين في آيات الله ، ثم بين شرف آيات الله ، وعلو درجة كتاب الله رجع إلى
nindex.php?page=treesubj&link=32024_31780أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بأن يصبر على أذى قومه وأن لا يضيق قلبه بسبب ما حكاه عنهم في أول السورة من
[ ص: 115 ] أنهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه ) إلى قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5فاعمل إننا عاملون ) [ فصلت : 5 ] فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ) وفيه وجهان :
الأول : وهو الأقرب أن المراد ما تقول لك كفار قومك إلا مثل ما قد قال للرسل كفار قومهم من الكلمات المؤذية والمطاعن في الكتب المنزلة (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=6وإن ربك لذو مغفرة ) للمحقين (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43وذو عقاب أليم ) للمبطلين ففوض هذا الأمر إلى الله واشتغل بما أمرت به ، وهو التبليغ والدعوة إلى الله تعالى .
الثاني : أن يكون المراد ما قال الله لك إلا مثل ما قال لسائر الرسل وهو أنه تعالى أمرك وأمر كل الأنبياء بالصبر على سفاهة الأقوام ، فمن حقه أن يرجوه أهل طاعته ويخافه أهل معصيته .
وقد ظهر من كلامنا في تفسير هذه السورة أن المقصود من هذه السورة ، هو ذكر الأجوبة عن قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون ) فتارة ينبه على فساد هذه الطريقة ، وتارة يذكر الوعد والوعيد لمن لم يؤمن بهذا القرآن ولمن يعرض عنه ، وامتد الكلام إلى هذا الموضع من أول السورة على الترتيب الحسن والنظم الكامل ، ثم إنه تعالى ذكر جوابا آخر عن قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ) فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي ) وفيه مسائل :
المسألة الأولى : قرأ
حمزة والكسائي وأبو بكر عن
عاصم : أأعجمي بهمزتين على الاستفهام ، والباقون بهمزة واحدة ومدة على أصلهم في أمثاله ، كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6أأنذرتهم ) [ البقرة : 6 ] ونحوها على الاستفهام ، وروي عن ابن عباس بهمزة واحدة ، وأما القراءة بهمزتين : فالهمزة الأولى همزة إنكار ، والمراد أنكروا وقالوا قرآن أعجمي ورسول عربي ، أو مرسل إليه عربي ، وأما القراءة بغير همزة الاستفهام ، فالمراد الإخبار بأن القرآن أعجمي والمرسل إليه عربي .
المسألة الثانية : نقلوا في سبب نزول هذه الآية أن
nindex.php?page=treesubj&link=30542_30549_32264_20758الكفار لأجل التعنت ، قالوا لو نزل القرآن بلغة العجم فنزلت هذه الآية ، وعندي أن أمثال هذه الكلمات فيها حيف عظيم على القرآن ؛ لأنه يقتضي ورود آيات لا تعلق للبعض فيها بالبعض ، وأنه يوجب أعظم أنواع الطعن فكيف يتم مع التزام مثل هذا الطعن ادعاء كونه كتابا منتظما ، فضلا عن ادعاء كونه معجزا ؟ بل الحق عندي أن هذه السورة من أولها إلى آخرها كلام واحد ، على ما حكى الله تعالى عنهم من قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ) .
وهذا الكلام أيضا متعلق به ، وجواب له ، والتقدير : أنا لو أنزلنا هذا القرآن بلغة العجم لكان لهم أن يقولوا : كيف أرسلت الكلام العجمي إلى القوم العرب ، ويصح لهم أن يقولوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه ) أي من هذا الكلام (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وفي آذاننا وقر ) منه لأنا لا نفهمه ولا نحيط بمعناه ، أما لما أنزلنا هذا الكتاب بلغة العرب ، وبألفاظهم وأنتم من أهل هذه اللغة ، فكيف يمكنكم ادعاء أن قلوبكم في أكنة منها ، وفي آذانكم وقر منها ، فظهر أنا إذا جعلنا هذا الكلام جوابا عن ذلك الكلام ، بقيت السورة من أولها إلى آخرها على أحسن وجوه النظم ، وأما على الوجه الذي يذكره الناس فهو عجيب جدا .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ) .
واعلم أن هذا متعلق بقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه ) إلى آخر الآية ، كأنه تعالى يقول :
[ ص: 116 ] إن هذا الكلام أرسلته إليكم بلغتكم لا بلغة أجنبية عنكم ، فلا يمكنكم أن تقولوا إن قلوبنا في أكنة منه بسبب جهلنا بهذه اللغة ، فبقي أن يقال إن كل من آتاه الله طبعا مائلا إلى الحق ، وقلبا مائلا إلى الصدق ، وهمة تدعوه إلى بذل الجهد في طلب الدين ، فإن هذا
nindex.php?page=treesubj&link=29568_28890_20753القرآن يكون في حقه هدى وشفاء .
أما كونه هدى فلأنه دليل على الخيرات ويرشد إلى كل السعادات ، وأما كونه " شفاء " فإنه إذا أمكنه الاهتداء فقد حصل الهدى ، فذلك الهدى شفاء له من مرض الكفر والجهل ، وأما من كان غارقا في بحر الخذلان ، وتائها في مفاوز الحرمان ، ومشغوفا بمتابعة الشيطان ، كان هذا القرآن في آذانه وقرا ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وفي آذاننا وقر ) [ فصلت : 5 ] وكان
nindex.php?page=treesubj&link=30542_30525القرآن عليهم عمى كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5ومن بيننا وبينك حجاب ) [ فصلت : 5 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44أولئك ينادون من مكان بعيد ) بسبب ذلك الحجاب الذي حال بين الانتفاع ببيان القرآن ، وكل من أنصف ولم يتعسف علم أنا إذا فسرنا هذه الآية على الوجه الذي ذكرناه صارت هذه السورة من أولها إلى آخرها كلاما واحدا منتظما مسوقا نحو غرض واحد .
فيكون هذا التفسير أولى مما ذكروه ، وقرأ الجمهور (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وهو عليهم عمى ) على المصدر ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عم على النعت ، قال
أبو عبيد : والأول هو الوجه ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44هدى وشفاء ) وكذلك (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44عمى ) وهو مصدر مثلها ، ولو كان المذكور أنه هاد وشاف لكان الكسر في (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44عمى ) أجود فيكون نعتا مثلهما ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44أولئك ينادون من مكان بعيد ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يريد مثل البهيمة التي لا تفهم إلا دعاء ونداء ، وقيل : من دعي من مكان بعيد لم يسمع ، وإن سمع لم يفهم ، فكذا حال هؤلاء .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=45ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ) وأقول أيضا إن هذا متعلق بما قبله ، كأنه قيل : إنا لما آتينا
موسى الكتاب اختلفوا فيه ، فقبله بعضهم ورده الآخرون ، فكذلك آتيناك هذا الكتاب فقبله بعضهم وهم أصحابك ، ورده الآخرون ، وهم الذين يقولون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه ) .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=45ولولا كلمة سبقت من ربك ) يعني في تأخير العذاب عنهم إلى أجل مسمى وهو يوم القيامة ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بل الساعة موعدهم ) [ القمر : 46 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=45لقضي بينهم ) يعني المصدق والمكذب بالعذاب الواقع بمن كذب وإنهم لفي شك من صدقك وكتابك مريب ، فلا ينبغي أن تستعظم استيحاشك من قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه ) .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=46من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ) يعني خفف على نفسك إعراضهم ، فإنهم إن آمنوا فنفع إيمانهم يعود عليهم ، وإن كفروا فضرر كفرهم يعود إليهم ،
nindex.php?page=treesubj&link=30531_29468والله سبحانه يوصل إلى كل أحد ما يليق بعمله من الجزاء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=46وما ربك بظلام للعبيد ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=45وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=46مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=45وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=46مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ )
وَاعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا هَدَّدَ الْمُلْحِدِينَ فِي آيَاتِ اللَّهِ ، ثُمَّ بَيَّنَ شَرَفَ آيَاتِ اللَّهِ ، وَعُلُوَّ دَرَجَةِ كِتَابِ اللَّهِ رَجَعَ إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=32024_31780أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِأَنْ يَصْبِرَ عَلَى أَذَى قَوْمِهِ وَأَنْ لَا يَضِيقَ قَلْبُهُ بِسَبَبِ مَا حَكَاهُ عَنْهُمْ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ مِنْ
[ ص: 115 ] أَنَّهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ) إِلَى قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ) [ فُصِّلَتْ : 5 ] فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ ) وَفِيهِ وَجْهَانِ :
الْأَوَّلُ : وَهُوَ الْأَقْرَبُ أَنَّ الْمُرَادَ مَا تَقُولُ لَكَ كُفَّارُ قَوْمِكَ إِلَّا مِثْلَ مَا قَدْ قَالَ لِلرُّسُلِ كُفَّارُ قَوْمِهِمْ مِنَ الْكَلِمَاتِ الْمُؤْذِيَةِ وَالْمَطَاعِنِ فِي الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=6وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ ) لِلْمُحِقِّينَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ) لِلْمُبْطِلِينَ فَفَوِّضْ هَذَا الْأَمْرَ إِلَى اللَّهِ وَاشْتَغِلْ بِمَا أُمِرْتَ بِهِ ، وَهُوَ التَّبْلِيغُ وَالدَّعْوَةُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى .
الثَّانِي : أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مَا قَالَ اللَّهُ لَكَ إِلَّا مِثْلَ مَا قَالَ لِسَائِرِ الرُّسُلِ وَهُوَ أَنَّهُ تَعَالَى أَمَرَكَ وَأَمَرَ كُلَّ الْأَنْبِيَاءِ بِالصَّبْرِ عَلَى سَفَاهَةِ الْأَقْوَامِ ، فَمِنْ حَقِّهِ أَنْ يَرْجُوَهُ أَهْلُ طَاعَتِهِ وَيَخَافَهُ أَهْلُ مَعْصِيَتِهِ .
وَقَدْ ظَهَرَ مِنْ كَلَامِنَا فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ السُّورَةِ أَنَّ الْمَقْصُودَ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ ، هُوَ ذِكْرُ الْأَجْوِبَةِ عَنْ قَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ) فَتَارَةً يُنَبِّهُ عَلَى فَسَادِ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ ، وَتَارَةً يَذْكُرُ الْوَعْدَ وَالْوَعِيدَ لِمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلِمَنْ يُعْرِضُ عَنْهُ ، وَامْتَدَّ الْكَلَامُ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ أَوَّلِ السُّورَةِ عَلَى التَّرْتِيبِ الْحَسَنِ وَالنَّظْمِ الْكَامِلِ ، ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ جَوَابًا آخَرَ عَنْ قَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ ) فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ) وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَرَأَ
حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ : أَأَعْجَمِيٌّ بِهَمْزَتَيْنِ عَلَى الِاسْتِفْهَامِ ، وَالْبَاقُونَ بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ وَمَدَّةٍ عَلَى أَصْلِهِمْ فِي أَمْثَالِهِ ، كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6أَأَنْذَرْتَهُمْ ) [ الْبَقَرَةِ : 6 ] وَنَحْوِهَا عَلَى الِاسْتِفْهَامِ ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ بِهَمْزَتَيْنِ : فَالْهَمْزَةُ الْأُولَى هَمْزَةُ إِنْكَارٍ ، وَالْمُرَادُ أَنْكَرُوا وَقَالُوا قُرْآنٌ أَعْجَمِيٌّ وَرَسُولٌ عَرَبِيٌّ ، أَوْ مُرْسَلٌ إِلَيْهِ عَرَبِيٌّ ، وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ بِغَيْرِ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ ، فَالْمُرَادُ الْإِخْبَارُ بِأَنَّ الْقُرْآنَ أَعْجَمِيٌّ وَالْمُرْسَلَ إِلَيْهِ عَرَبِيٌّ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : نَقَلُوا فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30542_30549_32264_20758الْكُفَّارَ لِأَجْلِ التَّعَنُّتِ ، قَالُوا لَوْ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلُغَةِ الْعَجَمِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ، وَعِنْدِي أَنَّ أَمْثَالَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فِيهَا حَيْفٌ عَظِيمٌ عَلَى الْقُرْآنِ ؛ لِأَنَّهُ يَقْتَضِي وُرُودَ آيَاتٍ لَا تَعَلُّقَ لِلْبَعْضِ فِيهَا بِالْبَعْضِ ، وَأَنَّهُ يُوجِبُ أَعْظَمَ أَنْوَاعِ الطَّعْنِ فَكَيْفَ يَتِمُّ مَعَ الْتِزَامِ مِثْلِ هَذَا الطَّعْنِ ادِّعَاءُ كَوْنِهِ كِتَابًا مُنْتَظِمًا ، فَضْلًا عَنِ ادِّعَاءِ كَوْنِهِ مُعْجِزًا ؟ بَلِ الْحَقُّ عِنْدِي أَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا كَلَامٌ وَاحِدٌ ، عَلَى مَا حَكَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ مِنْ قَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ ) .
وَهَذَا الْكَلَامُ أَيْضًا مُتَعَلِّقٌ بِهِ ، وَجَوَابٌ لَهُ ، وَالتَّقْدِيرُ : أَنَّا لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ بِلُغَةِ الْعَجَمِ لَكَانَ لَهُمْ أَنْ يَقُولُوا : كَيْفَ أَرْسَلْتَ الْكَلَامَ الْعَجَمِيَّ إِلَى الْقَوْمِ الْعَرَبِ ، وَيَصِحُّ لَهُمْ أَنْ يَقُولُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ) أَيْ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ ) مِنْهُ لِأَنَّا لَا نَفْهَمُهُ وَلَا نُحِيطُ بِمَعْنَاهُ ، أَمَّا لَمَّا أَنْزَلْنَا هَذَا الْكِتَابَ بِلُغَةِ الْعَرَبِ ، وَبِأَلْفَاظِهِمْ وَأَنْتُمْ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ اللُّغَةِ ، فَكَيْفَ يُمْكِنُكُمُ ادِّعَاءُ أَنَّ قُلُوبَكُمْ فِي أَكِنَّةٍ مِنْهَا ، وَفِي آذَانِكُمْ وَقْرٌ مِنْهَا ، فَظَهَرَ أَنَّا إِذَا جَعَلْنَا هَذَا الْكَلَامَ جَوَابًا عَنْ ذَلِكَ الْكَلَامِ ، بَقِيَتِ السُّورَةُ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا عَلَى أَحْسَنِ وُجُوهِ النَّظْمِ ، وَأَمَّا عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَذْكُرُهُ النَّاسُ فَهُوَ عَجِيبٌ جِدًّا .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ) .
وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، كَأَنَّهُ تَعَالَى يَقُولُ :
[ ص: 116 ] إِنَّ هَذَا الْكَلَامَ أَرْسَلْتُهُ إِلَيْكُمْ بِلُغَتِكُمْ لَا بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ عَنْكُمْ ، فَلَا يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَقُولُوا إِنَّ قُلُوبَنَا فِي أَكِنَّةٍ مِنْهُ بِسَبَبِ جَهْلِنَا بِهَذِهِ اللُّغَةِ ، فَبَقِيَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ كُلَّ مَنْ آتَاهُ اللَّهُ طَبْعًا مَائِلًا إِلَى الْحَقِّ ، وَقَلْبًا مَائِلًا إِلَى الصِّدْقِ ، وَهِمَّةً تَدْعُوهُ إِلَى بَذْلِ الْجُهْدِ فِي طَلَبِ الدِّينِ ، فَإِنَّ هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=29568_28890_20753الْقُرْآنَ يَكُونُ فِي حَقِّهِ هُدًى وَشِفَاءً .
أَمَّا كَوْنُهُ هُدًى فَلِأَنَّهُ دَلِيلٌ عَلَى الْخَيْرَاتِ وَيُرْشِدُ إِلَى كُلِّ السَّعَادَاتِ ، وَأَمَّا كَوْنُهُ " شِفَاءً " فَإِنَّهُ إِذَا أَمْكَنَهُ الِاهْتِدَاءُ فَقَدْ حَصَلَ الْهُدَى ، فَذَلِكَ الْهُدَى شِفَاءٌ لَهُ مِنْ مَرَضِ الْكُفْرِ وَالْجَهْلِ ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ غَارِقًا فِي بَحْرِ الْخِذْلَانِ ، وَتَائِهًا فِي مَفَاوِزِ الْحِرْمَانِ ، وَمَشْغُوفًا بِمُتَابَعَةِ الشَّيْطَانِ ، كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ فِي آذَانِهِ وَقْرًا ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ ) [ فُصِّلَتْ : 5 ] وَكَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=30542_30525الْقُرْآنُ عَلَيْهِمْ عَمًى كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ ) [ فُصِّلَتْ : 5 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ) بِسَبَبِ ذَلِكَ الْحِجَابِ الَّذِي حَالَ بَيْنَ الِانْتِفَاعِ بِبَيَانِ الْقُرْآنِ ، وَكُلُّ مَنْ أَنْصَفَ وَلَمْ يَتَعَسَّفْ عَلِمَ أَنَّا إِذَا فَسَّرْنَا هَذِهِ الْآيَةَ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ صَارَتْ هَذِهِ السُّورَةُ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا كَلَامًا وَاحِدًا مُنْتَظِمًا مَسُوقًا نَحْوَ غَرَضٍ وَاحِدٍ .
فَيَكُونُ هَذَا التَّفْسِيرُ أَوْلَى مِمَّا ذَكَرُوهُ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ) عَلَى الْمَصْدَرِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ عَمٍ عَلَى النَّعْتِ ، قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : وَالْأَوَّلُ هُوَ الْوَجْهُ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44هُدًى وَشِفَاءٌ ) وَكَذَلِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44عَمًى ) وَهُوَ مَصْدَرٌ مِثْلُهَا ، وَلَوْ كَانَ الْمَذْكُورُ أَنَّهُ هَادٍ وَشَافٍ لَكَانَ الْكَسْرُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44عَمًى ) أَجْوَدَ فَيَكُونُ نَعْتًا مِثْلَهُمَا ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : يُرِيدُ مِثْلَ الْبَهِيمَةِ الَّتِي لَا تَفْهَمُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ، وَقِيلَ : مَنْ دُعِيَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ لَمْ يَسْمَعْ ، وَإِنْ سَمِعَ لَمْ يَفْهَمْ ، فَكَذَا حَالُ هَؤُلَاءِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=45وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ) وَأَقُولُ أَيْضًا إِنَّ هَذَا مُتَعَلِّقٌ بِمَا قَبْلَهُ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : إِنَّا لَمَّا آتَيْنَا
مُوسَى الْكِتَابَ اخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَقَبِلَهُ بَعْضُهُمْ وَرَدَّهُ الْآخَرُونَ ، فَكَذَلِكَ آتَيْنَاكَ هَذَا الْكِتَابَ فَقَبِلَهُ بَعْضُهُمْ وَهُمْ أَصْحَابُكَ ، وَرَدَّهُ الْآخَرُونَ ، وَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ) .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=45وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ ) يَعْنِي فِي تَأْخِيرِ الْعَذَابِ عَنْهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ ) [ الْقَمَرِ : 46 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=45لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) يَعْنِي الْمُصَدِّقَ وَالْمُكَذِّبَ بِالْعَذَابِ الْوَاقِعِ بِمَنْ كَذَّبَ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْ صِدْقِكَ وَكِتَابِكَ مُرِيبٍ ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ تَسْتَعْظِمَ اسْتِيحَاشَكَ مِنْ قَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ) .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=46مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ) يَعْنِي خَفِّفْ عَلَى نَفْسِكَ إِعْرَاضَهُمْ ، فَإِنَّهُمْ إِنْ آمَنُوا فَنَفْعُ إِيمَانِهِمْ يَعُودُ عَلَيْهِمْ ، وَإِنْ كَفَرُوا فَضَرَرُ كُفْرِهِمْ يَعُودُ إِلَيْهِمْ ،
nindex.php?page=treesubj&link=30531_29468وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ يُوصِلُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ مَا يَلِيقُ بِعَمَلِهِ مِنَ الْجَزَاءِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=46وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) .