(
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99nindex.php?page=treesubj&link=28983_31896_31895فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال ياأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم )
اعلم أنه روي أن
يوسف عليه السلام وجه إلى أبيه جهازا ومائتي راحلة ليتجهز إليه بمن معه ، وخرج
يوسف عليه السلام والملك في أربعة آلاف من الجند والعظماء وأهل
مصر بأجمعهم تلقوا
يعقوب عليه
[ ص: 168 ] السلام وهو يمشي يتوكأ على
يهودا ، فنظر إلى الخيل والناس فقال : يا
يهودا هذا فرعون
مصر ، قال : لا ، هذا ولدك
يوسف ، فذهب
يوسف يبدأ بالسلام ، فمنع من ذلك ، فقال
يعقوب - عليه السلام - : السلام عليك ، وقيل : إن يعقوب وولده دخلوا
مصر وهم اثنان وسبعون ، ما بين رجل وامرأة وخرجوا منها مع
موسى ، والمقاتلون منهم ستمائة ألف وخمسمائة وبضع وسبعون رجلا سوى الصبيان والشيوخ .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99آوى إليه أبويه ) ففيه بحثان :
البحث الأول : في المراد بقوله ( أبويه ) قولان :
الأول : المراد أبوه وأمه ، وعلى هذا القول فقيل : إن أمه كانت باقية حية إلى ذلك الوقت ، وقيل : إنها كانت قد ماتت ، إلا أن الله تعالى أحياها وأنشرها من قبرها حتى سجدت له تحقيقا لرؤية
يوسف عليه السلام .
والقول الثاني : أن المراد أبوه وخالته ، لأن أمه ماتت في النفاس بأخيه
بنيامين ، وقيل :
بنيامين بالعبرانية : ابن الوجع ، ولما ماتت أمه تزوج أبوه بخالته ، فسماها الله تعالى بأحد الأبوين ؛ لأن الرابة تدعى أما لقيامها مقام الأم ، أو لأن الخالة أم كما أن العم أب ، ومنه قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=133وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ) ( البقرة : 133 ) .
البحث الثاني : آوى إليه أبويه ضمهما إليه واعتنقهما .
فإن قيل : ما معنى دخولهم عليه قبل دخولهم
مصر ؟
قلنا : كأنه حين استقبلهم نزل بهم في بيت هناك أو خيمة فدخلوا عليه ، وضم إليه أبويه وقال لهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99ادخلوا مصر ) .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99nindex.php?page=treesubj&link=31895_31896_28983ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) ففيه أبحاث :
البحث الأول : قال
السدي إنه قال هذا القول قبل دخولهم
مصر ؛ لأنه كان قد استقبلهم ، وهذا هو الذي قررناه ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : المراد بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99ادخلوا مصر ) أي أقيموا بها آمنين ، سمى الإقامة دخولا لاقتران أحدهما بالآخر .
البحث الثاني : الاستثناء وهو قول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99إن شاء الله ) فيه قولان :
الأول : أنه عائد إلى الأمن لا إلى الدخول ، والمعنى : ادخلوا
مصر آمنين إن شاء الله ، ونظيره قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ) ( الفتح : 27 ) وقيل : إنه عائد إلى الدخول على القول الذي ذكرناه إنه قال لهم هذا الكلام قبل أن دخلوا
مصر .
البحث الثالث : معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99آمنين ) يعني على أنفسكم وأموالكم وأهليكم لا تخافون أحدا ، وكانوا فيما سلف يخافون ملوك
مصر ، وقيل : آمنين من القحط والشدة والفاقة ، وقيل : آمنين من أن يضرهم
يوسف بالجرم السالف .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99nindex.php?page=treesubj&link=28983_31896_31895فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
اعْلَمْ أَنَّهُ رُوِيَ أَنَّ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَجَّهَ إِلَى أَبِيهِ جَهَازًا وَمِائَتَيْ رَاحِلَةٍ لِيَتَجَهَّزَ إِلَيْهِ بِمَنْ مَعَهُ ، وَخَرَجَ
يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالْمَلِكُ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ مِنَ الْجُنْدِ وَالْعُظَمَاءِ وَأَهْلِ
مِصْرَ بِأَجْمَعِهِمْ تَلَقَّوْا
يَعْقُوبَ عَلَيْهِ
[ ص: 168 ] السَّلَامُ وَهُوَ يَمْشِي يَتَوَكَّأُ عَلَى
يَهُودَا ، فَنَظَرَ إِلَى الْخَيْلِ وَالنَّاسِ فَقَالَ : يَا
يَهُودَا هَذَا فِرْعَوْنُ
مِصْرَ ، قَالَ : لَا ، هَذَا وَلَدُكَ
يُوسُفُ ، فَذَهَبَ
يُوسُفُ يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ ، فَمُنِعَ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ
يَعْقُوبُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - : السَّلَامُ عَلَيْكَ ، وَقِيلَ : إِنَّ يَعْقُوبَ وَوَلَدَهُ دَخَلُوا
مِصْرَ وَهُمُ اثْنَانِ وَسَبْعُونَ ، مَا بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ وَخَرَجُوا مِنْهَا مَعَ
مُوسَى ، وَالْمُقَاتِلُونَ مِنْهُمْ سِتُّمِائَةِ أَلْفٍ وَخَمْسُمِائَةٍ وَبِضْعٌ وَسَبْعُونَ رَجُلًا سِوَى الصِّبْيَانِ وَالشُّيُوخِ .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ ) فَفِيهِ بَحْثَانِ :
الْبَحْثُ الْأَوَّلُ : فِي الْمُرَادِ بِقَوْلِهِ ( أَبَوَيْهِ ) قَوْلَانِ :
الْأَوَّلُ : الْمُرَادُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ ، وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ فَقِيلَ : إِنَّ أُمَّهُ كَانَتْ بَاقِيَةً حَيَّةً إِلَى ذَلِكَ الْوَقْتِ ، وَقِيلَ : إِنَّهَا كَانَتْ قَدْ مَاتَتْ ، إِلَّا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَحْيَاهَا وَأَنْشَرَهَا مِنْ قَبْرِهَا حَتَّى سَجَدَتْ لَهُ تَحْقِيقًا لِرُؤْيَةِ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ .
وَالْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّ الْمُرَادَ أَبُوهُ وَخَالَتُهُ ، لِأَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ فِي النِّفَاسِ بِأَخِيهِ
بِنْيَامِينَ ، وَقِيلَ :
بِنْيَامِينُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ : ابْنُ الْوَجَعِ ، وَلَمَّا مَاتَتْ أُمُّهُ تَزَوَّجَ أَبُوهُ بِخَالَتِهِ ، فَسَمَّاهَا اللَّهُ تَعَالَى بِأَحَدِ الْأَبَوَيْنِ ؛ لِأَنَّ الرَّابَّةَ تُدْعَى أُمًّا لِقِيَامِهَا مَقَامَ الْأُمِّ ، أَوْ لِأَنَّ الْخَالَةَ أَمٌّ كَمَا أَنَّ الْعَمَّ أَبٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=133وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ) ( الْبَقَرَةِ : 133 ) .
الْبَحْثُ الثَّانِي : آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ ضَمَّهُمَا إِلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُمَا .
فَإِنْ قِيلَ : مَا مَعْنَى دُخُولِهِمْ عَلَيْهِ قَبْلَ دُخُولِهِمْ
مِصْرَ ؟
قُلْنَا : كَأَنَّهُ حِينَ اسْتَقْبَلَهُمْ نَزَلَ بِهِمْ فِي بَيْتٍ هُنَاكَ أَوْ خَيْمَةٍ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ، وَضَمَّ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ لَهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99ادْخُلُوا مِصْرَ ) .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99nindex.php?page=treesubj&link=31895_31896_28983ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) فَفِيهِ أَبْحَاثٌ :
الْبَحْثُ الْأَوَّلُ : قَالَ
السُّدِّيُّ إِنَّهُ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَ دُخُولِهِمْ
مِصْرَ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتَقْبَلَهُمْ ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي قَرَّرْنَاهُ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99ادْخُلُوا مِصْرَ ) أَيْ أَقِيمُوا بِهَا آمِنِينَ ، سَمَّى الْإِقَامَةَ دُخُولًا لِاقْتِرَانِ أَحَدِهِمَا بِالْآخَرِ .
الْبَحْثُ الثَّانِي : الِاسْتِثْنَاءُ وَهُوَ قَوْلُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99إِنْ شَاءَ اللَّهُ ) فِيهِ قَوْلَانِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ عَائِدٌ إِلَى الْأَمْنِ لَا إِلَى الدُّخُولِ ، وَالْمَعْنَى : ادْخُلُوا
مِصْرَ آمِنِينَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=27لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) ( الْفَتْحِ : 27 ) وَقِيلَ : إِنَّهُ عَائِدٌ إِلَى الدُّخُولِ عَلَى الْقَوْلِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ إِنَّهُ قَالَ لَهُمْ هَذَا الْكَلَامَ قَبْلَ أَنْ دَخَلُوا
مِصْرَ .
الْبَحْثُ الثَّالِثُ : مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=99آمِنِينَ ) يَعْنِي عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَأَهْلِيكُمْ لَا تَخَافُونَ أَحَدًا ، وَكَانُوا فِيمَا سَلَفَ يَخَافُونَ مُلُوكَ
مِصْرَ ، وَقِيلَ : آمِنِينَ مِنَ الْقَحْطِ وَالشِّدَّةِ وَالْفَاقَةِ ، وَقِيلَ : آمِنِينَ مِنْ أَنْ يَضُرَّهُمْ
يُوسُفُ بِالْجُرْمِ السَّالِفِ .