(
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=94ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=95قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=97قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=98قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=94ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=95قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=97قالوا ياأبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=98قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم )
يقال : فصل فلان من عند فلان فصولا إذا خرج من عنده ، وفصل مني إليه كتابا إذا أنفذ به إليه ، وفصل يكون لازما ومتعديا ، وإذا كان لازما فمصدره الفصول ، وإذا كان متعديا فمصدره الفصل .
قال : لما خرجت العير من
مصر متوجهة إلى
كنعان قال
يعقوب عليه السلام لمن حضر عنده من أهله وقرابته وولد ولده : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=94إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ) ، ولم يكن هذا القول مع أولاده لأنهم كانوا غائبين بدليل أنه عليه السلام قال لهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=87اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ) ( يوسف : 87 ) ، واختلفوا في قدر المسافة فقيل : مسيرة ثمانية أيام ، وقيل : عشرة أيام
[ ص: 166 ] وقيل : ثمانون فرسخا .
واختلفوا في كيفية وصول تلك الرائحة إليه ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : هبت ريح فصفقت القميص ففاحت روائح الجنة في الدنيا ، واتصلت
بيعقوب فوجد ريح الجنة ، فعلم عليه السلام أنه ليس في الدنيا من ريح الجنة إلا ما كان من ذلك القميص ، فمن ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=94إني لأجد ريح يوسف ) وروى
الواحدي بإسناده عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :
أما قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=93اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا ) ( يوسف : 93 ) فإن نمروذ الجبار لما ألقى إبراهيم في النار نزل عليه جبريل عليه السلام بقميص من الجنة وطنفسة من الجنة ، فألبسه القميص ، وأجلسه على الطنفسة وقعد معه يحدثه ، فكسا إبراهيم عليه السلام ذلك القميص إسحاق ، وكساه إسحاق يعقوب ، وكساه يعقوب يوسف ، فجعله في قصبة من فضة ، وعلقها في عنقه فألقي في الجب والقميص في عنقه فذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=93اذهبوا بقميصي هذا ) والتحقيق أن يقال : إنه تعالى أوصل تلك الرائحة إليه على سبيل إظهار المعجزات ؛ لأن وصول الرائحة إليه من هذه المسافة البعيدة أمر مناقض للعادة ، فيكون معجزة ولا بد من كونها معجزة لأحدهما ، والأقرب أنه
ليعقوب عليه السلام حين أخبر عنه ، ونسبوه في هذا الكلام إلى ما لا ينبغي ، فظهر أن الأمر كما ذكر ، فكان معجزة له .
قال أهل المعاني : إن الله تعالى أوصل إليه ريح
يوسف عليه السلام عند انقضاء مدة المحنة ومجيء وقت الروح والفرح من المكان البعيد ، ومنع من وصول خبره إليه مع قرب إحدى البلدتين من الأخرى في مدة ثمانين سنة ، وذلك يدل على أن كل سهل فهو في زمان المحنة صعب ، وكل صعب فهو في زمان الإقبال سهل .
ومعنى ( لأجد ريح يوسف ) : أشم ، وعبر عنه بالوجود لأنه وجدان له بحاسة الشم ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=94لولا أن تفندون ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590أبو بكر بن الأنباري : أفند الرجل إذا حزن وتغير عقله ، وفند إذا جهل ونسب ذلك إليه ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : إذا كثر كلام الرجل من خرف فهو المفند .
قال صاحب "الكشاف" : يقال : شيخ مفند ولا يقال : عجوز مفندة ، لأنها لم تكن في شبيبتها ذات رأي حتى تفند في كبرها ، فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=94لولا أن تفندون ) أي لولا أن تنسبوني إلى الخرف ، ولما ذكر
يعقوب ذلك قال الحاضرون عنده : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=95تالله إنك لفي ضلالك القديم ) .
وفي الضلال ههنا وجوه :
الأول : قال
مقاتل : يعني بالضلال ههنا الشقاء ، يعني شقاء الدنيا ، والمعنى : إنك لفي شقائك القديم بما تكابد من الأحزان على
يوسف ، واحتج
مقاتل بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24إنا إذا لفي ضلال وسعر ) ( القمر : 24 ) يعنون لفي شقاء دنيانا ، وقال
قتادة : لفي ضلالك القديم ، أي لفي حبك القديم لا تنساه ولا تذهل عنه ، وهو كقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8إن أبانا لفي ضلال مبين ) ( يوسف : 8 ) ثم قال
قتادة : قد قالوا كلمة غليظة ولم يكن يجوز أن يقولوها لنبي الله ، وقال
الحسن : إنما خاطبوه بذلك لاعتقادهم أن
يوسف قد مات ، وقد كان
يعقوب في ولوعه بذكره ذاهبا عن الرشد والصواب ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فلما أن جاء البشير ) في " أن " قولان :
الأول : أنه لا موضع لها من الإعراب ، وقد تذكر تارة كما ههنا ، وقد تحذف كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=74فلما ذهب عن إبراهيم الروع ) ( هود : 74 ) ، والمذهبان جميعا موجودان في أشعار العرب .
والثاني : قال البصريون : هي مع "ما" في موضع رفع بالفعل المضمر ، تقديره : فلما ظهر أن جاء البشير ، أي ظهر مجيء البشير ، فأضمر الرافع ، قال جمهور المفسرين : البشير هو
يهودا ، قال : أنا ذهبت بالقميص الملطخ بالدم وقلت إن
يوسف أكله الذئب ، فأذهب اليوم بالقميص فأفرحه كما أحزنته ، قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96ألقاه على وجهه ) أي طرح البشير القميص على وجه
يعقوب ، أو يقال : ألقاه
يعقوب على وجه نفسه (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فارتد بصيرا ) أي رجع بصيرا ، ومعنى الارتداد انقلاب الشيء إلى حالة قد كان عليها ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فارتد بصيرا ) أي صيره الله بصيرا كما يقال : طالت النخلة ، والله تعالى أطالها واختلفوا فيه ، فقال بعضهم : إنه كان قد عمي بالكلية ، فالله تعالى جعله بصيرا في هذا الوقت .
وقال آخرون : بل كان قد
nindex.php?page=treesubj&link=31896ضعف بصره من كثرة [ ص: 167 ] البكاء وكثرة الأحزان ، فلما ألقوا القميص على وجهه ، وبشر بحياة
يوسف عليه السلام عظم فرحه ، وانشرح صدره ، وزالت أحزانه ، فعند ذلك قوي بصره وزال النقصان عنه ، فعند هذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون ) ، والمراد : علمه بحياة
يوسف من جهة الرؤيا ؛ لأن هذا المعنى هو الذي له تعلق بما تقدم ، وهو إشارة إلى ما تقدم من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=86إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ) ( يوسف : 86 ) روي أنه سأل البشير ، وقال : كيف
يوسف ؟ قال : هو ملك
مصر ، قال : ما أصنع بالملك ! على أي دين تركته ؟ قال : على دين الإسلام . قال : الآن تمت النعمة ، ثم إن أولاد
يعقوب أخذوا يعتذرون إليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=97قالوا ياأبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=98قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم ) وظاهر الكلام أنه لم يستغفر لهم في الحال ، بل وعدهم بأنه يستغفر لهم بعد ذلك ، واختلفوا في سبب هذا المعنى على وجوه :
الأول : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : والأكثرون : أراد أن يستغفر لهم في وقت السحر ، لأن هذا الوقت
nindex.php?page=treesubj&link=19741_19753أوفق الأوقات لرجاء الإجابة .
الثاني : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما في رواية أخرى : أخر الاستغفار إلى ليلة الجمعة ، لأنها أوفق الأوقات للإجابة .
الثالث : أراد أن يعرف أنهم هل تابوا في الحقيقة أم لا ، وهل حصلت توبتهم مقرونة بالإخلاص التام أم لا .
الرابع : استغفر لهم في الحال ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=98سوف أستغفر لكم ) معناه أني أداوم على هذا الاستغفار في الزمان المستقبل ، فقد روي أنه كان
nindex.php?page=treesubj&link=19752_31896يستغفر لهم في كل ليلة جمعة في نيف وعشرين سنة ، وقيل : قام إلى الصلاة في وقت فلما فرغ رفع يده إلى السماء وقال : "اللهم اغفر لي جزعي على
يوسف وقلة صبري عليه ، واغفر لأولادي ما فعلوه في حق
يوسف عليه السلام " فأوحى الله تعالى إليه : قد غفرت لك ولهم أجمعين .
وروي أن أبناء
يعقوب عليه السلام قالوا
ليعقوب وقد غلبهم الخوف والبكاء : ما يغني عنا إن لم يغفر لنا ؟ فاستقبل الشيخ القبلة قائما يدعو ، وقام
يوسف خلفه يؤمن ، وقاموا خلفهما أذلة خاشعين عشرين سنة حتى قل صبرهم ؛ فظنوا أنها الهلكة ؛ فنزل
جبريل عليه السلام وقال : "إن الله تعالى أجاب دعوتك في ولدك وعقد مواثيقهم بعدك على النبوة" وقد اختلف الناس في نبوتهم وهو مشهور .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=94وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=95قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=97قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=98قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=94وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=95قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=97قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=98قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
يُقَالُ : فَصَلَ فُلَانٌ مِنْ عِنْدِ فُلَانٍ فُصُولًا إِذَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ ، وَفَصَلَ مِنِّي إِلَيْهِ كِتَابًا إِذَا أَنْفَذَ بِهِ إِلَيْهِ ، وَفَصَلَ يَكُونُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا ، وَإِذَا كَانَ لَازِمًا فَمَصْدَرُهُ الْفُصُولُ ، وَإِذَا كَانَ مُتَعَدِّيًا فَمَصْدَرُهُ الْفَصْلُ .
قَالَ : لَمَّا خَرَجَتِ الْعِيرُ مِنْ
مِصْرَ مُتَوَجِّهَةً إِلَى
كَنْعَانَ قَالَ
يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِمَنْ حَضَرَ عِنْدَهُ مِنْ أَهْلِهِ وَقَرَابَتِهِ وَوَلَدِ وَلَدِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=94إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) ، وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الْقَوْلُ مَعَ أَوْلَادِهِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا غَائِبِينَ بِدَلِيلِ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لَهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=87اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ ) ( يُوسُفَ : 87 ) ، وَاخْتَلَفُوا فِي قَدْرِ الْمَسَافَةِ فَقِيلَ : مَسِيرَةُ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ ، وَقِيلَ : عَشَرَةُ أَيَّامٍ
[ ص: 166 ] وَقِيلَ : ثَمَانُونَ فَرْسَخًا .
وَاخْتَلَفُوا فِي كَيْفِيَّةِ وُصُولِ تِلْكَ الرَّائِحَةِ إِلَيْهِ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : هَبَّتْ رِيحٌ فَصَفَقَتِ الْقَمِيصَ فَفَاحَتْ رَوَائِحُ الْجَنَّةِ فِي الدُّنْيَا ، وَاتَّصَلَتْ
بِيَعْقُوبَ فَوَجَدَ رِيحَ الْجَنَّةِ ، فَعَلِمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِنْ رِيحِ الْجَنَّةِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ الْقَمِيصِ ، فَمِنْ ثَمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=94إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ) وَرَوَى
الْوَاحِدِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ :
أَمَّا قَوْلُهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=93اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا ) ( يُوسُفَ : 93 ) فَإِنَّ نُمْرُوذَ الْجَبَّارَ لَمَّا أَلْقَى إِبْرَاهِيمَ فِي النَّارِ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِقَمِيصٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَطِنْفَسَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَأَلْبَسَهُ الْقَمِيصَ ، وَأَجْلَسَهُ عَلَى الطِّنْفَسَةِ وَقَعَدَ مَعَهُ يُحَدِّثُهُ ، فَكَسَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَلِكَ الْقَمِيصَ إِسْحَاقَ ، وَكَسَاهُ إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ ، وَكَسَاهُ يَعْقُوبُ يُوسُفَ ، فَجَعَلَهُ فِي قَصَبَةٍ مِنْ فِضَّةٍ ، وَعَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ فَأُلْقِيَ فِي الْجُبِّ وَالْقَمِيصُ فِي عُنُقِهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=93اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا ) وَالتَّحْقِيقُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّهُ تَعَالَى أَوْصَلَ تِلْكَ الرَّائِحَةَ إِلَيْهِ عَلَى سَبِيلِ إِظْهَارِ الْمُعْجِزَاتِ ؛ لِأَنَّ وُصُولَ الرَّائِحَةِ إِلَيْهِ مِنْ هَذِهِ الْمَسَافَةِ الْبَعِيدَةِ أَمْرٌ مُنَاقِضٌ لِلْعَادَةِ ، فَيَكُونُ مُعْجِزَةً وَلَا بُدَّ مِنْ كَوْنِهَا مُعْجِزَةً لِأَحَدِهِمَا ، وَالْأَقْرَبُ أَنَّهُ
لِيَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ أَخْبَرَ عَنْهُ ، وَنَسَبُوهُ فِي هَذَا الْكَلَامِ إِلَى مَا لَا يَنْبَغِي ، فَظَهَرَ أَنَّ الْأَمْرَ كَمَا ذَكَرَ ، فَكَانَ مُعْجِزَةً لَهُ .
قَالَ أَهْلُ الْمَعَانِي : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْصَلَ إِلَيْهِ رِيحَ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ الْمِحْنَةِ وَمَجِيءِ وَقْتِ الرَّوْحِ وَالْفَرَحِ مِنَ الْمَكَانِ الْبَعِيدِ ، وَمَنَعَ مِنْ وُصُولِ خَبَرِهِ إِلَيْهِ مَعَ قُرْبِ إِحْدَى الْبَلْدَتَيْنِ مِنَ الْأُخْرَى فِي مُدَّةِ ثَمَانِينَ سَنَةً ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ سَهْلٍ فَهُوَ فِي زَمَانِ الْمِحْنَةِ صَعْبٌ ، وَكُلُّ صَعْبٍ فَهُوَ فِي زَمَانِ الْإِقْبَالِ سَهْلٌ .
وَمَعْنَى ( لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ) : أَشُمُّ ، وَعَبَّرَ عَنْهُ بِالْوُجُودِ لِأَنَّهُ وِجْدَانٌ لَهُ بِحَاسَّةِ الشَّمِّ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=94لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ : أَفْنَدَ الرَّجُلُ إِذَا حَزِنَ وَتَغَيَّرَ عَقْلُهُ ، وَفُنِّدَ إِذَا جَهِلَ وَنُسِبَ ذَلِكَ إِلَيْهِ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيِّ : إِذَا كَثُرَ كَلَامُ الرَّجُلِ مِنْ خَرَفٍ فَهُوَ الْمُفْنِدُ .
قَالَ صَاحِبُ "الْكَشَّافِ" : يُقَالُ : شَيْخٌ مُفْنِدٌ وَلَا يُقَالُ : عَجُوزٌ مُفْنِدَةٌ ، لِأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ فِي شَبِيبَتِهَا ذَاتَ رَأْيٍ حَتَّى تُفَنَّدَ فِي كِبَرِهَا ، فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=94لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) أَيْ لَوْلَا أَنْ تَنْسِبُونِي إِلَى الْخَرَفِ ، وَلَمَّا ذَكَرَ
يَعْقُوبُ ذَلِكَ قَالَ الْحَاضِرُونَ عِنْدَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=95تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ ) .
وَفِي الضَّلَالِ هَهُنَا وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : قَالَ
مُقَاتِلٌ : يَعْنِي بِالضَّلَالِ هَهُنَا الشَّقَاءَ ، يَعْنِي شَقَاءَ الدُّنْيَا ، وَالْمَعْنَى : إِنَّكَ لَفِي شَقَائِكَ الْقَدِيمِ بِمَا تُكَابِدُ مِنَ الْأَحْزَانِ عَلَى
يُوسُفَ ، وَاحْتَجَّ
مُقَاتِلٌ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=24إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ) ( الْقَمَرِ : 24 ) يَعْنُونَ لَفِي شَقَاءِ دُنْيَانَا ، وَقَالَ
قَتَادَةُ : لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ ، أَيْ لَفِي حُبِّكَ الْقَدِيمِ لَا تَنْسَاهُ وَلَا تَذْهَلُ عَنْهُ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=8إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) ( يُوسُفَ : 8 ) ثُمَّ قَالَ
قَتَادَةُ : قَدْ قَالُوا كَلِمَةً غَلِيظَةً وَلَمْ يَكُنْ يَجُوزُ أَنْ يَقُولُوهَا لِنَبِيِّ اللَّهِ ، وَقَالَ
الْحَسَنُ : إِنَّمَا خَاطَبُوهُ بِذَلِكَ لِاعْتِقَادِهِمْ أَنَّ
يُوسُفَ قَدْ مَاتَ ، وَقَدْ كَانَ
يَعْقُوبُ فِي وَلُوعِهِ بِذِكْرِهِ ذَاهِبًا عَنِ الرُّشْدِ وَالصَّوَابِ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ ) فِي " أَنْ " قَوْلَانِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ لَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ ، وَقَدْ تُذْكَرُ تَارَةً كَمَا هَهُنَا ، وَقَدْ تُحْذَفُ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=74فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ ) ( هُودٍ : 74 ) ، وَالْمَذْهَبَانِ جَمِيعًا مَوْجُودَانِ فِي أَشْعَارِ الْعَرَبِ .
وَالثَّانِي : قَالَ الْبَصْرِيُّونَ : هِيَ مَعَ "مَا" فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالْفِعْلِ الْمُضْمَرِ ، تَقْدِيرُهُ : فَلَمَّا ظَهَرَ أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ ، أَيْ ظَهَرَ مَجِيءُ الْبَشِيرِ ، فَأُضْمِرَ الرَّافِعُ ، قَالَ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ : الْبَشِيرُ هُوَ
يَهُودَا ، قَالَ : أَنَا ذَهَبْتُ بِالْقَمِيصِ الْمُلَطَّخِ بِالدَّمِ وَقُلْتُ إِنَّ
يُوسُفَ أَكَلَهُ الذِّئْبُ ، فَأَذْهَبُ الْيَوْمَ بِالْقَمِيصِ فَأُفْرِحُهُ كَمَا أَحْزَنْتُهُ ، قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ ) أَيْ طَرَحَ الْبَشِيرُ الْقَمِيصَ عَلَى وَجْهِ
يَعْقُوبَ ، أَوْ يُقَالُ : أَلْقَاهُ
يَعْقُوبُ عَلَى وَجْهِ نَفْسِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فَارْتَدَّ بَصِيرًا ) أَيْ رَجَعَ بَصِيرًا ، وَمَعْنَى الِارْتِدَادِ انْقِلَابُ الشَّيْءِ إِلَى حَالَةٍ قَدْ كَانَ عَلَيْهَا ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96فَارْتَدَّ بَصِيرًا ) أَيْ صَيَّرَهُ اللَّهُ بَصِيرًا كَمَا يُقَالُ : طَالَتِ النَّخْلَةُ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَطَالَهَا وَاخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّهُ كَانَ قَدْ عَمِيَ بِالْكُلِّيَّةِ ، فَاللَّهُ تَعَالَى جَعَلَهُ بَصِيرًا فِي هَذَا الْوَقْتِ .
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ كَانَ قَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=31896ضَعُفَ بَصَرُهُ مِنْ كَثْرَةِ [ ص: 167 ] الْبُكَاءِ وَكَثْرَةِ الْأَحْزَانِ ، فَلَمَّا أَلْقَوُا الْقَمِيصَ عَلَى وَجْهِهِ ، وَبُشِّرَ بِحَيَاةِ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَظُمَ فَرَحُهُ ، وَانْشَرَحَ صَدْرُهُ ، وَزَالَتْ أَحْزَانُهُ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَوِيَ بَصَرُهُ وَزَالَ النُّقْصَانُ عَنْهُ ، فَعِنْدَ هَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=96أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) ، وَالْمُرَادُ : عِلْمُهُ بِحَيَاةِ
يُوسُفَ مِنْ جِهَةِ الرُّؤْيَا ؛ لِأَنَّ هَذَا الْمَعْنَى هُوَ الَّذِي لَهُ تَعَلُّقٌ بِمَا تَقَدَّمَ ، وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=86إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) ( يُوسُفَ : 86 ) رُوِيَ أَنَّهُ سَأَلَ الْبَشِيرَ ، وَقَالَ : كَيْفَ
يُوسُفُ ؟ قَالَ : هُوَ مَلِكُ
مِصْرَ ، قَالَ : مَا أَصْنَعُ بِالْمُلْكِ ! عَلَى أَيِّ دِينٍ تَرَكْتَهُ ؟ قَالَ : عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ . قَالَ : الْآنَ تَمَّتِ النِّعْمَةُ ، ثُمَّ إِنَّ أَوْلَادَ
يَعْقُوبَ أَخَذُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=97قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=98قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) وَظَاهِرُ الْكَلَامِ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَغْفِرْ لَهُمْ فِي الْحَالِ ، بَلْ وَعَدَهُمْ بِأَنَّهُ يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَاخْتَلَفُوا فِي سَبَبِ هَذَا الْمَعْنَى عَلَى وُجُوهٍ :
الْأَوَّلُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : وَالْأَكْثَرُونَ : أَرَادَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُمْ فِي وَقْتِ السَّحَرِ ، لِأَنَّ هَذَا الْوَقْتَ
nindex.php?page=treesubj&link=19741_19753أَوْفَقُ الْأَوْقَاتِ لِرَجَاءِ الْإِجَابَةِ .
الثَّانِي : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى : أَخَّرَ الِاسْتِغْفَارَ إِلَى لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ ، لِأَنَّهَا أَوْفَقُ الْأَوْقَاتِ لِلْإِجَابَةِ .
الثَّالِثُ : أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّهُمْ هَلْ تَابُوا فِي الْحَقِيقَةِ أَمْ لَا ، وَهَلْ حَصَلَتْ تَوْبَتُهُمْ مَقْرُونَةً بِالْإِخْلَاصِ التَّامِّ أَمْ لَا .
الرَّابِعُ : اسْتَغْفَرَ لَهُمْ فِي الْحَالِ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=98سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ ) مَعْنَاهُ أَنِّي أُدَاوِمُ عَلَى هَذَا الِاسْتِغْفَارِ فِي الزَّمَانِ الْمُسْتَقْبَلَ ، فَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=19752_31896يَسْتَغْفِرُ لَهُمْ فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ فِي نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً ، وَقِيلَ : قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فِي وَقْتٍ فَلَمَّا فَرَغَ رَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ : "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جَزَعِي عَلَى
يُوسُفَ وَقِلَّةَ صَبْرِي عَلَيْهِ ، وَاغْفِرْ لِأَوْلَادِي مَا فَعَلُوهُ فِي حَقِّ
يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ " فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ : قَدْ غَفَرْتُ لَكَ وَلَهُمْ أَجْمَعِينَ .
وَرُوِيَ أَنَّ أَبْنَاءَ
يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالُوا
لِيَعْقُوبَ وَقَدْ غَلَبَهُمُ الْخَوْفُ وَالْبُكَاءُ : مَا يُغْنِي عَنَّا إِنْ لَمْ يُغْفَرْ لَنَا ؟ فَاسْتَقْبَلَ الشَّيْخُ الْقِبْلَةَ قَائِمًا يَدْعُو ، وَقَامَ
يُوسُفُ خَلْفَهُ يُؤَمِّنُ ، وَقَامُوا خَلْفَهُمَا أَذِلَّةً خَاشِعِينَ عِشْرِينَ سَنَةً حَتَّى قَلَّ صَبْرُهُمْ ؛ فَظَنُّوا أَنَّهَا الْهَلَكَةُ ؛ فَنَزَلَ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَالَ : "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَجَابَ دَعْوَتَكَ فِي وَلَدِكَ وَعَقَدَ مَوَاثِيقَهُمْ بَعْدَكَ عَلَى النُّبُوَّةِ" وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي نُبُوَّتِهِمْ وَهُوَ مَشْهُورٌ .