ثم في الآية مسائل :
المسألة الأولى : قال صاحب "الكشاف" : يقال : أرضعت المرأة الصبي واسترضعها الصبي، فتعديه إلى مفعولين، كما تقول : أنجح الحاجة واستنجحته الحاجة ، والمعنى أن تسترضعوا المراضع أولادكم، فحذف أحد المفعولين للاستغناء عنه، كما تقول : استنجحت الحاجة ، ولا تذكر من استنجحته، وكذلك حكم كل مفعولين لم يكن آخرهما عبارة عن الأول، وقال (استرضع) منقول من أرضع، الواحدي : ( أن تسترضعوا أولادكم ) أي لأولادكم ، وحذف اللام اجتزاء بدلالة الاسترضاع؛ لأنه لا يكون إلا للأولاد، ولا يجوز : دعوت زيدا ، وأنت تريد : لزيد؛ لأنه تلبيس هاهنا ، بخلاف ما قلنا في الاسترضاع . ونظير حذف اللام قوله تعالى : ( وإذا كالوهم أو وزنوهم ) [المطففين : 3] أي كالوا لهم أو وزنوا لهم.