ذكر ببغداذ الشغب
وفي هذه السنة شغبت العامة ببغداذ سلخ رجب ، ووثبوا بسليمان بن عبد الله .
وكان سببه أن كتاب المهتدي ورد سلخ رجب إلى سليمان يأمره بأخذ البيعة له ; وكان أبو أحمد بن المتوكل ببغداذ ، وكان المعتز قد سيره إليها ، كما تقدم ، فأرسل سليمان إليه ، فأخذه إلى داره .
وسمع من ببغداذ من الجند والعامة بأمر المعتز ، فاجتمعوا إلى باب دار سليمان ، فقاتلهم أصحابه ، وقيل لهم : ما يرد علينا من سامرا خبر ، فانصرفوا .
ورجعوا الغد ، وهو يوم الجمعة ، على ذلك ، وخطب للمعتز ببغداذ ، فانصرفوا ، وبكروا يوم السبت ، فهجموا على دار سليمان ، ونادوا باسم أبي أحمد ، ودعوا إلى بيعته ، وسألوا سليمان أن يريهم أبا أحمد ، فأظهره لهم ، ووعدهم أن يصير إلى محبتهم إن تأخر عنهم ما يحبون ، فانصرفوا بعد أن أكدوا عليه في حفظ أبي أحمد .
ثم أرسل إليهم من سامرا مال ففرق فيهم ، فرضوا ، وبايعوا للمهتدي لسبع خلون من شعبان وسكنت الفتنة .