جوه : جهته بشر ، وأجهته . والجاه : المنزلة والقدر عند السلطان ، مقلوب عن وجه ، وإن كان قد تغير بالقلب فتحول من فعل إلى فعل ، [ ص: 247 ] فإن هذا لا يستبعد في المقلوب والمقلوب عنه ، ولذلك لم يجعل أهل النظر من النحويين وزن لاه أبوك فعلا ، لقولهم : لهي أبوك ، إنما جعلوه فعلا ، وقالوا إن المقلوب قد يتغير وزنه عما كان عليه قبل القلب .
وحكى اللحياني : أن الجاه ليس من " وجه " ، وإنما هو من " جهت " ، ولم يفسر ما جهت . قال : كان سبيل جاه ، إذ قدمت الجيم وأخرت الواو ، أن يكون جوه ، فتسكن الواو كما كانت الجيم في وجه ، ساكنة إلا أنها حركت ; لأن الكلمة لما لحقها القلب ضعفت ، فغيروها بتحريك ما كان ساكنا إذ صارت بالقلب قابلة للتغير ، فصار التقدير " جوه " ، فلما تحركت الواو وقبلها فتحة قلبت ألفا ، فقيل جاه . وحكى ابن جني اللحياني أيضا : جاه وجاهة وجاه جاه وجاه جاه وجاه جاه .
الجوهري : فلان ذو جاه وقد أوجهته أنا ووجهته أنا ؛ أي : جعلته وجيها ، ولو صغرت قلت : جويهة . قال أبو بكر : قولهم لفلان جاه فيهم ؛ أي : منزلة وقدر ، فأخرت الواو من موضع الفاء وجعلت في موضع العين ، فصارت جوها ، ثم جعلوا الواو ألفا ، فقالوا : جاه . ويقال : فلان أوجه من فلان ولا يقال أجوه . والعرب تقول للبعير : جاه لا جهت ، وهو زجر للجمل خاصة . قال : وجوه جوه ضرب من زجر الإبل . ابن سيده الجوهري : جاه زجر للبعير دون الناقة ، وهو مبني على الكسر ، وربما قالوا " جاه " بالتنوين ; وأنشد :
إذا قلت جاه لج حتى ترده قوى أدم أطرافها في السلاسل
ويقال : جاهه بالمكروه جوها ؛ أي : جبهه .