الفصل الأول : خصال الكمال ، والجلال - صلى الله عليه وسلم -
قال القاضي : إذا كانت ما ذكرناه ، ورأينا الواحد منا يتشرف بواحدة منها أو باثنتين إن اتفقت له في كل عصر ، إما من نسب ، أو جمال ، أو قوة ، أو علم ، أو حلم ، أو شجاعة ، أو سماحة ، حتى يعظم قدره ، ويضرب باسمه الأمثال ، ويتقرر له بالوصف بذلك في القلوب أثرة ، وعظمة ، وهو منذ عصور خوال رمم بوال ، فما ظنك بعظيم قدر من اجتمعت فيه [ ص: 150 ] كل هذه الخصال إلى ما لا يأخذه عدو ، ولا يعبر عنه مقال ، ولا ينال بكسب ، ولا حيلة إلا بتخصيص الكبير المتعال ، من فضيلة النبوة ، والرسالة ، والخلة ، والمحبة ، والاصطفاء ، والإسراء ، والرؤية ، والقرب ، والدنو ، والوحي ، خصال الكمال ، والجمال ، والدرجة الرفيعة ، والشفاعة ، والوسيلة ، والفضيلة ، والبعث إلى الأحمر ، والأسود ، والمقام المحمود ، والبراق ، والمعراج ، والأمم ، والصلاة بالأنبياء ، والشهادة بين الأنبياء ، والمكانة عند ذي العرش ، والطاعة ثم والأمانة ، والهداية ، ورحمة للعالمين ، وإعطاء الرضا ، والسؤل ، والكوثر ، وسماع القول ، وإتمام النعمة ، والعفو عما تقدم ، وما تأخر ، وشرح الصدر ، ووضع الإصر ، ورفع الذكر ، وعزة النصر ، ونزول السكينة ، والتأييد بالملائكة ، وإيتاء الكتاب ، والحكمة ، والسبع المثاني ، والقرآن العظيم ، وتزكية الأمة ، والدعاء إلى الله ، وصلاة الله - تعالى - ، والملائكة ، والحكم بين الناس بما أراه الله ، ووضع الإصر ، والأغلال عنهم ، والقسم باسمه ، وإجابة دعوته ، وتكليم الجمادات ، والعجم ، وإحياء الموتى ، وإسماع الصم ، ونبع الماء من بين أصابعه ، وتكثير القليل ، وانشقاق القمر ، ورد الشمس ، وقلب الأعيان والنصر بالرعب ، والاطلاع على الغيب ، وظل الغمام ، وتسبيح الحصا ، وإبراء الآلام ، والعصمة من الناس ، إلى ما لا يحويه محتفل ، ولا يحيط بعلمه إلا مانحه ذلك ، ومفضله به ، لا إله غيره ، إلى ما أعد له في الدار الآخرة من منازل الكرامة ، ودرجات القدس ، ومراتب السعادة ، والحسنى ، والزيادة التي تقف دونها العقول ، ويحار دون إدراكها الوهم . وسيادة ولد آدم ، ولواء الحمد ، والبشارة ، والنذارة