( حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17052محمود بن غيلان حدثنا
أبو أحمد ومعاوية بن هشام قالا : حدثنا
سفيان عن
منصور عن
خيثمة ) بفتح خاء معجمة وثاء مثلثة بينهما تحتية ( عن
عائشة قالت : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم من الشهر ) أي : من أيامه ، وفي نسخة في الشهر أي : في شهر من الأشهر ( السبت ) ، وسمي به ; لأن السبت القطع وذلك اليوم انقطع فيه الخلق ; لأن الله سبحانه خلق السماوات والأرض في ستة أيام ابتدأ يوم الأحد ، وختم يوم الجمعة بخلق
آدم عليه السلام الذي هو نتيجة العالم المتقدمة في العلم المتأخرة في الوجود ، وأما قول
اليهود لعنهم الله أن الله تعالى استراح فيه فتولى الله تعالى رده عليهم بقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ومن ثمة أجمعوا على أنه لا أبلد من
اليهود وكذا من تبعهم من
المجسمة ( والأحد ) ; لأنه أول ما بدأ الخلق فيه أو أول الأسبوع على خلاف فيه ( والاثنين ) بكسر النون على أن إعرابه بالحرف ، وهو الرواية المعتبرة على ما ذكره
ميرك ، وهو القياس من جهة العربية ، ولأن إعرابه بالحركة بناء على أنه الأصل أو على جعل اللفظ المثنى علما لذلك اليوم فأعرب بالحركة لا بالحرف ، وكذا الخلاف في الجمع العلم ، ومر فيه إشكال وجوابه ، وقد قال :
الأشرف البقاعي في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة nindex.php?page=hadith&LINKID=10345674كان رسول - صلى الله عليه وسلم - يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر أولها الاثنين والخميس ، القياس من جهة العربية الاثنان بالألف مرفوعا على أنه خبر
[ ص: 127 ] للمبتدأ الذي هو أولها لكن يمكن أن يقال جعل اللفظ المثنى علما لذلك اليوم فأعرب بالحركة ( ومن الشهر الآخر الثلثاء ) بفتح المثلثة الأولى ، وفي نسخة بضمها ، وحذف الألف الأولى فيكون على زنة العلماء ( والأربعاء ) بكسر الموحدة وفي نسخة بفتحها ، وحكي ضمها ، وقال
ابن حجر : بتثليث الباء ، وسيجيء تفصيله ( والخميس ) بالنصب فيه ، وفيما قبله على أنه مفعول فيه ل " يصوم " ، وقال المحقق
الرضي : أما أعلام الأسبوع كالأحد والاثنين فمن الغوالب فيلزمها اللام وقد يجرد الاثنين من اللام دون أخواته ، وفعالا إما مصدر كالبراكا بمعنى الثبات في الحرب ، وإما اسم كالثلاثا وإما صفة كالطباقا ، وحكى عن بعض
بني أسد فتح الباء فيه ، والجمع أربعاوات وأفعلاء إما مفرد كأربعاء ، وإما جمع كأنبياء ، وأفعلاء بضم العين كأربعاء وقد يفتح الباء ففيها ثلاث لغات انتهى .
وفي المفضل وقد يضم الهمزة ، والباء معا ، وهو غريب ذكره
ميرك هذا ، وقال المظهر : أراد - صلى الله عليه وسلم - أن يبين سنية
nindex.php?page=treesubj&link=2542صوم جميع أيام الأسبوع ، فصام من شهر السبت والأحد والاثنين ، ومن شهر الثلاثاء والأربعاء والخميس ، وإنما لم يصم جميع هذه السنة متوالية لئلا يشق على الأمة الاقتداء به ، ولم يكن في هذا الحديث ذكر يوم الجمعة ، وقد ذكر في حديث آخر قبل هذا أي : في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه
كان قلما يفطر يوم الجمعة منفردا أو منضما إلى ما قبله أو بعده وسمي يوم الجمعة بذلك ; لأنه تم خلق العالم بخلق آدم فاجتمعت أجزاؤه في الوجود بحسب العالم الصغرى والكبرى ، فله الحمد في الآخرة والأولى .
( حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17052مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا
أَبُو أَحْمَدَ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ قَالَا : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنْ
مَنْصُورٍ عَنْ
خَيْثَمَةَ ) بِفَتْحِ خَاءٍ مُعْجَمَةٍ وَثَاءٍ مُثَلَّثَةٍ بَيْنَهُمَا تَحْتِيَّةٌ ( عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ ) أَيْ : مِنْ أَيَّامِهِ ، وَفِي نُسْخَةٍ فِي الشَّهْرِ أَيْ : فِي شَهْرٍ مِنَ الْأَشْهُرِ ( السَّبْتَ ) ، وَسُمِّيَ بِهِ ; لِأَنَّ السَّبْتَ الْقَطْعُ وَذَلِكَ الْيَوْمُ انْقَطَعَ فِيهِ الْخَلْقُ ; لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ابْتَدَأَ يَوْمَ الْأَحَدِ ، وَخَتَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِخَلْقِ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الَّذِي هُوَ نَتِيجَةُ الْعَالَمِ الْمُتَقَدِّمَةُ فِي الْعِلْمِ الْمُتَأَخِّرَةُ فِي الْوُجُودِ ، وَأَمَّا قَوْلُ
الْيَهُودِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اسْتَرَاحَ فِيهِ فَتَوَلَّى اللَّهُ تَعَالَى رَدَّهُ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=38وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ وَمِنْ ثَمَّةَ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ لَا أَبْلَدَ مِنَ
الْيَهُودِ وَكَذَا مَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ
الْمُجَسِّمَةِ ( وَالْأَحَدُ ) ; لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَا بَدَأَ الْخَلْقَ فِيهِ أَوْ أَوَّلُ الْأُسْبُوعِ عَلَى خِلَافٍ فِيهِ ( وَالِاثْنَيْنِ ) بِكَسْرِ النُّونِ عَلَى أَنَّ إِعْرَابَهُ بِالْحَرْفِ ، وَهُوَ الرِّوَايَةُ الْمُعْتَبَرَةُ عَلَى مَا ذَكَرَهُ
مِيرَكُ ، وَهُوَ الْقِيَاسُ مِنْ جِهَةِ الْعَرَبِيَّةِ ، وَلِأَنَّ إِعْرَابَهُ بِالْحَرَكَةِ بِنَاءً عَلَى أَنَّهُ الْأَصْلُ أَوْ عَلَى جَعْلِ اللَّفْظِ الْمُثَنَّى عَلَمًا لِذَلِكَ الْيَوْمِ فَأُعْرِبَ بِالْحَرَكَةِ لَا بِالْحَرْفِ ، وَكَذَا الْخِلَافُ فِي الْجَمْعِ الْعَلَمِ ، وَمَرَّ فِيهِ إِشْكَالٌ وَجَوَابُهُ ، وَقَدْ قَالَ :
الْأَشْرَفُ الْبِقَاعِيُّ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=54أُمِّ سَلَمَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=10345674كَانَ رَسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْمُرُنِي أَنْ أَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلُهَا الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ، الْقِيَاسُ مِنْ جِهَةِ الْعَرَبِيَّةِ الِاثْنَانِ بِالْأَلِفِ مَرْفُوعًا عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ
[ ص: 127 ] لِلْمُبْتَدَأِ الَّذِي هُوَ أَوَّلُهَا لَكِنْ يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ جُعِلَ اللَّفْظُ الْمُثَنَّى عَلَمًا لِذَلِكَ الْيَوْمِ فَأُعْرِبَ بِالْحَرَكَةِ ( وَمِنَ الشَّهْرِ الْآخَرِ الثَّلَثَاءِ ) بِفَتْحِ الْمُثَلَّثَةِ الْأَوْلَى ، وَفِي نُسْخَةٍ بِضَمِّهَا ، وَحَذْفِ الْأَلِفِ الْأُولَى فَيَكُونُ عَلَى زِنَةِ الْعُلَمَاءِ ( وَالْأَرْبِعَاءِ ) بِكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ وَفِي نُسْخَةٍ بِفَتْحِهَا ، وَحُكِيَ ضَمُّهَا ، وَقَالَ
ابْنُ حَجَرٍ : بِتَثْلِيثِ الْبَاءِ ، وَسَيَجِيءُ تَفْصِيلُهُ ( وَالْخَمِيسَ ) بِالنَّصْبِ فِيهِ ، وَفِيمَا قَبْلَهُ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ فِيهِ لِ " يَصُومُ " ، وَقَالَ الْمُحَقِّقُ
الرَّضِيُّ : أَمَّا أَعْلَامُ الْأُسْبُوعِ كَالْأَحَدِ وَالِاثْنَيْنِ فَمِنَ الْغَوَالِبِ فَيَلْزَمُهَا اللَّامُ وَقَدْ يُجَرَّدُ الِاثْنَيْنِ مِنَ اللَّامِ دُونَ أَخَوَاتِهِ ، وَفَعَالَا إِمَّا مَصْدَرٌ كَالْبَرَاكَا بِمَعْنَى الثَّبَاتِ فِي الْحَرْبِ ، وَإِمَّا اسْمٌ كَالثَّلَاثَا وَإِمَّا صِفَةٌ كَالطِّبَاقَا ، وَحَكَى عَنْ بَعْضِ
بَنِي أَسَدٍ فَتْحُ الْبَاءِ فِيهِ ، وَالْجَمْعُ أَرْبَعَاوَاتِ وَأَفْعَلَاءِ إِمَّا مُفْرَدٌ كَأَرْبِعَاءَ ، وَإِمَّا جَمْعٌ كَأَنْبِيَاءَ ، وَأَفْعُلَاءُ بِضَمِّ الْعَيْنِ كَأَرْبِعَاءَ وَقَدْ يُفْتَحُ الْبَاءُ فَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ انْتَهَى .
وَفِي الْمُفَضَّلِ وَقَدْ يُضَمُّ الْهَمْزَةُ ، وَالْبَاءُ مَعًا ، وَهُوَ غَرِيبٌ ذَكَرَهُ
مِيرَكُ هَذَا ، وَقَالَ الْمُظْهِرُ : أَرَادَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُبَيِّنَ سُنِّيَّةَ
nindex.php?page=treesubj&link=2542صَوْمِ جَمِيعِ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ ، فَصَامَ مِنْ شَهْرٍ السَّبْتَ وَالْأَحَدَ وَالِاثْنَيْنِ ، وَمِنْ شَهْرٍ الثُّلَاثَاءَ وَالْأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ ، وَإِنَّمَا لَمْ يَصُمْ جَمِيعَ هَذِهِ السُّنَّةِ مُتَوَالِيَةً لِئَلَّا يَشُقَّ عَلَى الْأُمَّةِ الِاقْتِدَاءُ بِهِ ، وَلَمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ذِكْرُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَبْلَ هَذَا أَيْ : فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ
كَانَ قَلَّمَا يُفْطِرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُنْفَرِدًا أَوْ مُنْضَمًّا إِلَى مَا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ وَسُمِّيَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ بِذَلِكَ ; لِأَنَّهُ تَمَّ خَلْقُ الْعَالَمِ بِخَلْقِ آدَمَ فَاجْتَمَعَتْ أَجْزَاؤُهُ فِي الْوُجُودِ بِحَسْبِ الْعَالَمِ الصُّغْرَى وَالْكُبْرَى ، فَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى .