397 - وقوله صلى الله عليه وسلم : " بلوا أرحامكم ولو بالسلام " ومعناه : بلوا ذي الأرحام بالسلام [ ص: 426 ] وقولهم : إن ذلك مثل ، فلا يصح ، لأنه إذا أمكن حمل الكلام على ما يفيد كان أولى من حمله على ما لا يفيد وقولهم : إن معناه أنها مستجيرة معتصمة بالله ، فلا يمنع من هذا ، لكن صفة الاستجارة والاعتصام على ما ورد به الخبر من الأخذ بحقو الرحمن جل اسمه .
وقولهم : إن المراد بذلك تأكيد أمر الرحم والحث على صلته ، فلا يمنع من هذا ، وليس في ذلك ما ينافي الصفة المذكورة في الخبر ، بل يجوز أن يكون قصد الحث على صلته لأجل ما يوجب منهم من الاعتصام على الصفة المذكورة وقولهم : إن في حديث : أبي هريرة فلا يمنع أن تعلق [ ص: 427 ] بالعرش في حال ، وتعلق بحقو الرحمن في حال ، فيجمع بين الخبرين جميعا . " إن الرحم معلقة بالعرش "