وقد روي عن إنكارها على من روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عائشة مما روي عنه من ذلك وإخبارها أن قوله في ذلك إنما كان غير هذا اللفظ . الشهر تسع وعشرون " ،
992 - حدثنا قال : حدثنا الربيع المرادي ، قال : حدثني ابن وهب ، عن ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، هشام بن عروة ، عن قالت : وقولهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 446 ] قال : " إن الشهر تسع وعشرون " ، ولا والله ما كذلك قال ، أنا والله أعلم بما قال في ذلك ، عائشة ، . إنما قال حين هجرنا : " لأهجركن شهرا " فجاء حين ذهبت تسع وعشرون ليلة ، فقلت : يا نبي الله ، إنك أقسمت شهرا ، وإنما غبت عنا تسعا وعشرين ليلة ؟ فقال : " إن شهرنا هذا كان تسعا وعشرين ليلة "
وقد روي عن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عدد الشهر ما : أبي هريرة ،
993 - حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، هارون بن إسماعيل الخزاز ، قال : أخبرنا علي بن المبارك ، قال : حدثني عن ابن أبي كثير ، أبي سلمة ، حدثه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن الشهر يكون تسعا وعشرين ، ويكون ثلاثين ، فإذا رأيتموه فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا ، فإن غم عليكم فكملوا العدة " أبي هريرة عن فدل قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن الشهر قد يكون مرة تسعا وعشرين ، وقد يكون مرة ثلاثين ، ولم يخص بذلك شهورا بأعيانها من سائر الشهور .
فدل ذلك على أن كل شهر من الشهور قد يكون تسعا وعشرين ، ويكون ثلاثين ، وثبت بذلك أن مراده صلى الله عليه وسلم بقوله : " إنه ليس على نقصان العدد ، ولكنه على نقصان الأحكام . شهرا عيد لا ينقصان : رمضان وذو الحجة " ،
ولم يبين لنا عز وجل على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - الوقت الذي نعتد فيه بالهلال للصوم أو للفطر ، ولا أنه هو الهلال الذي يرى في النهار ، أو هو الهلال الذي يرى في الليل ؟ .