الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأولى بالمسلم أن يكون صاحب عاطفة ربانية لا يتعلق قلبه إلا بما هو محمود شرعا حتى يكون مأجورا على اتباع الشرع فيما يستحب اتباعه من الهدي الإسلامي في اللباس وغيره.
ولا يليق بالمسلم الذي جعله الله تعالى من خير أمة جعلها الله وسطا خيارا أن يظل تبعا للذين هم أخس خلق الله تعالى، كما أخبر سبحانه وتعالى عنهم في قوله: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ{لأنفال:55}
ثم إنه ينبغي أن يعلم أن الحكم الشرعي من حيث الجواز وعدمه في اللباس أن الأصل هو جواز لبس كل ما لم يكشف العورة أو يكن فيه تشبه الرجال بالنساء أو العكس، والممنوع في التشبه هو مشابهتهم فيما اختصوا به ولم يشاركهم فيه غيرهم إلا ممن هو متأثر بهم، فما كان شعارا لهم تمنع مشابهتهم فيه وما ليس كذلك فالأصل فيه الجواز وإن كان الأولى للمسلم لبس ملابس المسلمين، والأصل كذلك في لبس آخر الموضات هو الجواز لمن يستطيع شراءه إلا أن الأولى هو عدم التكلف في الأمور لما في الحديث: نهينا عن التكلف.
فقد يجد المسلم ثوب الموضة أغلى بكثير مما يساويه في الحسن والقوة من الملابس التي لم تعد موضة، فالأولى أن لا يتكلف في شراء ما هو غال، وينفق الثمن الزائد على أقاربه وأرحامه وعلى ضعفة المسلمين وأيتامهم، فالإنفاق على هؤلاء أولى بكثير من التهالك في اتباع آخر المستحدثات والموديلات.
ويتعين على الدعاة التناصح مع جميع أفراد المجتمع المسلم، والسعي في حمل جميع مؤسساته على اتباع طريق الهدى وأن لا يخافوا في الله لومة لائم، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 21112، 56757، 39291، 11223، 33346.
والله أعلم.