الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله سبحانه أن يصبر الأخت، ويأجرها على صبرها واحتسابها، وأن يهدي زوجها للصواب، ونوجه الكلمة للزوج، ولكل زوج يظلم زوجته، ويسيء عشرتها فنقول: إن أولى الناس بإحسان المرء هم الأقربون، كما قال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ {النساء:36}.
وأقرب الناس للرجل بعد والديه زوجته، وهي الصاحب بالجنب، وقد أمره الله سبحانه بإكرامها والإحسان إليها، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}. وقال -صلى الله عليه وسلم-: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي ( 3895 ) وابن ماجه ( 1977 ) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم. رواه أبو داود ( 4682 ) والترمذي ( 1162 ) وقال: حديث حسن صحيح.
إن إكرام المرأة دليل على الشخصية المتكاملة، وإهانتها دليل على الخسة واللؤم، فما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.
وإن الزوج مسؤول أمام الله سبحانه عن زوجته، وعن تعامله معها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله، وهو مسؤول عن رعيته. متفق عليه.
كما أن على الزوجة أن تعرف حق زوجها عليها، وتؤدي ما أوجب الله عليها تجاهه. وتراجع الفتوى: 29922.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتاوى التالية: 2589، 3698، 5381.
وأخيرا، فإننا ننصح كلا منكما أن يجتهد في أداء ما عليه من حقوق للآخر، وأن يتغاضى عما يمكن التغاضي عنه، مما له من حقوق على الآخر، وأن تكون معاملة كل منكما للآخر مبنية على التسامح، والتماس الأعذار لما يحصل من كل واحد منكما من زلل، وبهذا تستقيم الزوجية، وينعمان بالسعادة والاستقرار فيها.
ونوصي هذه الزوجة بالصبر على الزوج، والغض عن مساوئه، والاجتهاد فيما يرضيه، وبتذكيره برفق ولين بما عليه من الحقوق التي سوف يُسأل عنها.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.