الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على كُل من الزوجين أداء ما عليه من حقوق للآخر.

السؤال

كيف يمكن لامرأة تعيش مع إنسان في هذه الدنيا وهو لا يعرف معنى الحياة الزوجية، أو بمعنى آخر: لا يدرك ما هي الحقوق الزوجية التي لابد منها لاستمرار الحياة مع الطرف الآخر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحياة الزوجية لا تستقيم أركانها ولا تثبت دعائمها إلا إذا علم كل من الزوجين حق صاحبه عليه، وقام بأدائه على الوجه الأكمل.
والحياة الزوجية أمر مشترك بين الزوج وزوجته، قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {البقرة: 228}.

وخير الناس من كان خيره لأهله أعظم، ونفعه لهم أعم؛ لأنه هو المسؤول عن رعايتهم وحفظهم. قال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. وعنه أيضاً: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم. رواهما الترمذي.
وعنه أيضا: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع ومسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها….متفق عليه.
وقد خاطب الله المؤمنين بأعظم خطاب، وأمرهم أن يجنبوا أنفسهم ومن تحتهم نار جهنم، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم: 6}.
والمؤمن الحق هو الذي يؤدي حقوق العباد عليه؛ لأنها أمانة، ولا تقتصر الأمانة على ودائع المال، فإن الأمانة أعم من ذلك؛ إذ هي كل حق للغير عندك.
فعليك أيتها السائلة أن تقومي بنصح زوجك، ولا مانع من أن تبيني له حقوق الزوجة على زوجها، وأن الله تعالى هو الذي أوجبها.
وزوِّدي زوجك بالأشرطة والكتيبات التي تتحدث عن الحياة الزوجية وحقوق الزوجين.
وقومي بأداء حق زوجك عليك، وادعي له بالهداية والرشاد.
وتجمَّلي بالصبر؛ فإن النصر مع الصبر، وإن مع العسر يسراً، وغضي طرفك عن الهفوات التي تستطيعين تحملها، واحتسبي ما تلاقين من صدود وتجاهل عند الله؛ قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر: 10}.
نسأل الله له الهداية، ولكم جميعاً التوفيق.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني