الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جمال الباطن لا يعني إهمال المسلمة بزينتها

السؤال

المرأة والزينة مصطلحان متلازمان منذ انطلاقة حياة الأنثى كملازمة الزهرة لمصطلح الجمال.... كيف لا وقد حبا الله تعالى المرأة برقة محفوفة بالجمال والزينة وهي فطرة في أصل كينونتها وخلقتها.. ولطالما أحبت المرأة أن تظهر في جميع أحوالها بكامل زينتها، فاستعانت بكل شيء من أجل ذلك، من وسائل وأساليب متعددة لتبالغ في إظهار خفايا وأسرار جمالها، فمن تلك الوسائل المساحيق ومستحضرات التجميل التي لا حصر لها في ألوانها وأنواعها وانتهاءً بماركاتها الغالية الثمن، إلى أن وصل الحال بكثير من النساء لإجراء عمليات جراحية تجميلية الغرض منها الزينة، وإصلاح ما تراه ناقصاً في جمالها، والمرأة والحالة هذه هي الفرصة التي يقتنصها التجار من الأطباء وصانعي وسائل التجميل من خلال اهتمام المرأة المبالغ فيه، لمصالحهم المادية، من جهة أخرى أليست الزينة وسيلة للفت الانتباه واستراق الأنظار فيطمع الذي في قلبه مرض؟ ثم هل وقفت المرأة في تزينها عند حد باب بيتها فكانت تستعين بزينتها كسحر حلال لزوجها آسرة لقلبه مقيدة لهواه، فلمن تتزين المرأة اليوم لزوج هو الوحيد الأحق بها، أم لمجتمع بات الشكل فيه كل شيء وما أثر زينتها على خروجها من بيتها، وسفرها خارج ديارها، كيف نظرت الشريعة الإسلامية إلى هذه المسألة، بالتأكيد وضعت ضوابط وقواعد تسير عليها المرأة في التعامل مع زينتها وجمالها ولم تترك الطموح المتوارث لدى الأنثى في التشبث بزينتها من غير قيود تاركة لها الحبل على الغارب ومع تلازم اسم المرأة مع مصطلح الجمال، يبقى السؤال لأصحاب الألباب المستنيرة والعقول الناضجة والإيمان الراسخ، أيهما الأولى في حياة المرأة جمال الشكل أم جمال الروح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن جمال الباطن أولى عند المؤمنة وأهم من جمال الظاهر، فقد قال الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ {الأعراف:26}، قال الشيخ السعدي رحمه الله: ولباس التقوى ذلك خير.. أي من اللباس الحسي، فإن لباس التقوى يستمر مع العبد ولا يبلى ولا يبيد، وهو جمال القلب والروح. انتهى.

ولكن لا يعني هذا أن المؤمنة لا تهتم بزينتها، فإن الله تعالى امتن بالزينة على عباده، وأضافها لنفسه، وأنكر على من حرمها، فقال تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ {الأعراف:32}، وقد أشار القرآن الكريم إلى ما جبلت عليه المرأة من حب الزينة والتجمل، فقال تعالى: أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ.. {الزخرف:18}، فلذك أباح لها الزينة والتجمل، ولكن بطريقة مضبوطة تحفظ لها كرامتها ومطالبها الفطرية، فمنعها من إبداء زينتها لغير الزوج والمحارم، وقد سبق بيان كثير من الأحكام المتعلقة بالمرأة وزينتها وعملها وسترها في عدة فتاوى انظر منها على سبيل المثال الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19422، 19575، 28552، 3096، 5352، 3859، 54754.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني