الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن جمال الباطن أولى عند المؤمنة وأهم من جمال الظاهر، فقد قال الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ {الأعراف:26}، قال الشيخ السعدي رحمه الله: ولباس التقوى ذلك خير.. أي من اللباس الحسي، فإن لباس التقوى يستمر مع العبد ولا يبلى ولا يبيد، وهو جمال القلب والروح. انتهى.
ولكن لا يعني هذا أن المؤمنة لا تهتم بزينتها، فإن الله تعالى امتن بالزينة على عباده، وأضافها لنفسه، وأنكر على من حرمها، فقال تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ {الأعراف:32}، وقد أشار القرآن الكريم إلى ما جبلت عليه المرأة من حب الزينة والتجمل، فقال تعالى: أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ.. {الزخرف:18}، فلذك أباح لها الزينة والتجمل، ولكن بطريقة مضبوطة تحفظ لها كرامتها ومطالبها الفطرية، فمنعها من إبداء زينتها لغير الزوج والمحارم، وقد سبق بيان كثير من الأحكام المتعلقة بالمرأة وزينتها وعملها وسترها في عدة فتاوى انظر منها على سبيل المثال الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19422، 19575، 28552، 3096، 5352، 3859، 54754.
والله أعلم.