السؤال
1ـ هل عورة المرأة من المرأة مابين السرة و الركبة؟ و حتى من أمي و أختي و صديقتي؟ وهل هناك دليل على ذلك؟2ـ لقد اتهمتني أم زوجي بأني متسلطة على زوجي و الله يعلم بأننا متفاهمان وهو طبعا الرجل في البيت ولا أتسلط عليه أبدا، كما قالت لي بأن ابنها ليس سعيدا معي و كأنها متأكدة من هذا، وعندما أخبرت زوجي وأنا منهارة لم يعرف من أين أتت بهذه الأفكار الخاطئة، وهو دائما يخبرني بأنه يحبني كثيرا وبأنه يجد معي سعادة كبيرة أكبر مما كان يتوقع، ولكنه لم يذهب ليدافع عني أمامها رغم أني طلبت منه ذلك، فهو يقول بأنه لا يريد أن يكبر المشكلة أكثر، فهل هذا هو الصواب؟ وكما أنها تتهمني بأنني لا يعجبني أن أضحك و بأنني باردة، والسبب في هذا أننا في بعض الأحيان نكون مجتمعين مع عائلة زوجي فيسخرون من بعض الأشخاص أو من صوتهم أو يضحكون على أشياء أراها محرمة فلا يعجبني هذا ولا أضحك معهم، أو يفعلون أشياء حراما فأكون جالسة معهم وأنا غير مرتاحة وهي تحس بي كذلك ولكن لا تدرك لماذا... ومرت الأيام وحاولت أن أنسى اتهاماتها ولكنني لم أستطع، ورغم ذلك تعاملت معها بشكل عادي وهي كذلك، وقبل يومين كنا نجلس مجتمعين فمازحني زوجي فقالت له إن زوجتك لا يعجبها أن نضحك هكذا رغم أنه لم يقل شيئا يغضبني،فلم يعجبني ما قالت و قلت لها أنا لم أقل شيئا فقط و سكتت، إنها تتهمني بهذا أنني لا أحب الضحك تماما. وأنا أطلب من زوجي أن يدافع عني أمامها دون أن يصرخ فيها طبعا لأنها أمه، ولكن يفهمها ويسمع منها فقط، ولكنه يطلب مني أن أنسى وأسامحها، ولكنني أريده أن يوضح لها الأمور، و أنا لم أخبر أمي ولا أي شخص آخر بهذه الأشياء سوى زوجي، فهل إذا أخبرت أمي مثلا تكون هذه غيبة رغم أنها ظلمتني؟ وماذا علي أن أفعل؟ أشيروا علي يرحمكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعورة المرأة مع المرأة هي ما بين السرة والركبة، ويستوي في ذلك الأم والأخت والصديقة وكل النساء إلا الكافرات، فإن عورة المسلمة مع الكافرة جميع البدن ما عدا الوجه والكفين وما يظهر عند المهنة، لما في الآية الكريمة: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ {النور:31}، والمراد بنسائهن النساء المسلمات، وراجعي في هذا الفتوى رقم: 284.
وإرادة زوجك أن لا تكبر المشكلة هوالصواب طبعاً، لأن تكبيرها قد يؤدي إلى مالا تحمد عاقبته، فالأحسن الصبر على ما يستطاع صبره.
وتركك الضحك مما هو غيبة، وعدم مشاركتك أصهارك في الأمور المحرمة هو أقل الواجب بالنسبة لك، لأن المنكر إذا وقع بحضرة الإنسان ولم يستطع تغييره باليد أو باللسان، فأقل القليل أن ينكره بقلبه، روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
وإخبارك أمك بما تفعله أو تقوله لك أم زوجك لا يعد غيبة، لأنه من التظلم، وقد أباح أهل العلم للإنسان أن يذكر المظالم التي ارتكبت ضده ولو كان الفاعل يكره الإخبار بها، قال أحد العلماء:
القدح ليس بغيبة في سنة * متظلم ومعرف ومحذر
ولمظهر فسقا ومستفت ومن * طلب الإعانة في إزالة منكر.
لكن الذي نراه هو أن لا تقدمي على هذا الإخبار إلا بعد تأن واطمئنان إلى أن أمك ستسعى في الحل بالود ولن يكون تدخلها مما يزيد الأمور تعقيداً، ثم إن عليك قبل إبلاغها أن تأخذي رأي زوجك فقد يكون يعلم من أمه ما لا يعلمه غيره.
والله أعلم.