الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين: (لا ضامن إلا الله)، وحديث: (أضمن له الجنة)

السؤال

ما هي كيفية الجمع بين: لا ضامن إلا الله، وحديث النبي -صلى الله عليه وسلم: .. أضمن له الجنة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه أما بعد:

فاعلم أن هذه المقولة: لا ضامن إلا الله. غير ثابتة في كتاب، ولا سنة، وهي غير متعارضة مع الحديث الذي فيه ضمان النبي -صلى الله عليه وسلم- الجنة لمن فعل كذا، وكذا، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- مبلغ عن الله تعالى، وناقل لحكمه سبحانه، فهو حين يخبر أنه ضامن الجنة لمن فعل كذا، فهو إخبار عن الله بأن من فعل كذا موعود بالجنة.

قال الطيبي في شرحه على مشكاة المصابيح: وشبه ما يترتب عليه من الفوز بالجنة، وأنه واجب على الله بحسب الوعد أداؤه، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو الواسطة، والشفيع بينه وبين الله تعالى بصورة شخص له حق واجب الأداء على آخر، فيقوم به ضامن يتكفل له بأداء حقه. انتهى.

وهذه النصوص من نصوص الوعد متوقفة -كما هو معلوم- على ثبوت الشروط، وانتفاء الموانع، بل وحين يخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- شخصا معينا بأنه من أهل الجنة، فليس هذا من عند نفسه، وإنما هو إخبار منه -صلوات الله عليه- بما جرى به القلم، ومضى في علم الله الأزلي، وهذا واضح جدا، لا خفاء به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني