السؤال
يا فضيلة الشيخ لي صديق في حيرة من أمره، لأنه كان يبيع السيارات، ويغش المشترين، ويكتم عيوب السيارات، ويبيع السيارات المزورة، ولكنه في السنوات الأخيرة أراد التوبة، وندم على أفعاله، وقال لي ذات مرة إنه صلى الصبح، ثم جلس يفكر في الناس الذين زور لهم السيارات، وخدعهم فيها، فسألني وقال لي: ما الحل؟ وكيف أتوب، مع العلم أني سألته هل يتذكر الأشخاص الذين غشهم فقال لي: لا أعرف أي أحد منهم.
السؤال: كيف يتوب هذا الشخص وما الحل؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبل توبة صاحبك، ويثبته على طريق الحق، ويشرح صدره، وليعلم بأن التوبة إذا استكملت شروطها فهي مقبولة ـ بإذن الله ـ وإن من شروط التوبة مما يتعلق بحق آدمي أن ترد الحقوق لأصحابها؛ وانظر شروط التوبة في الفتوى رقم: 13348.
وما دام صاحبك لا يعلم الأشخاص الذين غشهم في المعاملات، ولا مقدار ما غشهم فيه، فالواجب عليه أن يحتاط في ذلك، فيخرج من المال ما يغلب على ظنه براءة ذمته به من حقوقهم، ويتصدق به عمن ظلمهم، وذلك بتقدير قيمة العيوب التي كتمها وخدع فيها المتعاملين معه، أو تقدير ما استولى عليه من حقوقهم بالغش والتزوير.
قال ابن تيمية: فَإِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَقٌّ لَا يَعْلَمُ عَيْنَ صَاحِبِهِ، كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ مَا تَبْرَأُ بِهِ ذِمَّتُهُ.
وانظر الفتوى رقم: 47926.
والله أعلم.