الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبل توبة صاحبك، ويثبته على طريق الحق، ويشرح صدره، وليعلم بأن التوبة إذا استكملت شروطها فهي مقبولة ـ بإذن الله ـ وإن من شروط التوبة مما يتعلق بحق آدمي أن ترد الحقوق لأصحابها؛ وانظر شروط التوبة في الفتوى رقم: 13348.
وما دام صاحبك لا يعلم الأشخاص الذين غشهم في المعاملات، ولا مقدار ما غشهم فيه، فالواجب عليه أن يحتاط في ذلك، فيخرج من المال ما يغلب على ظنه براءة ذمته به من حقوقهم، ويتصدق به عمن ظلمهم، وذلك بتقدير قيمة العيوب التي كتمها وخدع فيها المتعاملين معه، أو تقدير ما استولى عليه من حقوقهم بالغش والتزوير.
قال ابن تيمية: فَإِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَقٌّ لَا يَعْلَمُ عَيْنَ صَاحِبِهِ، كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ مَا تَبْرَأُ بِهِ ذِمَّتُهُ.
وانظر الفتوى رقم: 47926.
والله أعلم.