الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المحكمة الشرعية بعدم وقوع الطلاق يرفع الخلاف

السؤال

زوجي طلقني ثماني مرات على مدى أكثر من عشرين سنة زواج كانت الأولى عندما أغضبني بشدة في الطريق فجلست أرضا وقلت له طلقني ورفضت كل محاولاته للقيام حتى قال لو قلتها ستقومين؟ قلت نعم فقال أنت طالق زاعما أنه كان يريدني أن أقوم ولم يرد الطلاق علما بأنني كنت نفساء والثانية كانت إثر مشادة شديدة جدا تركني على إثرها وذهب واستلقى على سريره فدخلت عليه الحجرة وأنا على يقين تام بأنه كان مستيقظا وأعلم حاله وعاداته ونحن في مشادة عصبية ودخلت وراءه بعد أقل من خمس دقائق ولم يكن أمامه وقت لينام ولم يكن الموقف الحاد يسمح له بالنوم وقلت له طلقني فقال أنت طالق فطلبت أخي وجاء وسأله ماذا حدث وكان جالسا على السرير فقال لأخي قدر الله وماشاء فعل ثم قام وأوصلنا حتى المصعد الكهربائي ثم جاء في الصباح يحلف أيمانا مغلظة مازال يصر عليها حتى الآن أنه كان نائما ولم يدر ما قال وينكر أنه قال لفظ الطلاق رغم شهادة أحد أبنائنا وليست المرة الوحيدة يقينا أن يقسم بالله على الكذب فهو اعتاد ذلك وهو لاينكر مثلا أنه أقسم لي كذبا ذات مرة في الحرم أمام الكعبة يمينا غموسا هو لا يستطيع أن ينكر أيمانه الكاذبة في مواقف أخرى لكن هذه المرة يصر على يمينه والثالثة قال لي عصمتك بيدك فقلت على الفور أنا طالق والرابعة بدأت كطلاق معلق حين أمهلني خمس دقائق لأصف له إحدى صاحباتي وإلا أكون طالقا وبدأ يعد تنازليا كقوله مرت دقيقة وقوله مرت دقيقتان إلى أن مرت الدقائق الخمس دون أن ألبي له طلبه فقال صراحة خلاص اطلقتي وفي الصباح أخبر الأولاد قائلا خلاص طلقت أمكم وباقي الطلقات كلها طلاق معلق وقع شرطه كقوله (لو صليتي العشاء تكوني طالق) وقد أصر على ذلك وانتظرت طويلا تراجعه لكني في النهاية صليت العشاء قبل الفجر بفترة وكذلك في مرة قال( لو كلمتي أمك من ورائي تكوني طالق) وقد كلمتها من ورائه وقوله مرة إثرمشادة (لو تكلمتي بأي كلمة تكوني طالق) وشتمني فشتمته وزعم أنه تراجع في نفسه قبل أن أنطق وهكذا الثامنة أيضا طلقة معلقة وقع شرطها
وفي كل مرة أذهب معه للجنة الشرعية فيعيدونني إليه آخذين بفتوى ابن تيمية لأن جميع هذه الطلقات إما في حيض أو نفاس أو طهر جامعني فيه وهو أيضا يقسم أنه لم ينو أبدا طلاقي في أي مرة من المرات
ولأن العدد ليس مرة ولا مرتين فكلما رجحت عندى قول الجمهور لأحتاط لديني يواجهني بالرخصة من قول ابن تيمية وهو مالا أرتاح إليه لأني أنا من واجهت المواقف وهي كما ذكرتها تماما فكيف أعيش حياتي على رخصة أفيدوني أكرمكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت المحكمة الشرعية قد حكمت بعدم وقوع الطلاق فحكمها رافع للخلاف ، قال الدسوقي في حاشيته : "إذَا حَكَمَ الشَّافِعِيُّ بِحِلِّ مَبْتُوتَةِ مَالِكِيٍّ بِوَطْءِ صَغِيرٍ فَإِنَّ هَذَا الْحُكْمَ رَافِعٌ لِلْخِلَافِ " كما يسوغ لكم أيضا أن تقلدوا اللجنة الشرعية التي أفتتكم بعدم وقوع الطلاق للأسباب التي ذكرت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني