السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعلنا من أمة خير خلقه محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
أما بعد:
لقد حض الإسلام على عدم الاستكثار من الحياة الدنيا، وعلى الزهد فيها، وأن يكون الإنسان فيها كعابر السبيل، إذا أصبح لا يحدث نفسه بالمساء وإذا أمسى لا يحدث نفسه بالصباح.
وفي نفس الوقت نلاحظ أن تعاليم الدين الإسلامي تحض على العمل، ففي حديث شريف لا أذكره جيداً، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها). أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام .
وإني بين حض الإسلام على الزهد والتقليل من الدنيا، وبين حضه على العمل والإنتاج قد تاهت سفينتي في بحار الإسلام الشاسعة، فتارةً أقول: إن الحكم إلا لله، والله متم نوره ولو كره الكافرون، ولابد من العزلة والعبادة وانتظار الموت والزهد في الدنيا والتقليل منها؛ لأن حلالها حساب وحرامها عقاب، وتارةً أقول: فإذا زهد العقلاء في الدنيا، فمن لها؟ وهل ستترك إلا لأمثال الأرعن بوش وعصابته الشريرة؟
أجدني تارةً أنأى بنفسي عن الدنيا، وتارةً أطلبها ممن لا يستحقونها، ليس لإرادتي إياها لنفسي بل لرغبتي بها عنهم، فأجد نفسي كأنني ألهث وراء الدنيا مع اللاهثين، فأحتقر تشابه وسيلتي بوسيلتهم رغم علمي باختلاف الغاية.
ثم إني لا أعرف أيهما وسوسة الشياطين، فقد أظن أن الشيطان يريدني أن أبتعد عن الدنيا لأُسأل عن تقصيري فيها أمام الله، وقد أظن أن الشيطان يوهمني بأنني لا أسعى وراء الدنيا لإرادتي إياها وإنما لهدف سام ، بينما في الواقع أنا في شركه كغيري من المغرورين، والله المعين.
فهل لكم إلى إرشادنا من سبيل؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.