الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي يرفض تزوجي بالشاب الذي أرغب به، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيوخنا الأفاضل: أنا فتاة أبلغ من العمر 33 سنة، وفي بلادي فاتني قطار الزواج بهذا العمر، وقبل 10 سنوات تقدم لخطبتي ابن عمي، ولم أرغب به، ولا أراه مناسبًا ليكون زوجي المستقبلي، استمر والداي بإقناعي لمدة لا تقل عن 6 سنوات، وتدخل العديد من أقاربي في الموضوع، ودائمًا كنت أجيب نفس الإجابة: لا أستطيع أن أرغم نفسي على رجل ترونه مناسبًا من وجهة نظركم، فأنا من ستعيش معه وليس أنتم، وكانوا يرفضون كل خاطب يدق بابنا، بحجة أن ابن عمها يرغب بها.

المهم: اليوم -وفي هذا الوقت-، هناك شاب أصغر مني بسبع سنوات، على خلق ودين، وبه من الصفات الحميدة ما ترغب به أغلب الفتيات، مثل: الحكمة، والمرونة العقلية، والرحمة، واللين، والمسؤولية، والكرم، والالتزام الأخلاقي، والاتزان النفسي، فرفض والدي الشاب، وقال: حتى لو علمت أنه الرجل الوحيد الذي سيخطبك، فلن أوافق.

علمًا أني أرغب به كثيرًا، وهو كذلك، وهذا الشخص الوحيد الذي استطعت أن أقتنع به؛ لأني أعرفه منذ 8 سنوات، ومدركة بأني مستعدة لإكمال حياتي معه، ومشاركته الحياة، وتحمل مسؤولية الزواج منه.

رفض والدي بحجة أنه سيندم على خياره وسيطلقني بعد سنتين؛ بسبب عمري الذي يكبره، مع أن كل من يراني يظن أني أصغر من عمري بسنوات، بسبب نعومة شكلي، وكذلك أنا -من دون مدح لنفسي- صاحبة خلق ودين وسمعة طيبة، ولدي مواصفات جيدة.

والدي حكم على الشاب بأنه طائش، رغم أن والدي وأهلي لم يلتقوا به، والخطبة تمت عن طريق الهاتف من قبل والدة الشاب مع والدتي، ووالدي رفض لقاء الشاب، علمًا إن والدي يعرف الحلال والحرام. فما حكمكم في الموضوع؟

جزاكم الله خيرًا، وأرجو الإجابة عن سؤالي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يسهل أمرك -أختنا الفاضلة-، ومرحبًا بك في الموقع، ونشكر لك التواصل والاهتمام، ونسأل الله أن يُقدِّر لك الخير ثم يرضيك به.

نحن نرى أن تُدخلي الأعمام والأخوال وكل المؤثرين؛ حتى يتمكنوا من إقناع الوالد، ولا نؤيد الاستعجال في هذا الموضوع دون مناقشة الوالد، والاجتهاد في إرضائه أو تحييده في هذه القضية، ولعل أصلح من يستطيع أن يفعل هذا هم العمات والأعمام والمؤثرون وأصحاب الوجاهات، وكذلك أصحاب الدين؛ لأن الدين يشترط في المتقدم دينه وخلقه، وإذا وُجد الدين والأخلاق، ووجد الوفاق والتلاقي بين الأرواح، وهي كما جاء في الحديث: "جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".

فنسأل الله أن يعينهم على فهم هذا الجانب الشرعي، ونكرر حرصنا لك على عدم الإصرار على معاندة للوالد في هذا الأمر، ولكن نتمنى من الشاب أن يُكرِّر محاولات وأن يُدخل أيضًا من جانبه أصحاب الوجاهات، كما نتمنى منك أيضًا أن تقومي بنفس الدور، لكن بإشراك آخرين، يعني من المؤثرين على الوالد، الذين لهم كلمة عنده، والذين يمكن أن يستمع إليهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدِّر لك الخير ثم يرضيك به.

ونحب أن نؤكد أن فارق العمر لا يؤثر في مثل هذه العلاقات، طالما وُجد القناعة من الطرفين، ونكرر شكرنا لك على التواصل مع الموقع، ونتمنى أيضًا مراعاة الأعراف والعادات الموجودة، ليس لأنها صواب؛ ولكن من المهم أن يتعامل الإنسان في مثل هذه الأحوال برفق، والأفضل أن يُوجد من يتكلم بلسانك من أهلك.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً