الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأثير الخلافات العائلية على العلاقة الزوجية وطرق حلها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما حكم هجر الزوج لزوجته وخصامه لها بسبب مشكلة بينه وبين أخيها، مع العلم أنهم مغتربون وليس لها أي قريب سوى زوجها؟ وكان من وجهة نظره أنه كان يجب عليها أن تتصدى لأخيها، وقد حاولت واعتذر أخوها عن ما بدر منه من أجل أخته.

مع ذلك، زوجها رد الإهانة بالإهانة، ولم يعتذر لأخيها وما زال مقاطعًا له، ويعامل زوجته بجفاء بسبب هذا الموقف لأكثر من عامين!

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdelhamid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخي الكريم- في استشارات إسلام ويب.

أولًا: نسأل الله تعالى أن يصلح ما بين هذه المرأة وزوجها، وأن يديم الألفة بينهما، وينبغي أن ينصح هذا الأخ بأن يكون سببًا في سعادة أخته، وسببًا في إصلاح ما بينها وبين زوجها، وأن يرحم ضعفها وعجزها، وأن لا يكلفها ما لا تقدر عليه، ولا تطيقه.

وهي قد أحسنت حين حاولت أن تصلح بين زوجها وأخيها، وتوصلت إلى هذه الدرجة من إقناع أخيها بأن يعتذر، ولكن بقي عليها أنه إذا كان الزوج لا يريد لهذا الأخ أن يدخل إلى بيته، فإنه يجب عليها أن تطيع زوجها، وأن لا تدخل بيته أحدًا لا يأذن بدخوله إليه، حتى تطيب النفوس، وتهدأ الأمور، وحينها ستعود الأمور إلى طبيعتها بإذن الله تعالى.

ونحن ننصح هذه الأخت بأن تبدي لزوجها الاعتذار عما قد يكون فهمه هو من تقصيرها، وأن هذا الأمر ليس بيدها، وأنها لا تقدر على فعل شيء أكثر من أن تقنع أخاها بالاعتذار، وهذا النوع من الكلام قد يطيب نفس زوجها تجاهها، ويحاول أن يتفهم الأمور بشكل صحيح، فإذا قامت الزوجة بحق زوجها عليها من الطاعة في المعروف، وعدم الإذن لأحد بأن يدخل بيته إلا برضاه وإذنه، إذا فعلت ذلك فإنه لا يجوز للزوج أن يهجرها، فهجرها حرام؛ لأن الهجر عقوبة، قدرها الشرع حين يحصل النشوز من المرأة، فإذا لم يكن ثّم ما يبرر هذا الهجر، فإنه حرام؛ لأنه مخالف للمعاشرة بالمعروف التي أمر الله -سبحانه وتعالى- بها في كتابه الكريم حين قال: (وعاشروهن بالمعروف).

فينبغي أن يعالج الموقف بالتذكير والوعظ والنصح بهدوء، ومحاولة الاستعانة بمن له كلمة مؤثرة على هذا الزوج، وإعطاء الأمر حقه من الوقت الذي تهدأ فيه النفوس، وتعود الأمور إلى طبيعتها، من استعانة بالله سبحانه وتعالى، والإكثار من دعائه بأن يصلح ذات البين.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم بكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات